انتشرت هذه الأيام بمجتمعنا الشرقي ظاهرة الكذب والتضليل بشكل ملحوظ جدا والغريب أن كثيرا من الأشخاص يكذبون بلا سبب مبرر أو واضح بل كذب لمجرد الكذب.. فالبعض يكذب كنوع من تجميل واقعهم استنادا على مبدأ أنى لا اكذب ولكنى أتجمل والبعض الآخر يكذب ليضلل بعض البشر لتيسير بعض المصالح منهم والبعض يكذب كنوع من الهوايه فهو يستمتع بفكرة تضليل وخداع الأخرين. ومن المؤكد أن الشخص حسن النية الذى يتعامل مع الآخرين بمنتهى النقاء والوضوح والصراحة هذا الشخص الذى يفترض حسن النية بالأخرين. هو من يتألم جدا عندما يكتشف كذب ومكر الأخرين. ولكن كل ما سبق من أنواع الكذب في كفه والكذب في المشاعر والعواطف والحب في كفه أخرى..فهذا النوع من الكذب مدمر و أحيانا بيكون قاتل .. ومن الملاحظ هذه الأيام انتشار ظاهرة غريبة جدا ألا وهى استغلال قلوب الأخرين لإبتزاز مشاعرهم سواء من الرجال أو النساء ولكنها اكثر بنسبه كبيرة في الرجال الذين يكذبون على النساء بإدعاء الحب والوعد بالزواج لكى تطمئن له الأنثى ويحقق بعض رغباته الرخيصة او يستغلها ماديا مثلا اذا كانت من طبقه أرستقراطيه. وطبعا سرعان ما تكتشف كذبه عند أول طلب منها لإنجاز وعوده المزيفه.. او عند انقضاء مصلحته منها .. ووقتها بتنهار لأن الأنثى عندما تحب فهى تعشق بكل كيانها ويصبح الرجل الذى أحبته هو محور حياتها واهتمامها والمرأة بطبيعتها مشاعرها أرق كثيرا من الرجل ومن شدة الصدمه تكتئب أو تصاب بمرض نفسي وأحيانا يلجأن بعضهن للانتحار. والسؤال هنا كيف يستطيع رجل ان يأذئ امرأة احبته ووثقت فيه الى هذا الحد اين الضمير ألا يخاف الله .. ألا يخاف أن يحدث مثل ذلك لأخته أو أحد أقاربه او أبنته مستقبلا أين هو من قول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال استوصوا بالنساء خيرا .ألم يتعلموا من رسولنا الكريم الصدق والأمانة ما جعل السيدة خديجة عليها السلام تثق فيه وتسلمه تجارتها ومالها بل وتفضله على سادة قريش وتتزوجه رغم صغر سنه وفارق السن بينهم .. فهى وجدت فيه مثالا للرجولة الحقيقية.. فالرجل الحقيقي لا يكذب ولا يخون ولا يغدر أبدا. لذلك أرجو من جميع الرجال ان يصونوا النساء وان يتحلوا بالصدق والأمانه معهن وان يتذكروا دائما أن من الكذب ما قتل إياكم والكذب والتلاعب بمشاعر النساء فانه اذا لم يقتلها جسديا فانه يقتلها معنويا ونفسيا يقتل داخلها كل ما هو جميل تذكروا انكم ستقوفون يوما امام الله وسيحاسبكم عن كل أذى سببتوه لأنثى وتذكروا ان الله يسامح ويرحم في تقصيرنا في بعض حقوقه علينا لأنه غفور رحيم ولكنه لا يسامح أبدا فى إيذاء الأخرين. تذكروا اهم صفات رسولنا الكريم الصدق والأمانة حتى قبل نزول الوحي عليه وكأن الله أراد أن يغرس فينا هذه القيم ويعلمنا ان أساس وركائز الاسلام هما الصدق والأمانه وكذلك بوجه كلامى لكل أنثى لا تنخدعى بالكلام المعسول وعبارات الحب والهيام وتذكرى دائما ان الحب افعال لا اقوال ومن احبك حقا سيطرق باب بيتك قبل باب قلبك تذكرى دائما ان الله كرمك فلا تقللى من قيمة نفسك ولا تعطى قلبك الا لمن يستحق لا تعطيه الا لمن تحلى بالصدق والأمانه فهو الوحيد القادر على تقديرك واحترامك واحتوائك هو من يصون كرامتك ويضعك بالمكانه التى تستحقيها. وأيضا لا انفى تلاعب بعض النساء بمشاعر بعض الرجال لاستغلالهم ماديا او عاطفيا او لتحقيق بعض المصالح من خلالهم وهذا النوع هو احقر انواع النساء ولكن الأكثر شيوعا بمجتمعنا هو استغلال مشاعر النساء والكذب عليهن وفي النهايه اتمنى ان ارى مجتمعنا بلا كذب ولا نفاق ولا خداع فالدنيا زائله ولا تستحق منا سوى ان نعيشها انقياء .. دمتم في حالة صدق
مشاركة :