نولد فى هذه الحياة وأعمارنا مدونة مسبقا رصيد أيامنا محدد منذ اليوم الأول الذى نخرج فيه من بطون أمهاتنا إلى الدنيا لنستقبل أول نفس بها بصرخة وكأننا خرجنا من عالمنا الرحب رغم صغر حجمه إلى عالم ضيق رغم كبر حجمه نتمنى أن نكبر بسرعة ونصبح شبابا ونحزن عندما يصفنا أحد بأننا صغار وكأنها سُبة ثم نكبر وتبدأ المسئوليات تكبر معنا ونرى العالم حولنا ليس بهذه الروعة لأننا نرى الصورة بشكل أوضح وبعد أن نراها جيدا نكتشف أنها ليست بهذا الرونق والبهاء الذى تخيلناه وأنها من بعيد كانت أفضل كثيرا ثم نكتشف أننا تمنينا سرابا ونتمنى أن نرجع صغارا مرة أخرى لنشعر بالسعادة ففى الطفولة كنا نجد فى أبسط الأشياء بهجة، بل كنا أكثر سعادة عندما كنا فى عالمنا الخاص فى بطون أمهاتنا حيث لا يوجد خوف ولا صراعات ولا أحلام مستحيلة فكل متطلباتنا مُؤمنه بمنتهى الدقة من رب العالمين دون أدنى مسئولية علينا. دون زحام من الآخرين أو مشاكل أو أحزان وهذا ما يفسر صرختنا ورعبنا عند نزولنا لهذا العالم الغريب بل المرعب .يجب أن ندرك جيدا أن رصيد أيامنا يتناقص بشكل يومى وتدريجي وسيظل يتناقص حتى ينفذ وننتقل بعدها للعالم الحقيقي والحياة الأبدية الحقيقية، الحياة التى يجب أن نستعد لها جيدا الرحلة الحقيقية التى نحدد وجهتها بناءا على أعمالنا ورصيدنا في عالمنا الحالى الضيق لذلك يجب أن نكثر من عمل الخيرات يجب أن نساعد غيرنا يجب أن نعيش ونستمتع أيضا بكل لحظة فى رحلتنا القصيرة فى هذا العالم رغم الضغوط والمشاكل والصراعات يجب أن نتعلم أن نستغل كل دقيقة بيومنا سواء بالعمل والسعى أو عمل الخير أو مساعدة الآخرين .. يجب أن نترك أثرا طيبا فى هذه الدنيا قبل رحيلنا عنها يجب أن نخلد أسمائنا بالعمل الطيب وحب الناس يجب أن نتعلم كيف نستمتع برحلتنا القصيرة ولا ننسى الاستعداد للرحلة الأبدية التى نتمنى جميعا أن تكون رحلة سعيدة.هى معادلة بسيطة جدا لو أدركناها لعشنا سعداء بالدنيا والآخرة .لو فهمنا الرسائل الربانية التى حثت عليها كل الأديان والرسل لعشنا فى راحة وسلام ولم ولن نجد حروب ولا صراعات ولا جرائم بشعة لعيشنا جميعا حياة سعيدة و ملأنا الأرض بالعمل والأمل وعلمنا اولادنا كيف يعيشون حياة سوية ويبنون أوطانهم بشكل صحيح .. لكن للأسف الشديد أصبحنا بعيدين جدا عن الأهداف والقيم التى جاءت بها رسُلنا وأدياننا غرتنا الدنيا و الرحلة القصيرة فنسينا رحلتنا الأساسية ومهمتنا الأساسية فى هذه الدنيا وأصبحنا غير سعداء لا نشعر بالبهجة الحقيقية .. لذا أرجوكم استمتعوا بكل لحظة فى رصيد أعماركم اشكروا الله على كل النعم التى أعطاكم إياها عيشوا بسلام اسعوا فى الدنيا واجتهدوا حتى تتركوا أثرا جميلا بعد رحيلكم ولا تنسوا الاستعداد لرحلتكم الأبدية ..تعلموا كيف تستمتعوا بكل دقيقة من أعماركم بالشكل الصحيح. فالسعادة قرار لذلك قرروا أن تعيشوا سعداء وتذكروا دائما يا سادة إن رحلتنا فى هذه الدنيا ليس لها اعادة.
مشاركة :