الرأسمالية تدمر نفسها

  • 4/21/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هل الرأسمالية في طريقها لتدمير نفسها؟ قد يبدو السؤال استفزازياً في وقت تعلن فيه كبرى الشركات في العالم، عن تحقيق أرباح غير مسبوقة، وتمنح مديريها مكافآت مجزية جداً، وتوزع على حملة أسهمها أرباحاً قياسية.في هذا الكتاب وعنوانه «الرأسمالية في طريقها لتدمير نفسها»، لا يتردد مؤلفاه باتريك آرتو، وماري بول فيرار، في شرح هذه المفارقة، ففي الوقت الذي تبدو فيه الرأسمالية في أوج ازدهارها، نجدها تتعرض لأكبر الأخطار، فهي رأسمالية بلا مشروع، لا تستخدم ملياراتها في أي شيء نافع، ولا تستثمر، أو تعمل من أجل المستقبل، وفي مواجهة القلق الاجتماعي، لا تعالج الحكومات عادة إلا الأعراض، حيث لا تصل إلى أعماق المشكلة.وتكمن المشكلة في لا معقولية تصرفات كبار المستثمرين الذين يطلبون من الشركات تحقيق نتائج مرتفعة للغاية، والنتيجة أنها تبحث عن العائد بعد ثلاثة شهور، بدلاً من الاستثمار طويل المدى، وأنها تلجأ إلى الضغط على أجور العمال، وتتخلى عن خلق فرص العمل في الزمن الحاضر، ولهذا يرى المؤلفان ضرورة الإسراع بإصلاح سياسة الادخار بعمق، وفرض قواعد جديدة لحسن إدارتها، سواء على المديرين، أو أجهزة الإشراف، ومن دون هذه الإجراءات لن يكون تجنب حدوث أزمة جديدة للرأسمالية ممكناً، مع كل ما يعنيه ذلك من نتائج.

مشاركة :