حين يتجلى الصوت اليمني ويدهش فاعلم أن جبال اليمن التي يرشف من شلالاتها وينابيعها تتجلى فيه حتى لكأنك تحس وتستشعر تدفقها في الحنجرة اليمنية منذ الطفولة وحتى الموت. وفي حضرة المدينة الشاعرية المدعوة صنعاء فإذا ماعرجت على أغنية باللهجة الصنعانية فإن لها نكهة يستلذ بها أضعافا من أدرك اللهجة الصنعانية. ومن ذلك أغنية أحمد السنيدار التي تقول : (مسرع نسيني ومسرع غاب عن عيني وكيف يسخى يجافيني ويبكيني من المسبب لهجره ماجرى مني إن كنت غلطان اترجاه يبريني ) وكثيرون هم الشعراء والفنانون الذين يدفعونك بتعددهم وتفوق أشعارهم ؛إلى تصور أن كل اليمنيين شعراء، وكلهم مطربون بالفطرة أيضا. وليس عشقي التراث اليمني بمجمله وليد اللحظة بل إنه عشق طويل العهد ، لأنه تراث ذو روح مفعمة بالإنسانية التي لم تتلوث بالمادية الطاغية .فالأغنية اليمنية بتنوعها الصنعانية و الحضرمية و اللحجية و التعزية والتهامية. ومن الأغاني التي تستلذ الروح بالاستماع إليها صوتا وموسيقى ولهجة أغنية (ياورد ياكادي) التي كتبها الشاعر القمندان ظلت إحدى أشهرالأغاني على مستوى الوطن العربي وليس في اليمن والخليج وحسب.ومن كلماتها: (قل لي ليالي الوصل هل باتعود بانجلى الصّادي يا سمهري القامة أسيل الخدود اذا حدا حادي ليلا تذكّرتك فارقت الرّقود نسيت ميعادي من علّمك لمّا خلفت الوعود) ولايسعك وأنت تستمع إلى الطرب اليمني إلا أن تحترم ذلك الفن الذي يختار أن يكون الصوت للكلمة ولايتوقف عند وجع شخصي بحت ينتهي مع مرور الأيام. فللأغنية اليمنية نكهة خاصة تشبه تلك الذات السامقة الشامخة إنها الأغنية التي تنبع من ذات هويتها وتكون هوية بذاتها من ذاتيتها. وتلك هي الأصالة التي نطالب بها. ** ** - هدى الدغفق
مشاركة :