عبد اللطيف الزبيدي هل لديك من الخيال ما قد يجعلك تتصور شيئاً جديداً يخرج به البيان الختامي للقمة العربية التي تفتتح (افتتحت) اليوم؟ ستكون أحلامك قد خانتك إذا انتظرت غير الإنشاء منذ تأسيس الجامعة العربية.إذا كنت تتوقع موقفاً موحّداً في عمل مشترك، فالأوضاع العربية لا تحتمل قفزات المردة. المشكلة هي المنطق النسبي. السياسات العربية لا يستطيع أن يفك رموزها أعظم دماغ، هي مثل الإلكترون لا يمكن تحديد موقعه. سياسياً يعني ذلك استحالة تحديد موقفه. قلنا مراراً إن المواقف الثابتة في دنيا العرب، هي مواقف السيارات وغالباً ما تكون مدفوعة الثمن: ادفع لتحصل على موقف. على ذلك النحو المتغير المتحول يتعذر إرساء موقف ثابت يقوم عليه العمل المشترك الذي هو أساس قوة الجميع، وحصانة الجميع، وتقدم الجميع.الدعابة لا تغيب، فالقمة في حد ذاتها، كفكرة قامت على ضرورة العمل المشترك قبل سبعة عقود، أدت بلا معقولٍ تاريخيّ وسياسيّ عجيب إلى الاتفاق على الافتراق إلى حد نشوب أشكال لا تحصى من الخلافات الصغيرة والكبيرة على مر السنين. لم يحدث أن تحلّى أحد بشجاعة النزاهة قائلاً: لقد أخطأت في حق هذه الأمة الممزقة، والرجوع إلى الحق فضيلة، حتى يقول له الآخرون إننا نحن أيضاً لسنا معصومين من الزلل. هذه أيضاً معضلة نفسية طريفة، فكل طرف يرى أنه هو كمال الحكمة والرشاد والسداد ، فالحق يتجسد فيه، بالتالي يتوقع بغير حق أن يسير الآخرون في ركابه ويفكروا مثله، أي أنه هو المثال والربان. يكفي أن يطمح إلى هذه المكانة ثلاثة أو أربعة أو خمسة، لتتحدد المحاور الاستقطابية وتنتفي أريحية العمل المشترك وتعاضد الفريق المنسجم المتناغم. نحن عرب ونعرف سلبيات عقليتنا، فالشرح باطل.القمم تكاليف بروتوكولاتها وتشريفاتها تفوق مردودها اللامردود. لو استطاعت قمة واحدة، على فنجان قهوة، أن تطرح سؤالاً واحداً: لماذا حدث لنا ويحدث كل هذا؟ أو: هل شعوبنا ثمنها بخس إلى هذا الحد حتى تجتمع علينا أسلحة العالم لتدمير أوطاننا وأعظم رموز حضارتنا العربية الإسلامية، وتشويه قيمنا وديننا وتخرجنا من التاريخ، ونحن دائماً الذين ندفع لهم أثمان «أتعابهم» لإبادتنا؟ أعجوبة العجائب أن تحترم القوى الاستعمارية العربي إذا رأوه لا يبالي بما يفعلونه بأشقائه.لزوم ما يلزم: النتيجة اللغوية: المهم هو ألا تكون التوصيات في لقاءات العرب وصية الأمّة. abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :