ياذيب صوتك جاوبنّه ضلوعي عندي خبر باللي مهيّضك ياذيب تعوي من الفرقا وقلبك جزوعِ ذي حالة الدنيا تفرق الاصاحيب بين يدي الطبعة الثانية من كتاب للباحث سعد بن عبدالعزيز الشبانات الذي عرفناه من خلال كتابه الشهير (الصمان) ولكن هذا الكتاب يتناول أحد الكائنات الحية في الجزيرة العربية التي رسخ اسمها في موروثنا العربي واكتنز حكاياته أدبنا الشعبي، كائن يملأ ذكره مجالسنا إلى اليوم بطريقة أو بأخرى! إنه كتاب بعنوان(الذئب العربي: طباعه وعلاقته بالإنسان) والكتاب يتكون من جزءين رئيسيين الأول يشتمل على المادة العلمية للذئب والجزء الثاني حوى المادة الأدبية مع تمازجهما في بعض الموضوعات، وقد بذل المؤلف جهداً مشكوراً في جمع معلومات بحثه عن الذئب اعتمد فيها على كتب التراث العربي والمقابلات الشفهية فقد قام بجولات ميدانية عديدة التقى خلالها بكبار السن الذين عاصروا أواخر القرن الماضي في الصحراء أو القرى وكانت لهم مواقف مع الذئب أو مواقف نقلوها عن أسلافهم فجمع منهم القصص والحكايات والأشعار التي كادت أن تضيع عن (سيد الصحراء) المشارف على الانقراض؛ ومن هنا يكتسب الكتاب أهميته وعلى الرغم أن الذي بين يدي هي الطبعة الثانية من الكتاب إلا أن علي الحبردي كما يظهر أنه لقد سبقه ببحثه عن الذئب المنشور في 1428ه الذي اعتبر عند صدوره البحث الشامل والأول عن الذئب في جزيرة العرب وكان الحبردي قد أهدى ذلك البحث بطريقة فلسفية ارتفعت بالذئب إلى مستوى الضحية البريئة حيث قال: "إلى جميع الذئاب الحقيقية على وجه الأرض.. حيث لا تستطيع أن تتظاهر كما تتظاهر (ذئاب البشر) الذين يظهرون الوداعة والود بينما هم يشحذون أنيابهم في الخفاء ويبطنون الشر لنهش ظهور البعض، كما فعل الذين اتهموا الذئب بأكل أخ لهم من أبيهم ظلماً وبهتاناً". والملفت للنظر عدم استفادة الشبانات من كتاب الحبردي وغيابه عن قائمة المراجع والمصادر في آخر الكتاب. وقد تناول الشبانات مسمى الذئب فذكر أنه اشتق من الذؤلان وهو المشي البطيء المحفوف بالحذر فالذئب حتى وهو في قفص الأسر كثير الحركة والتجوال غير بقية الحيوانات ومن هذه الصفة أخذ مسماه، ومن القصص التي أوردها في مسألة أسر الذئب ما نقله عن مرزوق بن عقيل الشيحي الذي شاهد في إحدى محطات الطرق ذئباً محجوزاً داخل شبك وبجانبه شبك آخر به قرد فكان القرد يلتفت إلى الذئب ويبصق عليه فيصد الذئب بوجهه كأنه خجلان فقال في ذلك قصيدة منها: ياذيب ياللي داخل الشبك مسجون وش قصتك ياذيب وشو خمالك ياذيب هو سجنك على شان مديون وإلا على يا ذيب عيشة عيالك وإلا هل الأغنام منك يتشكّون أوذيتهم بأحلام صورة خيالك والقرد وعياله بوجهك يهبّون يتفل بوجهك ويتهزأ قْبالك وختاماً فإن هذا الكتاب يحكي قصة الذئب العربي مفصّلة في زمن الربيع العربي ويوثق روايات شفهية عن طباع الذئاب الحقيقية وعلاقتها مع هذا الإنسان الذي أنجب الذئاب البشرية وهي الأخطر في هذا الزمان!!
مشاركة :