أبوظبي: علي داوود أوصى المشاركون في «القمة الثقافية أبوظبي 2018» التي اختتمت أعمالها، أمس، بالحفاظ على التراث الثقافي والفني، وحفظه، وحمايته من المخاطر، والاهتمام بتعليم الأجيال القادمة، ومد جسور التواصل بين المجتمعات العالمية في مشاريع مستقبلية، إضافة إلى استخدام البرامج والبيانات والمعلومات المؤثرة إيجابياً في دعم الاقتصاد الاجتماعي والتعامل مع البيانات بحرية.وطالبوا بالدعم الشامل وتوحيد الجهود ومشاركة الشباب في هذه البرامج والمحافظة على العادات والقيم الداعمة للثقافة والفنون.وشهدت نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ختام أعمال القمة أمس التي شارك فيها نحو 400 شخصية بارزة من أكثر من 80 دولة، واستعرضت المناقشات الختامية حصيلة الموضوعات والمفاهيم والإجراءات التي تداولها المشاركون على مدار أيام القمة. قالت نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ورئيسة اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية، نرحب بكل المقترحات المعمقة التي أفادنا بها الضيوف والمشاركون في القمة طوال الأيام الماضية. نجحت أبوظبي مرة أخرى في توجيه رسالة واحدة بأنه لم يفت الوقت بعد على اتخاذ خطوات فعالة لإعادة تعريف دور الثقافة في عالمنا. سنواصل مساعينا في استخدام قوة الثقافة لإحداث تغييرات إيجابية، وبناء الجسور بين الأمم والعقول. لقد سلكت أبوظبي هذا الدرب مع المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويقع على عاتق الجيل الشاب في هذا البلد حمل تلك الرسالة ونشرها، رسالة التسامح والعالمية، من خلال العمل المتواصل والتعاون مع شركائنا الدوليين بما يخدم بناء مستقبل أفضل للإنسانية جمعاء.وجاءت إحدى الجلسات تحت عنوان «الاحتفاء بثمار مبادرات التعاون غير المتوقعة»، وناقشت الأفكار والمبادرات المنبثقة عن هذا الحدث التي سيتم تبنيها لمعالجة بعض أبرز التحديات العالمية الملحّة في جميع أنحاء العالم من خلال قوة الثقافة.وشهدت أبرز جلسات أمس، المنعقدة تحت عنوان «النتائج والخطوات التالية للقمة الثقافية» مشاركة أعضاء اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية، محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وسيف سعيد غباش مدير عام دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وديفيد روثكوبف الرئيس التنفيذي لمجموعة روثكوبف، وكارلا ديرليكوف كاناليس الرئيس التنفيذي لشركة تي سي بي فينتشرز، وقدموا عرضاً عاماً عن المخرجات الأساسية للقمة الثقافية، وركز أعضاء اللجنة على ما يمكن تحقيقه الأفراد والمؤسسات حول العالم لعقد شراكات جديدة من شأنها معالجة القضايا الملحة التي تداولتها القمة. وتبع الجلسة عرض أداء منفرد لعازف الكمان العالمي جيدون كريم.وأكد محمد خليفة المبارك أن القمة هي حركة ثقافية مستمرة، وهي إحدى المبادرات التي تقدمها دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي للحفاظ على استدامة التبادل الثقافي المؤثر، وتعزيز مفهوم التسامح كأسلوب حياة، وشكلت النقاشات أثناء القمة إضافة لأسس العمل في الدائرة. واتضح من النقاشات أن التعليم هو الأداة التي علينا استخدامها لتوظيف هذا الفهم في المستقبل، خاصة أن الطلبة يتفاعلون مع المواد الثقافية في مناهجهم التعليمية بشكل إيجابي، ولذلك تتوجه أبوظبي إلى التركيز على الثقافة من خلال المناهج التعليمية للأجيال الشابة، انطلاقاً من أن الفكر المنغلق البعيد عن الثقافة هو فكر مبتور، فلطالما كانت الثقافة العربية والإسلامية قائمة على جذور ثقافية عميقة مبنية على التسامح وتقبل الآخر والتبادل المعرفي.وقال سيف سعيد غباش: أصبحت «القمة الثقافية» في دورتها الثانية منصة فريدة لرواد الثقافة في العالم تقدم حلولاً عبر النقاشات الواسعة التي تناولت مواضيع معاصرة ملحة، مثل دعم الفنانين، وتأثير الإعلام، والقدرة على قياس التأثيرات والحفاظ على التراث والثقافة والتكنولوجيا وغيرها. أود أن أشير إلى بعض المبادرات التي نعمل عليها في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي في هذا السياق نفسه، إذ اطلقنا مؤخراً منصة «ثقافة أبوظبي» الإلكترونية، وهي تضم محتوى ثقافياً غنياً طوره متخصصون وباحثون، وتتميز بالتفاعلية من اتجاهين من حيث إنتاج المحتوى، واستقبال المحتوى أيضاً، كما أننا نعمل على المزج ما بين الثقافة والسياحة لخدمة القطاعين، وليس الترويج السياحي فقط، ونطبق ذلك في مختلف مشاريعنا بتوظيف الإمكانات في القطاعين».وقال ديفيد روثكوبف: حققت القمة الثقافية في عامها الثاني، وبفضل المشاركين، أشياء مهمة وغير اعتيادية، فقد استطاعت أن تجعل من قطاع الفنون جزءاً رئيسياً من النقاش الجدي الهادف إلى مجابهة التحديات العالمي في وقنا الراهن. فمن خلال ورش العمل التفاعلية التي عقدتها القمة وتطرقت لمحاور التطرّف وحفظ التراث، واستكشفت آفاق عولمة الإبداع واستخدام الثقافة كأداة للتغيير، استطاع الفنانون وأهل السياسة والمبتكرون الجلوس معاً تحت سقف بهدف تحسين الواقع العالمي.وانعقدت جلسة بعنوان «وضع جدول أعمال للمجتمعات الثقافية والإعلامية العالمية» برئاسة الشريك المنظم للقمة الثقافية ديفيد روثكوبف، وتحاور المشاركون حول الاحتمالات المتزايدة أمام العاملين في مجالي الإعلام والفنون لتوظيف الفرص العالمية القائمة بهدف تمكين مجتمعاتهم والحفاظ على ثقافتهم، وبث روح الإلهام في أعمالهم الفنية. وشارك في مناقشة الخطوات العملية لتحديد هذه الاحتمالات كل من محمد العتيبة مؤسس «سنديكيشن بيورو»، وبول دوجاردين الرئيس التنفيذي والمدير الفني لمركز الفنون الجميلة في بروكسل، وكريستين إين المدير الفني لبينالي الدار البيضاء الدولي 2018. وبعد ذلك، انعقدت جلسة خاصة ببرنامج «مختبر الفنانين»، استعرض فيها نخبة من الفنانين المشاركين في المختبر حصيلة مداولاتهم، وقدموا خمسة مشاريع مقترحة للنقاشات التي أدارها ما يزيد على 50 فناناً من جميع أنحاء العالم طوال فترة انعقاد القمة الثقافية، لتعريف مبادرات التعاون الإبداعية الجديدة. وأعقبت الجلسة عروض أداء مشتركة بين الموسيقيين آدي سوبارمان وكليمنس ساينيترز، وبين الملحنة مولي جويس والفنانة الأدائية والشاعرة جاكلين سوسكين.
مشاركة :