كتبت - هبة البيه: أكدت سعادة السيدة إيفا بولانو، سفيرة مملكة السويد لدى الدولة، أن الصمود القطري في مواجهة الحصار أثار إعجاب وتقدير العالم، مشيدة بأداء الاقتصاد القطري الذي واصل مسيرة تقدّمه. وقالت: الاقتصاد القطري القوي تغلب على تداعيات الحصار، كما عززت قطر شراكاتها الاقتصاديّة مع العديد من دول العالم لتنويع مصادر الاستيراد. وأشادت بالدبلوماسية القطرية النشطة والناجحة التي كان لها أثر كبير في تجاوز كافة التحديات، لافتة إلى إنجازات قطر المتسارعة في مختلف المجالات خلال السنوات القليلة الماضية. وقالت خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للسويد: رأينا كيف أصبحت قطر أقوى بعد الحصار وباتت مثار إعجاب دول العالم خاصة مع الكيفية التي تعاملت بها لتجاوز تداعيات الأزمة الخليجية. وأضافت: نفخر بزيادة زيارات القطريين للسويد على مدار السنة الماضية كما يتم حالياً تقديم المزيد من طلبات الحصول على التأشيرات السياحية والمعلومات السياحيّة عن السويد. وقالت: قطر استطاعت بناء شراكات تجارية واقتصادية جديدة بعد هذا الحصار حيث زادت التجارة بين قطر والسويد بشكل كبير بعد الحصار وهي رسالة هامة للعالم، ومن جانبها تعقد السويد شراكات مع قطر في سعيها إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول العام 2030، وتهدف العلاقات السويدية القطرية إلى تحقيق المنفعة المتبادلة للطرفين من أجل زيادة تعزيز أهداف كل من البلدين في تحقيق اقتصاد متنوّع ومستند إلى المعرفة. وأشارت إلى زيادة الصادرات السويدية لقطر في العام الجاري بنسبة 32%، كما زادت الصادرات القطرية إلى السويد بنسبة تجاوزت الـ 100%. وقالت: بلغت الصادرات القطرية إلى السويد نحو 131 مليون دولار العام الجاري، في حين تبلغ الصادرات السويدية إلى قطر نحو 170 مليون دولار. وأضافت: العلاقات القطرية السويدية متينة وتتمتّع بالاستقرار وأوجه التعاون المُشترك في مختلف المجالات، ولذلك نستطيع القول إن العلاقات وصلت إلى مراحل أكثر عمقاً وقوةً. علاقات مستدامة وقالت سعادة السفيرة إيفا بولانو: “تهدف السويد إلى إنشاء منتدى مستدام لشراكات طويلة الأمد مع قطر، تتركز حول حقيقة أن كلاً من السويد وقطر بلد صغير له طموحات كبيرة، مما يؤدّي إلى مشاركة المعرفة بما فيه مصلحة البلدين.” وأوضحت أن العلاقات الثنائية بين قطر والسويد قد توّجت في وقت سابق من هذا العام عندما اختار برنامج القادة التنفيذيين لدى مركز قطر للقيادات السويد لرحلته التعليمية السنوية، والآن يعمل هؤلاء القادة التنفيذيون الأربعون على تطبيق الدروس المستفادة في السويد في بيئتهم المحليّة. الصادرات وأوضحت أن نسبة 54 % من استخدام الطاقة في السويد من موارد متجددة، وبشكل رئيسي من الطاقة المائية، وأن عدد المواطنين السويديين الذين يعيشون في قطر يبلغ نحو 543 مواطناً، وتستضيف السويد حالياً عدداً من المواطنين القطريين في قرية صغيرة قريبة من ستوكهولم حيث قامت أكثر من 20 أسرة قطرية بالاستثمار في المنازل الصيفية، ويأتون بشكل متكرّر للزيارة، وقد تم الآن إطلاق اسم الدوحة الصغيرة على هذه القرية. وقالت: إن أحد المجالات عالية الأهمية التي تحظى باهتمام المستثمرين السويديين هو التكنولوجيا المالية، والتي كانت على مدى العام الماضي قطاعاً يحظى بالأولوية في العلاقات الثنائية بين قطر والسويد، منذ زيارة سعادة الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني، محافظ مصرف قطر المركزي، إلى السويد في شهر أكتوبر 2017. لافتة إلى أن ستوكهولم هي مركز عالمي للتكنولوجيا المالية ويأتي تصنيفها في المرتبة الثانية في أوروبا بعد لندن. مشاركة المعرفة وشددت على أن إحدى النتائج الملموسة لهذه الزيارة كانت تأسيس مركز قطر للتكنولوجيا المالية، والذي سيتم افتتاحه في مطلع العام 2019، وهو مبني على أساس الممارسات الأفضل والمعرفة المشتركة التي تمّ اكتسابها خلال الزيارة المذكورة أعلاه والزيارات اللاحقة إلى السويد التي قام بها مسؤولو مصرف قطر المركزي وبنك قطر للتنمية. وقالت: تنخرط السويد، التي تمّ تصنيفها الاقتصاد الأكثر ابتكاراً في العالم لعام 2017، والتي تضم ثاني أكبر عدد من المشاريع الصاعدة للفرد الواحد بعد سليكون فالي، والتي تعتبر رائداً عالمياً في مجالات التخطيط العمراني المستدام، والإنشاءات الخضراء، والمواصلات العامة، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، تنخرط في عدد من جهود مشاركة المعرفة مع قطر، مع التركيز على التعاون في مجال الأبحاث، والتكنولوجيات الخضراء، ووسائل التوصيل الذكية. ولفتت إلى أن سلامة الطرقات هو المجال الذي جاء فيه تصنيف السويد في المرتبة الأولى بفضل مشروعها فيجن زيرو الشهير عالمياً، وتعد نقطة تركيز قوية في السنوات القليلة الماضية، وأفضى ذلك إلى توقيع مذكرة تفاهم في شهر أبريل 2018 بين مركز قطر لسلامة النقل والمرور لدى (VTI) جامعة قطر والمعهد السويدي الوطني لأبحاث الطرق والنقل. تدشين أول رحلة إلى جوتنبرجن وأعلنت السفيرة السويدية عن فتح الخطوط القطرية مسارات جديدة مع السويد، لافتة إلى تدشين أول رحلة لمدينة جوتنبرجن التي تعتبر ثاني المدن السويدية بعد استكهولم قريباً. وقالت: هذا الأمر سيفتح مجالات جديدة من التعاون بين البلدين، خاصة التجارة ونقل البضائع والسيارات باعتبار أن المدينة بها شركة فولفو لصناعة السيارات، لافتة كذلك إلى أن التعاون بين سلطات الطيران المدني في السويد والخطوط القطرية يتزايد. إصلاحات عمالية كبيرة وقالت السفيرة السويدية: ”أنا معجبة بالتحسينات القطرية السريعة والكبيرة في مجالات الإصلاحات العمالية والمسؤولية الاجتماعية للشركات، وتعاون قطر المثمر مع منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، والتي تعتبر السويد من أقوى الداعمين لها، ولم تمر هذه التحسينات من دون تقديرها من قبل الهيئات التجارية السويدية. فهناك المزيد من الشركات السويدية التي تنظر إلى قطر كشريك جذّاب في التجارة والأعمال.” وأكدت أن هذه الزيادة في مصالح القطاع الخاص السويدي قد أدت إلى إنشاء غرفة التجارة السويدية في قطر (SCCQ)، وتمثل الغرفة جميع المصالح التجارية السويدية في قطر وتهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية بين البلدين. غرفة التجارة ومن جانبه قال رئيس غرفة التجارة السويدية في قطر، السيد ماتياس نوردفلت: تركز الغرفة السويدية على عدّة مشاريع مع هيئة المنطقة الحرة القطرية، والتي ستؤدي قريباً إلى استثمارات سويدية ذات شأن في قطر.
مشاركة :