يعترض البعض عندما تطرح قضية تمس حياة المرأة في الإعلام أو منتديات "الكلام العامة" ويصرخ المعترض بوجه كل من ينطق باسم أنثى: أزعجتونا بالحريم وبلاويهن وكأن لا توجد قضية تستحق النقاش إلا إن كانت بها امرأة.. أتركوها بحالها وتكون بخير!! ومن أجل عيون هذا المعترض نطالب بأن يتم التخلص من قضايا المرأة لتتولاها المرأة. من القضايا المهمة التي توليها هذه البلاد أهمية كبرى قضية الحوار المجتمعي والوطني وأنشأت لهذه الغرض مركزاً وطنياً للحوار يرى بعضنا نجاحه في مهمته ويرى بعضنا الآخر ضعفاً يعتريه في أداء مهمته.. فهمها كانت النتيجه سواء النجاح أو الضعف فلابد أن يكون للمرأة نصيب من هذا وذاك لكي تؤدي مؤسسة الحوار واجبها الوطني نحو المجتمع.. فالمرأة ليست قضية ولكن صاحبة قضية تعرف هي أبعادها وتجيد التحدث عنها ولديها "الإمكانية العقلية " لإنتاج حلول لها.. فمن واقعنا الثقافي الذي حدد للمرأة دوراً معيناً تؤديه في المجتمع وكذلك حدد شكل حضورها ونبرة صوتها: هل تتحدث مباشرة لحضورها أم من وراء حجب من الأرض أم من فوق السحب.. تكون المطالبة بمنصة نسوية تمتلكها المرأة للتحدث مع المرأة مطلباً يتماشي مع واقعنا الثقافي.. فلا نريد أن نتحدث باسم المرأة ولا أن نجعل المرأة هي قضية الرجل الأساسية، فقط أن تكون منها وإليها.. هنا حددنا المراد وهو حوار تقيمه المرأة للمرأة، فكيف يتم ذلك وكيف يكون حواراً وطنياً؟ كيف: مثل الآلية التي يتخذها مركز الحوار الوطني في حواراته السنوية والشهرية التي تعقد في كل مكان في البلد بحضور السيد الرجل وبإشرافه، يكون على منواله حوار للمرأة يعقد باسمها وتشرف هي عليه. قيادة المرأة للحوار الوطني الخاص بشؤونها مسؤولية ثقيلة وتحدّ كبير للمرأة وليس ترفاً، فنصف المجتمع ليس رقماً نتعامل معه احصائياً لنكمل بها ثنائية الحياة بل نصف شريك ومنتج.. وإهماله في الحوار ليس جزءاً من المشكله بل هو كل المشكلة.. جميع الحوارات التي شاركت المرأة بها الرجل كانت حوارات شكلية خدمت فرضية إهمال دور المرأة وباعدت بين حقها في الحوار كنعصر بناء في المجتمع وبين خاصية النوع التي جعلتها تتحدث كصوت تالٍ لصوت الرجل. جماعة داعش انتبهت لقوة المرأة بالحوار والإعلام وعينتها في هذا المركز الحيوي محاورة باسمه ومتحدثة بجنونه.. ولكي نحرك هذه القوة الساكنة في مجتمعنا وتكون قوة محركة للإبداع والعقل والضمير لابد من تعيين رئيسة أو قائدة للحوار الوطني بشقه النسائي وتضع استراتيجيات حوارية تدار من جهاز تشرف عليه امرأة وتشرك كل نساء المجتمع في مهماته.. من أجل إنتاج حوار وطني أكثر فاعلية وغير تقليدي، حوار لا تتشارك فيه المرأة مع الرجل بل تتنافس به معه، لنشكل ثقافة ان الحكمة ضالة المؤمنة تعيش جنباً مع قناعة ان الحكمة ضالة المؤمن. لمراسلة الكاتب: malmutairi@alriyadh.net
مشاركة :