استمرار الانتهاكات يمزّق النسيج الاجتماعي ويضرب اللّحمة الخليجيةلا مبرّر أخلاقياً أو قانونياً أو سياسياً لصمت الآليات الإقليمية إزاء انتهاكات الحصاردول الحصار لم تول أي اعتبار لمواطني التعاون أو تراعي الأمن والسلم الدولييندول الحصار كانت تخطط إلى تدخل عسكري وقلب نظام الحكمصحافيون إسبان: ندين حصار قطر مثلما ندين حصار غزة وأي استهداف للإنسان في العالم مدريد - الراية: قال سعادة الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، إنه وفقاً لتصريحات صادرة عن مسؤولين ومراقبين، فإن ما خططت له دول الحصار من تهديد عسكري واستهداف لقلب النظام في قطر، يعكس وجود نية مبيّتة للعدوان على قطر، وتهديد للأمن والسلم الدوليين من قبل هذه الدول. ونبّه د. المري إلى أن مخططات دول الحصار لو تمّت، كان من شأنها «أن تنقلنا من حالة الحصار إلى التدخل العسكري، ما يفاقم المآسي الإنسانية، وينقلنا من انتهاكات لحقوق الإنسان إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، دون أدنى اعتبار لمواطني ومقيمي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو مراعاة للأمن والسلم الدوليين». وقال: «نحن في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان نرى أن هناك العديد من الخيارات التي يمكن لدولة قطر اتخاذها، من قبيل اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأخذ رأي من محكمة العدل الدولية حول عدم مشروعية الحصار، إلى جانب اللجوء إلى مجلس الأمن، في ظل وجود تهديد للأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم بأسره، موازاة مع الإصرار على إطالة أمد الحصار، وما يترتب عنه من تداعيات إنسانية خطيرة». وشدّد على أن الدول الأربع أقدمت على إجراءات وقرارات تعسفية أحادية الجانب، ومؤثرة على حقوق الإنسان، متناولاً في الوقت نفسه التداعيات الخطيرة للحصار، مؤكداً أن ما تتعرّض له قطر هو حصار جائر يتعدى مجرّد قطع للعلاقات الدبلوماسية. جاء ذلك خلال ندوة بمقر نادي الصحافة الدولي في العاصمة الإسبانية مدريد، شهدت حضوراً لافتاً لممثلي وسائل الإعلام الإسبانية ومراسلي الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية، إلى جانب مسؤولين وأعضاء نقابات صحافية إسبانية ودولية. وعن الدور الذي لعبته الآليات الإقليمية لحلّ النزاع ووقف الانتهاكات، قال سعادته: «هناك هيئة لتسوية المنازعات على مستوى مجلس التعاون، ونحن نتساءل لما لم يتم استخدام هذه الآلية لحل الأزمة؟». وأضاف: «نحن في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تواصلنا مع كافة الآليات الإقليمية لحقوق الإنسان، بما فيها البرلمان العربي، ولم يصلنا أي رد أو تحرك من قبل تلك المنظمات»، متسائلاً: هل معاناة المواطنين والمقيمين بدول الخليج أقل أهمية لديهم، أم لاعتبارات أخرى لم يفصح عنها؟..ونحن لا نجد أي مبرر أخلاقي أو قانوني أو سياسي لهذا الصمت!». وعن سؤال حول أكبر المتضرّرين من الأزمة الخليجية، قال سعادته: «الحصار كانت له تأثيرات قاسية، وبشكل مباشر على المواطنين والمقيمين في قطر. ولئن تم تجاوز الإجراءات التي اتخذت ضد الحكومة القطرية، بفضل البدائل المتوفرة، فإن الجانب الإنساني يبقى الأكثر تأثراً وتضرراً من الحصار..ويكفي الإشارة هنا إلى الأضرار النفسية القاسية التي لا يمكن جبرها». وفي ختام الندوة، أثنى رئيس الجلسة على جهود اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لشرح تداعيات الحصار عبر العديد من العواصم العالمية، مؤكداً أن «أعضاء نادي الصحافة بالعاصمة مدريد يدينون بقوة الحصار على قطر، مثلما يدينون تماماً حصار غزة والشعب الفلسطيني، وأي حصار يستهدف الإنسان في العالم». ومنذ افتتاحه في نوفمبر 1962؛ يستضيف نادي الصحافة الدولية في مدريد أبرز الشخصيات الأجنبية والسفراء ورجال الاقتصاد والسياسيين ونخبة المجتمع، لإلقاء محاضرات، وإقامة مؤتمرات صحافية، ما أكسب نادي الصحافة مكانة دولية بارزة، بوصفه منبراً لأبرز الفاعلين الدوليين.
مشاركة :