.. تطاير الفرح بلهيب حريري.. كان الملثمون الزرق يستحقون أن يحلقوا ويعانقوا كل القزاحيات ويتبادلوا الأحضان مع كل الأنجم وكل الأقمار.. كان إحراز لقب الدوري هذا الموسم له طعم كل النكهات.. وكان تحدياً شرساً للقفز تخطياً لكل الحفر والمزالق والمشانق.. وكان يستحق الفرح لأنه تحد أقفل كل أفواه الشامتين و.. .. المعوقين نفسياً.. وفجأة تبخر الفرح.. وأطل الزلزال.. استقالات.. استقالات.. استقالات.. متتابعة كمسلسل طويل و.. وجاء قرار تعيين سامي الجابر رئيساً لحول من الزمن.. .. وعندما نجد أن كل شيء يتغير في كرة القدم السعودية.. في الرياضة السعودية.. بالتأكيد سنتعامل مع تعيين رئيس جديد للهلال بشكل عادي لأنه جزء من التغيير.. جزء من تغيير الأنماط السابقة.. جزء من تغيير شأن التدبير الرياضي.. جزء من الخروج ولو التدريجي من أنفاق الديون ومعضلات التسيير السابق الذي بكل أمانة أفرز فوضى عارمة وقضايا أضحت طاولة الفيفا تئن من متراكماتها.. ووضع الكرة السعودية في حرج حقيقي محلياً ودولياً.. هذا تدبير لم يتعوده محيط كرة القدم السعودي ولأنه جاء متتابعاً.. ممطراً في الإجراء والقرار أدى لدى الشارع الرياضي إلى الاندهاش.. والحيرة والارتباك.. وكما ربما في أندية أخرى أدى في الهلال إلى طرح أسئلة متعددة هوت كالمطارق على رؤوس عشاق الزعيم.. .. هل يكون سامي هو الأنسب؟.. فهو أسطورة وصاحب شعبية كاسحة.. ويتوافر على الكثير جداً من أدوات التميز.. له تاريخ واسم مرصع في الفيفا.. يتحدث ست لغات.. سفير للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة.. مارس التسيير الإداري.. مارس التدريب.. كان عضواً في اتحاد كرة القدم السعودي.. باختصار مسيرته تطفح بالخبرات والتميز ويستحق مناصب أعلى في كرة القدم.. ولكن الهلاليين يعتبرون الهلال هي الأعلى والأفضل في كل شيء ورئيس الزعيم لا بد أن.. أن يكون رئيساً حقيقياً.. قوياً.. كفئاً.. حكيماً.. خبيراً.. ولا مانع أن يكون صاحب نفوذ ومال.. وهي مثالية عالية التصور.. قد تكون صعبة جداً ولكنها غير مستحيلة لكنها حق رغبة مشروعة لعاشق الهلال ولعاشق أي ناد آخر.. وسامي الجابر أطل ضمن توقيت هو نفسه لم يكن يتوقعه.. وفجأة وجد نفسه في وضعية دقيقة وحرجة جداً.. بين طموحه وتطلعاته المشروعة للنجاح وبين ماض وشخصيات وتدبير ومحيط عاش فيه وترعرع وبين حاضر ومستقبل فيه من المتغيرات ما لا يمكن توقعه أو على الأقل تحديد مؤشراته.. هو الآن في الهلال فقط لينجح.. ولا شيء غيره.. ليحقق نجاح التغيير المطلوب.. ليواصل التوهج مع التتويجات.. ليصنع فريقاً آخر.. صلباً قوياً.. ممتعاً.. يتجاوز كل الخصوم.. كل شيء.. ويعرف سامي الجابر أنه أمر شديد الصعوبة.. حتى لو غير جلد الفريق واستجلب نجوماً متميزين أجانب ومحليين.. لأن الأندية المنافسة الأخرى ستقوم بنفس الشيء، بل هناك أندية يترأسها رجال مال وأعمال وعدوا بالسخاء من أجل الأفضل والمنافسة على كل الألقاب.. من هنا تأتي الصعوبة.. صعوبة الاختيارات.. صعوبة خلق التوليفة التوافقية.. .. أمام رئيس الهلال الجديد ملفات أخرى.. عديد من الملفات.. وفقط طرحت المتغير التقني والتكتيكي ومتأكد أن وجود سامي سيمنح إضافة كبيرة في هذا المجال لا أعتقد أنها تتحقق في الأندية الأخرى.. الاستعجال في الحكم بالتأكيد يورث الأخطاء.. والجواب عن السؤال هل سامي الجابر هو الأنسب للهلال؟ لا أحد يرد عليه سوى هو نفسه.. وبعض الانتظار لا يفسد للسؤال قضية..