هاجم الرئيس الاميركى دونالد ترامب الثلاثاء بشدة الاتفاق النووى الإيراني واضعا بذلك محادثاته مع الرئيس الفرنسي على ارضية صعبة، رغم الصداقة التى ظهرت بينهما خلال زيارة إيمانويل ماكرون الى واشنطن. وقال ترامب في مستهل محادثاته التي طال انتظارها مع ماكرون في المكتب البيضوي ان "الاتفاق مع ايران كارثة" ، مضيفا انه اتفاق "فظيع (...) لم يكن ينبغي التوصل اليه مطلقا".وبعد ان قال "اذا استعادوا (الايرانيون) برنامجهم النووي، ستكون لديهم مشاكل أكثر خطورة من أي وقت مضى"، اضاف "سنناقش" هذا الاتفاق.ورد الرئيس الفرنسي قائلا ان الهدف المشترك هو "تجنب التصعيد وانتشار الاسلحة النووية في المنطقة (...) والسؤال هو، ما هي الوسيلة الافضل" لتحقيق ذلك.محادثات صعبةوتشكل هذه الملاحظات الاولية المتباينة بداية مناقشات صعبة بين الرجلين اللذين ضاعفا علامات التقارب منذ وصول ماكرون إلى واشنطن الاثنين رغم خلافاتهما العميقة حول سلسلة من القضايا مثل الاتفاق النووي الايراني والحرب التجارية.وبذل ماكرون، اول رئيس اجنبي يقوم بزيارة دولة الى الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب، اقصى ما في وسعه لاقامة علاقات وثيقة مع نظيره الذي تعارض رؤيته للعالم تماما رؤيته الشخصية.ويعتقد الاليزيه، وسط تفاؤل ضئيل، ان "المؤشرات غير مشجعة" حول موضوع إيران منذ أن وعد ترامب علنًا جمهوره الانتخابي بـ "تمزيق" الاتفاقويدعو الى عدم تعليق امال كبيرة على تحقيق "انفراج دبلوماسي" خلال يومين، لكنه يريد طرح نص توفيقي. فالامر ملح مع اقتراب موعد 12 ايار/مايو حين سيقرر ترامب موقفه النهائي من الاتفاق.ويريد الرئيس الاميركي الانسحاب من الاتفاق اذا لم يتم فرض قيود مشددة ضد طهران وتدخلها في المنطقة، وهذا ما تخشاه فرنسا والقوى العظمى الاخرى الموقعة على هذا الاتفاق الذي يفرض قيودا صارمة على ايران لمنعها من تصنيع سلاح نووي.وخلال الايام الاخيرة، دافعت روسيا والصين وبريطانيا عن الاتفاق ما يشكل دعما قويا لماكرون، الذي جدد التاكيد الاحد أنه "لا توجد خطة بديلة" لمنع إيران من صنع القنبلة.تاكيد الصداقةواعلن الاليزيه ان الرجلين تحدثا خلال العشاء الاثنين عن الوضع الاقتصادي الاميركي و"استطلاعات الراي حول رئاسة ترامب والتحضير لانتخابات منتصف الولاية" في تشرين الثاني/وفمبر. كما شمل النقاش نقاطا اخرى مثل تنظيم الإنترنت ومكافحة التطرف والارهاب.لكنهما تطرقا ايضا الى نقاط الاحتكاك مثل الرسوم الجمركية التي يريد ترامب فرضها على شركائه وتتعلق بالفولاذ والالمنيوم.ومنذ وصول ماكرون يضاعف الرئيسان علامات الصداقة.وقال ترامب الثلاثاء ان ماكرون "سيكون رئيسا عظيما لفرنسا وهذا ما توقعته".كما أشاد الرئيس الاميركي بالكولونيل الفرنسي ارنو بلترام الذي ضحى بحياته لإنقاذ رهينة خلال هجوم جهادي في فرنسا الشهر الماضي.ووصل ماكرون من فرنسا حاملا معه غرسة من شجرة سنديان من شمال فرنسا زرعت الاثنين في حديقة البيت الأبيض، وشكل ذلك مناسبة لالتقاط صور تظهر الرئيسين كل منهما مع مجرفة تحت اعين زوجتيهما ميلانيا وبريجيت.وسيكون الثلاثاء يوما حافلا دبلوماسياً. فبعد محادثات في البيت الابيض ومؤتمر صحافي مشترك، سيذهب ماكرون وزوجته لتناول الغداء مع نائب الرئيس مايك بنس وجون سوليفان، القائم بأعمال وزير الخارجية ثم يحضران حفلا في مقبرة أرلينغتون العسكرية.وفي المساء، ستجمع وليمة فخمة على شرف ماكرون الكثير من المدعوين الى البيت الابيض الذي تم تزيينه لهذه المناسبة بغابة من فروع ازهار شجر الكرز.ويتم التركيز اعلاميا بشكل واسع النطاق على قائمة الطعام والاطباق الباذخة.
مشاركة :