قهوة إبراهيم الملوحي.. بخلطة سرية

  • 4/17/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: زكية كردي يتنقل بين بلد وآخر قاصداً مزارع البن في إثيوبيا، وبنامار، والبرازيل ليشتري القهوة الخضراء، ليحمصها بنفسه ويقدمها للزبائن مسترجعاً ذكريات الرائحة، تلك التي تعود به إلى منزل الجدة في فريج «المرر» حيث بدأت حكاية شغف إبراهيم الملوحي، صاحب مقهى «اسبريسو لاب» مع القهوة منذ الطفولة.كل شخص له تفضيلاته في فنجان القهوة الذي يحكم مزاجه، فهناك من يرغب بكمية حليب أقل، أو أكثر في الكابتشينو، أو بفنجان أكبر حجماً، وهذا مثال يطبقه الملوحي على كل أنواع القهوة، فالخدمة المميزة التي يحصل عليها الزبون في مقهاه لا تتوقف على التفاصيل المعتادة، بل تتعداها إلى الاهتمام بأدق التفاصيل لأن القهوة في البداية والنهاية مزاج شخصي ومتفرد، وهذا المفهوم في التعامل مع كل زبون بخصوصية هو ما جعل من هذا المقهى مفضلاً بالنسبة للكثيرين، أما السبب الآخر فيتعلق بالجودة والإتقان، حيث يحرص على تحقيق معادلة المكونات الأفضل لفنجان قهوة لا ينسى، ويعرف هذه المكونات بنوعية البن ومصدره، ودرجة التحميص، بالإضافة إلى الماء الخاص الذي يستخدمه لتحضيره، والذي تضاف إليه بعض المواد للتحكم في نسبة ملوحته «ماء مصفّى».بالطبع لم يأت تميز مشروع «الملوحي» وقهوته من الفراغ، بل كان ثمرة سنوات من البحث والعمل والشغف، فقد بدأت فكرة المشروع تراوده منذ عام 2004، وقرر أن يؤسس مشروعه على العلم، فسافر ودرس في «أكاديمية القهوة» بأمريكا، بعد أن قام برحلات متعددة ليجمع المعلومات التي يحتاج إليها وليسكت صوت فضوله في الوقت ذاته، فلم يتردد في التنقل بين المزارع المختلفة، والسفر للتعرف إلى عادات الشعوب في تحضير القهوة، والتي تعتبر جزءاً من تراث وثقافة كل شعب، واستطاع بالفعل بعدها أن يثبت تميزه كشخص في إعداد القهوة، حيث مثل الإمارات في بطولة عالمية وحقق الفوز، وبدأ يحظى بشهرة واسعة في تحضير القهوة المميزة بعد أن افتتح مشروعه أخيراً، وأخذ على عاتقه مهمة تثقيف الناس بأنواع القهوة وأسرارها على مواقع التواصل الاجتماعي.استطاع الأب الروحي للقهوة في الخليج - كما يطلق عليه محبو قهوته- أن يحقق شهرة واسعة في فترة قصيرة بعد افتتاح مقهاه في جميرا، والذي انتقل به إلى «حي دبي للتصميم» قبل بضعة أشهر، حيث يؤكد أن هذا المكان محفز للإبداع وحاضنة لكل الأفكار الجيدة والمواهب الأصيلة، واليوم يتوافد الكثيرون من مناطق بعيدة في الإمارات إلى مقهاه لتذوق قهوته ذات الصيت الذائع، فقد صنف هذا المقهى ضمن أفضل 20 مقهى على مستوى العالم، ويطمح عاشق القهوة إلى تغيير منظور العالم لها، ليرجع أمجادها التي التصقت بالثقافة العربية، وافتتاح فروع لمقهاه في أمريكا وأوروبا.

مشاركة :