معارك عنيفة بين قوات النظـام و«داعش» في جنوب دمشق

  • 4/29/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

اندلعت معارك عنيفة، أمس، بين قوات النظام وتنظيم «داعش» لليوم الـ10 على التوالي في جنوب دمشق، ترافقت مع غارات عنيفة، في إطار هجوم لطرد المتطرفين من العاصمة، في حين أكدت روسيا وتركيا وإيران، أنه لا بديل عن الحل السياسي الدبلوماسي لتجاوز الأزمة في سورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن معارك عنيفة دارت بين قوات النظام وتنظيم «داعش»، في أحياء عدة في جنوب دمشق. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن معارك عنيفة دارت بين الطرفين في حي القدم، حيث تمكنت قوات النظام، أمس، من التقدم مجدداً والسيطرة على أجزاء من منطقة المأذنية التابعة له. وترافقت هذه المعارك، وفق المرصد، مع قصف جوي ومدفعي كثيف، استهدف نقاط تمركز التنظيم. وتتبع قوات النظام، وفق عبدالرحمن «سياسة القضم تدريجياً، للتقدم داخل حي القدم من جهة، فيما تسعى لفصل مخيم اليرموك عن الحجر الأسود، تمهيداً لتقطيع أوصالهما، وتسهيل عملية السيطرة عليهما، من جهة أخرى». وغالباً ما تتبع قوات النظام هذا الأسلوب خلال عملياتها العسكرية، لتشتيت خصومها، على غرار ما جرى في الغوطة الشرقية لدمشق. • يسيطر «داعش» على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك، وأجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن المحاذيين له، وحي القدم المجاور. وتستهدف قوات النظام منذ 19 أبريل الجاري، مواقع التنظيم في جنوب دمشق، وتحديداً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وحيي الحجر الأسود والقدم المجاورين، بعد رفض التنظيم إجلاء مقاتليه من المنطقة. من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن «وحدات الجيش تتقدم على محاور عدة من ناحية حيي القدم والمأذنية، وتبسط سيطرتها على عدد من الأبنية». وتأتي هذه المعارك غداة مقتل 17 مدنياً، بينهم سبعة أطفال، في قصف لقوات النظام على مخيم اليرموك، ما رفع عدد القتلى المدنيين منذ بدء الهجوم إلى 36 مدنياً. كما قتل 79 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل 68 من مقاتلي التنظيم خلال الفترة نفسها، وفق المرصد. وتأتي العملية العسكرية الحالية في إطار سعي قوات النظام لاستعادة كامل العاصمة، وتأمين محيطها، بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق. ويسيطر تنظيم «داعش» منذ 2015 على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك، فضلاً عن أجزاء من حيي الحجر الأسود والتضامن المحاذيين، كما تمكن الشهر الماضي من السيطرة على حي القدم المجاور. من ناحية أخرى، عقد وزراء الخارجية، الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف، والتركي مولود تشاووش، أمس، جلسة محادثات في موسكو، للبحث عن سبل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سورية. وأكدوا ضرورة المضي قدماً نحو السلام في سورية. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الإيراني والتركي، بعد الاجتماع الثلاثي، إن روسيا، وتركيا وإيران، ستقاوم محاولات تقويض الجهود الرامية إلى تسوية الوضع في سورية، مشيراً إلى إن الهجوم الثلاثي على سورية سيعيد الحل السياسي إلى الوراء. وأضاف «لقد ذكرنا أن الهجوم غير القانوني على سورية يوم 14 أبريل، والذي نفذته الولايات وفرنسا وبريطانيا، نفذوه بذريعة مختلقة تماماً، دون أن ينتظروا بدء عمل خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، هذا الهجوم بالطبع أعاد جهود التسوية السياسية إلى الوراء». وأشار لافروف إلى أن بلاده وتركيا وإيران، تبنت بياناً مشتركاً عقب لقائه بنظيريه. وقال «نحن ملتزمون بشدة بعدم وجود بديل عن الحل السياسي الدبلوماسي لتجاوز الأزمة في سورية، على أساس القرار 2254، وعلى أساس توصيات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي». من جهته، قال تشاووش أوغلو، إن بلاده تعارض محاولة عزل صيغة أستانة، التي تعتبر المبادرة الوحيدة ذات الفاعلية لتسوية الأزمة السورية. وأضاف «نؤكد ضرورة الحفاظ على صيغة أستانة، وسنواصل العمل من خلالها»، مؤكداً أن مؤتمر سوتشي أعطى زخماً جديداً لعملية جنيف. وذكر أن أنقرة تطالب الولايات المتحدة بوقف دعم التشكيلات الكردية في سورية. وأوضح أنه لابد من التحديد بدقة، من هم الإرهابيون في إدلب قبل تصفيتهم. بدوره، قال ظريف، إنه لا يوجد حل في سورية، إلا عبر حوار سوري - سوري بعيداً عن أي ضغط خارجي. وأضاف «سعينا للتخفيف من آلام الشعب السوري، وتقليل خسائر الحرب، ووصول الحكومة السورية والمعارضة لحل سياسي، نسعى لحل عادل بين الحكومة والمعارضة السوريتين، لدينا حاجة لاعتراف جميع الأطراف بأن الحل العسكري غير موجود، والحل الوحيد هو الحل السياسي». وأكد ظريف أن «إيران تقف ضد أي عملية عسكرية هدفها تحقيق مصالح خاصة في سورية». وكان ظريف قال قبيل اجتماعه مع نظيريه، الروسي والتركي، أمس في موسكو: «سنواصل المبادرة التي اتخذناها بأستانة بمساعدة الحكومة الكازاخستانية، المدعومة من قبل الحكومة السورية، وكذلك من قبل المعارضة، وهذا أمر مهم للغالية، أن نواصل هذا السبيل في الحل السياسي». وأضاف «أصررنا منذ بداية الأزمة السورية على أنه أثناء محاربة الإرهابيين، هذه مهمة ومسؤولية عالمية، ليس هناك حل عسكري للأزمة في سورية، وفي نهاية المطاف، الجميع يجب أن يأتوا ويحلوا هذه المشكلة بشكل سياسي». وأضاف: «نحن مسرورون بأن المجتمع الدولي أدرك اليوم، أن الأمور أدت إلى معاناة الشعب السوري، وهناك إجماع على أننا نحتاج إلى العمل معاً من أجل حل سياسي، وأنا أعتقد أن الإطار الذي تقدمه، أستانة وسوتشي، ممكن أن يكون الضمان الأفضل لنجاح الأمم المتحدة، والعملية في جنيف، وتحقيق النجاح سياسياً».

مشاركة :