الدوحة - الراية : كشفت مستجدات أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر عن مخطط تنفذه دول الحصار بهدف التصعيد ضد الدوحة، في محاولات عبثية وصبيانية لجرّها إلى سيناريوهات المواجهة المباشرة، فيما يتبنى العالم رؤية قطر بضرورة حل الأزمة عبر الحوار والتفاوض. يتجسد مخطط دول الحصار في عدد من المحاور الأساسية التي تلعب عليها دول الحصار، خاصة الرياض وأبو ظبي، ولعل أبرز هذه المحاور مسلسل اختراق طائرات ومقاتلات دول الحصار للأجواء القطرية في خطوات استفزازية كان يمكن أن تؤدّي إلى عواقب وخيمة لولا حكمة قطر في التعامل مع مثل هذه الانتهاكات والممارسات الصبيانية. وتتكشف خيوط المخطط أيضاً في محور آخر يتمثل في التمويل المشبوه لأفلام وبرامج تستهدف تشويه سمعة قطر في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ومحاولة وصمها عبثاً بدعم الإرهاب، فيما يشهد العالم للدوحة بدورها الهام في مكافحة هذه الآفة العالمية. وأكد عدد من المسؤولين في دول الحصار النوايا الخبيثة المبيتة لتلك الدول ضد قطر ومحاولاتهم العبثية لتعكير صفو علاقاتها مع محيطها الإقليمي والدولي والقوى الكبرى، ما يؤكد أنه لا توجد لديها أي نوايا صادقة لإنهاء الأزمة الخليجية التي قاربت على إنهاء عامها الأول، حيث كشفت تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن هذه النوايا الخبيثة والمخططات الابتزازية الوقحة بمطالبته قطر بدفع فاتورة الوجود العسكري الأمريكي في سوريا رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تصريحات لا تقبل التأويل، إن السعودية مهتمة بوجودنا في سوريا وعليهم أن يدفعوا مقابل ذلك. ويرى مراقبون أن تصريحات الجبير تكشف اهتزاز وضعف صانع السياسات السعودية بمحاولة الهروب إلى الأمام وتصدير أزماته للغير، بل وافتقاد أبسط قواعد الدبلوماسية بالحديث بلسان دولة أخرى متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وتكرار بل وتزييف تصريحات رسميّة لقادة هذه الدول، ما يؤكد استمرار مخطط دول الحصار للتصعيد ضد قطر ومحاولة جرّها للحرب في سوريا من جهة وتوتير العلاقات القوية بين الدوحة وواشنطن من جهة أخرى. وتتنوع مساعي دول الحصار للتصعيد مع قطر باستمرار حرب الذباب الإلكتروني لبث الشائعات ونشر أخبار مفبركة وأكاذيب لا تكفيها مجلدات كاملة، وأيضاً تمويل مؤتمرات مشبوهة للهجوم على قطر لا يتجاوز الحضور فيها أصابع اليد الواحدة لبعض الأشخاص المأجورين والمُرتزِقة. محاولات ابتزاز قطر بورقة الحرب في سوريا كشفت تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مواصلة دول الحصار لمخططها التصعيدي ضد قطر وأيضاً إفلاسها أمام فشل كل مؤامراتها للنيل من مكانة قطر الإقليمية والدولية وعلاقاتها المتينة مع دول العالم. وقام الجبير بتحريف تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين قال إن السعودية مهتمة بالوجود العسكري الأمريكي في سوريا وعليها أن تدفع مقابل ذلك، إلا أن الجبير سارع بالقول إن على قطر أن تدفع ثمن الوجود الأمريكي في سوريا، وهي محاولة دنيئة لجر قطر إلى الحرب في سوريا وأيضاً ضرب علاقاتها مع حليف استراتيجي مثل الولايات المتحدة. ويناقض الجبير نفسه ويهذي كعادته من حين لآخر حين يقول إن مشكلة قطر صغيرة جداً جداً ثم لا يترك فرصة أو مناسبة إلا ويقحمها فيها بأسلوب خبيث ورخيص لا يمتّ لقواعد وأسس الدبلوماسية بأي صلة. كما تؤكد هذه التصريحات ما كشفته فصول الأزمة الخليجية الراهنة من افتعالها لسبب أساسي هو نهب ثروات دولة قطر والمحاولة العبثيّة للسيطرة على قرارها الوطني. أبو ظبي تمول حملات الذباب الإلكتروني تتجسد مخططات التصعيد ضد قطر في تمويل مؤتمرات مشبوهة مدفوعة الأجر للهجوم على قطر، إلا أنها غالباً ما تشهد حضوراً لا يتجاوز أصابع اليد ويبقى خطابها للاستهلاك المحلي داخل دول الحصار دون تأثير على الرأي العام العالمي. وكشفت شبكة إن بي سي الإخبارية الأمريكية أن الإمارات استأجرت شركة تحليل البيانات الإلكترونية «كامبريدج أناليتيكا»، التي عملت مع حملة دونالد ترامب، لنشر معلومات مفبركة وتشويه سمعة قطر. وأوردت الشبكة، في تقرير خاص أن وثائق كامبريدج أناليتيكا، المودعة لدى وحدة تسجيل وكلاء الأجانب بوزارة العدل الأمريكية، تكشف أن الإمارات دفعت لها 333 ألف دولار، لتنظيم حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال العام 2017، من أجل تشويه سمعة قطر، وربطها بالإرهاب. اختراق الأجواء وسيلة رخيصة لاستفزاز قطر يعتبر اختراق مقاتلات تابعة لدول الحصار للأجواء القطرية إحدى أهم محاولات استفزازها للدخول في مواجهة مباشرة تنذر بعواقب وخيمة على كافة دول المنطقة. وتمكنت قطر من تحجيم تداعيات تلك الاستفزازات الرخيصة بالتوثيق الفوري لكافة الخروقات وعرضها أمام الأمم المتحدة في شكاوى رسمية تحفظ الحق القطري دون أن تغفل حق الرد المكفول لحماية السيادة. وكعادتها حاولت أبو ظبي الهروب إلى الأمام بادعاء اعتراض مقاتلات قطرية لطائرات مدنية تابعة لها، في طريقة مفضوحة ومكشوفة للجميع لا يلجأ إليها إلا مجرمو الشوارع بارتكاب الجريمة ثم ادعاء اعتداء الضحية عليهم لتضييع الحقوق وخلط المسؤوليات أمام هيئات القضاء. وجاء التكذيب القطري - الأمريكي للاتهامات الإماراتية بمثابة صفعة قوية لدول الحصار بأسرها في منتصف يناير الماضي، وبعد ادعاء الإمارات أن مقاتلات قطرية اعترضت طائرة مدنية إماراتية فأكدت القيادة الأمريكية بقاعدة العديد الجوية أنها لم تتلقَ أي تقارير بهذا الشأن ليتأكد زيف الرواية الإماراتية. يمولون أفلاماً وبرامج مشبوهة في أمريكا تحالف السعودية والإمارات وإسرائيل لتشويه قطر كشفت الأيام الأخيرة عن اعتماد دول الحصار على محور آخر للتصعيد ضد قطر متمثلاً في تمويل أفلام وبرامج لتشويه سمعة قطر في الولايات المتحدة. وأثار الكشف عن تورط الإمارات في تمويل فيلم مشبوه في أمريكا لتشويه سمعة قطر العديد من التساؤلات حول العلاقات السرية والتحالفات الغامضة التي تقيمها دول الحصار للإضرار بقطر. تكشفت معلومات جديدة حول الدور السعودي في محاولات تشويه سمعة قطر في واشنطن، وكيف كثفت مجموعة ضغط سعودية تأسست لتقوية العلاقات السعودية الأمريكية، حملاتها مؤخراً لتشويه قطر وتأليب الرأي الأمريكي ضدها. وتأسست لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية (سابراك) في واشنطن رسمياً في 16 مارس 2016، وجاء تأسيس «سابراك» في السنة ذاتها التي أقر فيها قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» المعروف اختصاراً باسم «جاستا»، والذي يسمح للمحاكم الأمريكية بالنظر في قضايا تتعلق بـ»مطالبات ضد أي دولة أجنبية» ترتبط بعمل «إرهابي»، ويمثل القانون تهديداً سياسياً ومالياً كبيراً وغير مسبوق للسعودية بشكل خاص. وتحدثت وسائل إعلام عديدة عن أن «سابراك» التي تمثل اللوبي السعودي في أمريكا أصبحت تركز اهتمامها بدرجة كبيرة على الحملة ضد قطر في الأوساط الأمريكية من خلال إنفاق ملايين الدولارات لتمويل حملات دعائية سياسية وإعلامية في عدد من وسائل الإعلام الأمريكية. وكشف موقع ديلي بيست الأمريكي عن أن مجموعة «بوديستا» التي أسسها جون بوديستا الذي ترأس سابقاً حملة هيلاري كلينتون الانتخابية ساعدت لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية المعروفة في إنتاج فيلم مشبوه للتأثير على إدارة ترامب ودعوتها إلى عدم الوثوق بدولة قطر، ولا يقتصر نشاط «سابراك» على التحريض والدعاية ضد قطر في الولايات المتحدة فقط، بل تدعم أيضاً تقارب الدول العربيّة مع إسرائيل.
مشاركة :