فيروز نبيل تكتب: ٢٤ قيراط

  • 9/20/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فى رحلة الحياة نبحث جميعا عن السعادة فالبعض يعتقد أن السعادة فى الثروة والبعض الآخر يراها فى النجاح والبعض يراها فى الحب الحقيقي وهكذا...ولكن فى الحقيقه أن أجمل شعور فى الوجود هو الشعور بالرضا هو إحساسك بالامتنان لكل عطايا الله لك أيا كانت سواء نعم او ابتلاءات لأن الله لا يعطى إلا الخير حتى فى ابتلاءه لنا رحمة وحب فهو يبتلينا أحيانا لكى يسمعنا فى جوف الليل ندعوه ونرجوه فالله يريد أن يقربنا له بعد أن غرتنا الدنيا وشغلتنا عن التقرب له ولعباده .. يشتاق لسماع صوت عباده المقربين له وأكبر دليل على ذلك ان الانبياء والصالحين كانوا أكثر الناس ابتلاءا رغم منزلتهم الكبيرة عند الله عز وجل.يجب أن نعلم جيدا أن كل انسان سوف يحصل على ال٢٤ قيراط المخصصين له كاملين لأن الله عادل لا يظلم عباده أبدا ولو أدركنا هذه الحكمة جيدا لما وجدنا غل ولا حقد ولا حسد .. واكبر دليل على ذلك أننا كثيرا ما نرى اناس يملكون الثروة والنفوذ ويسكنون القصور وكل المظاهر الحياتية لهم تستوجب أن ينظر لهم الناس بعين الانبهار وكثيرا ما يتعرضون للحسد ولكن اذا قربنا من حياتهم نجد انهم يستحقون الشفقة أحيانا. وسوف أسرد لكم بعض الأمثلة الحقيقية التى صادفتها فى حياتى.فذات مرة تعرفت على سيدة جميلة ومتزوجة من رجل أعمال يملك الثروة والنفوذ ولكن عندهم ولد معاق ذهنيا لا يستطيع الحركة بمفرده يكبر بجسده فقط ولكن عقله لا ينمو واستشعرت فى عينها لمحت حزنا شديدا جدا وانكسارا وذكرت لى أن كثيرا من الناس يحسدونهم على القصور والسيارات التى يملكوها ولكنها قالت لى بحزن شديد انا على استعداد تام للتخلى عن كل ما أملك مقابل ان ارى ابنى انسان طبيعى يعيش حياته وشبابه كأى شاب فى سنه.شخص اخر اعرفه يملك المال الكثير وبمركز اجتماعى ووظيفى مرموق جدا لكنه مصاب بمرض السرطان لكنه يصارع المرض بصبر وجلد وايمان شديد لكنه ذكر ذات مرة أن أقصى أحلامه حاليا ان يأكل دون ان يشعر بطعم الدواء المر فى فمه وان يلعب مع اولاده دون ان يُشعرهم انه مريض .. أن ينام بشكل طبيعى دون الشعور بآلام المرض اللعين.وعلى النقيض من هذه القصص الحقيقية فذات مرة كنت بأحد المطاعم الفاخرة على النيل وكنت اتأمل وجوه الناس المحيطه بي بالمطعم فأجد من هو شارد وحزين ومن يجلس مع زوجته ويتشاجران ومن تجلس مع صديقتها تشكو لها بعض المشاكل مع خطيبها وغيرها من الحكايات.. وعلى النقيض تماما وجدت أمام المطعم مركب صغير لصياد فقير وعائلته يعيشون على مركب صيد صغيرة لكنهم فى منتهى السعادة يأكلون أكلهم البسيط ويلعبون مع اولادهم الصغار و على وجوهم ابتسامه قناعه ورضا لم أرها على وجوه من يملكون المال ويرتادون الفنادق والمطاعم الفاخرة.إذا يا سادة السعادة ليست فى الثروة ولا الجاه ولا النفوذ ولا غيرها من مظاهر الحياة الخادعة ولا يجب أن نحكم على البشر بالمظاهر فالمظاهر غالبا خادعة كما ذكرت سابقا.وفى النهاية سنظل جميعا نبحث عن السعادة ولكن فى النهايه يجب ان نعلم ان ال٢٤ قيراط سوف يحصل عليها كل فرد ولكن بنسب مختلفة فالبعض يأخذهم مالا وصحة والأخر يأخذهم جمال وبنون والبعض يأخذهم حب الناس ومركز وظيفى مرموق وهكذا . ومن خبرتى المتواضعه بهذه الحياة وجدت أن السعادة الحقيقية أساسها الرضا والقناعة والإيمان وحسن الظن بالله والسعى الدائم والأخذ بالأسباب وترك النتائج لله عز وجل .وختاما تمنياتى لكم بحياة سعيدة ولا تنسوا ال ٢٤ قيراط لن يموت إنسان قبل ان يحصل عليهم بالتمام والكمال.. دمتم سعداء ٢٤ قيراط.

مشاركة :