ميركل أمام محادثات صعبة مع ترامب حول التجارة والاتفاق النووي الايراني

  • 4/26/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

برلين (أ ف ب) - تزور المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة في محاولة أوروبية أخيرة لمنع اندلاع حرب تجارية بين ضفتي الاطلسي وانقاذ الاتفاق النووي الايراني. ومن المتوقع ان تتخذ رحلة ميركل التي غادرت إلى واشنطن الخميس شكل زيارة عمل أكثر بكثير من تلك التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي نجح في بناء علاقات ودية مع ترامب رغم التباين الكبير في مواقفهما. ويتعارض استقبال ترامب المليء بالحفاوة والعناق لماكرون بشدة مع مناسبة جرت في البيت الابيض في آذار/مارس العام الماضي عندما تجاهل الرئيس الاميركي على ما يبدو عرض ميركل لمصافحته خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض. ورغم أسلوب ميركل الأكثر رزانة، سيكون هدفها هو ذاته الذي دفع ماكرون الى زيارة واشنطن اي إقناع ترامب بالتراجع عن تهديداته بفرض تدابير عقابية قد تشعل حربا تجارية عبر الأطلسي والغاء الاتفاق النووي الايراني. وأعلن سيد البيت الأبيض الشهر الماضي عن فرض رسوم نسبتها 25 بالمئة على الواردات من الفولاذ و10 بالمئة على الالمنيوم، مشيرا إلى أن الواردات الأجنبية تضر بالأمن القومي الأميركي عبر تقويضها الانتاج المحلي اللازم من أجل الجهوزية العسكرية. ودفعت ردود فعل حلفاء واشنطن الغاضبة ترامب إلى منح شركاء رئيسيين كالاتحاد الأوروبي استثناء مؤقتا تنتهي مدته في الأول من أيار/مايو. وعشية زيارة ميركل إلى واشنطن، تضاءلت آمال برلين بأن يتم اعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية التي تعهد ترامب باتخاذ اجراءات انتقامية لمواجهتها. وقال مصدر في الحكومة الألمانية "علينا أن نتوقع فرض الرسوم في الاول من ايار/مايو. ومن ثم سنرى كيف سنتعامل معها". وأما مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي لاري كودلو فقال لشبكة "سي ان بي سي" الخميس إن واشنطن ستواصل اعفاء القوى الاقتصادية الحليفة، بما فيها الاتحاد الأوروبي، في حال قدمت تنازلات على غرار "التعامل بشكل عادل في ما يتعلق (بقطاع) صناعة السيارات". - اتفاق منفصل - ويخيم على اللقاء موعد 12 أيار/مايو الذي حدده ترامب للدول الاوروبية لجعل الاتفاق النووي الموقع مع ايران عام 2015 اكثر تشددا. ووصف ترامب الاتفاق الذي ساهمت ألمانيا في التفاوض عليه بانه "أسوأ اتفاق على الإطلاق"، مطالبا بإصلاح "العيوب الكارثية" التي يتضمنها. وسعى الاتحاد الأوروبي وغيره من القوى الموقعة إلى إقناع ترامب بعدم التخلي عن الاتفاق، محذرين بأنه يشكل أفضل وسيلة لمنع الدخول في سباق تسلح نووي في المنطقة. واقترح ماكرون فكرة التوصل إلى اتفاق منفصل لتقييد برنامج ايران للصواريخ البالستية ودعمها لمجموعات مسلحة في الشرق الأوسط. وأصرت وزارة الخارجية الألمانية على أن "الأولوية القصوى تكمن في الحفاظ على الاتفاق النووي الحالي" في حين اعتبرت ميركل أن البرنامج الصاروخي الايراني يشكل "مصدر قلق" كذلك. وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الخميس أنه لم يتم التوصل بعد إلى قرار بشأن ما اذا كانت واشنطن ستنسحب من الاتفاق النووي الايراني. - "شريك صعب" - ولن يساعد اضطراب العلاقات بين الزعيمة الألمانية المخضرمة وترامب -- نجم تلفزيون الواقع سابقا --المحادثات. ولطالما وبخ ترامب أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي على خلفية العجز التجاري الضخم بينها وبين الولايات المتحدة وانفاقها الضئيل للغاية على الدفاع المشترك في حلف شمال الأطلسي. وانتقد ميركل كذلك لفتحها حدود ألمانيا منذ العام 2015 أمام التدفق الضخم للاجئين الذين شكل المسلمون غالبيتهم في وقت استقبلت المستشارة بأسف قرار ترامب الانسحاب من معاهدة باريس للمناخ. وأشادت ميركل مرارا بالمنظومة الدولية المبنية على قواعد للتعامل مع مشاكل عالمية انطلاقا من النزاعات والإرهاب ووص ولا إلى الدمار البيئي، وهو ما يتناقض بشكل كبير مع شعار "أميركا أولا" المفضل لدى ترامب. وأفاد مركز ابحاث "صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة" أن "انغيلا ميركل تتعامل مع ثالث رئيس أميركي في ولايتها الطويلة كمستشارة لألمانيا". وأكد "ليس سرا بأنها تعتبر رئيس البيت الأبيض الحالي +شريكا صعبا+" مشيرا إلى أن "عودتها إلى واشنطن هذا الأسبوع ستكون بجميع المقاييس بمثابة عرض العاب خفة للتعامل مع العديد من القضايا في وقت واحد". وأكدت ميركل التي أقامت علاقات قوية مع سلفي ترامب باراك أوباما وجورج بوش الابن هذا الأسبوع أنها ترغب رغم الخلافات في الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين برلين وواشنطن. وقالت إن "التحالف عبر المحيط الأطلسي يعتبر بالنظر إلى التطورات غير الديموقراطية الكثيرة في هذا العالم كنزا عظيما أريد بكل تأكيد أن أرعاه وأعززه". وأشارت صحيفة "برلينر تسايتونغ" إلى المهمة الدبلوماسية الصعبة امام ميركل موضحة "سيكون من الصعب عليها السير على خطى ماكرون بالتصرف وكأنهما أفضل الاصدقاء (هي وترامب)، لكنها تحتاج إلى استراتيجية". فرانك زيلير © 2018 AFP

مشاركة :