فيروز نبيل تكتب : زمن كيكي

  • 7/28/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ما أكثر تقاليع وبدع هذا الزمان منذ فترة بدأت تنتشر ظاهرة التقاليع الغريبه وأصبح الشباب يُضيع الكثير من وقته وجهده لمجرد لفت الأنظار اليه وزيادة عدد الليكات والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى.وبدلا من أن يقوم شبابنا بالتركيز على تحقيق أهدافه سواء فى الدراسه أو العمل اصبح شغله الشاغل ان يبحث عن اى بدعه جديده ليقوم بتقليدها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى وخصوصا التقاليع التى يُصدرها لنا الغرب وكان أخرها ظاهرة تحدى كيكي.وهى تتلخص ببساطه فى فتح باب السيارة الأمامي المجاور للسائق ونزول الفتاه او الشاب للرقص على اغنية كيكي للنجم العالمى دريك وخصوصا المقطع الى بيذكر فيه اسم حبيبته كيكي .. وتصوير من يرقص على هذا المقطع بواسطة من يقوم بقيادة السيارة ونشره على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفه.وللأسف وجدنا الكثير من النجوم والنجمات يقومون بتنفيذ هذا التحدى وتصوير مقاطع لهم وهم يقومون بالرقص على هذه الأغنية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى انستجرام وفيس بوك وغيرها وبالطبع اقتدى بهم الكثير من الشباب خصوصا المقيمين هذه الفترة بالساحل الشمالى .. واصبح تحدى كيكي الشغل الشاغل وموضوع الساعه لرواد مواقع التواصل الاجتماعي ..والأغرب ان غالبا من يقوم بتصوير الفتيات وهى ترقص امام أعين الجميع فى الشارع هو زوجها او خطيبها والمثير للدهشه أيضا انه غالبا من ينشر هذه المقاطع وهو سعيد بعدد الليكات والتعليقات.والسؤال الأهم هنا أين ذهبت الشهامة والنخوه والغيرة كيف أصبح من السهل على بعض الرجال ان يتباهى برقص زوجته او خطيبته فى الشارع أمام أعين الجميع وبدون أى مناسبة اجتماعية كفرح أو حفله مثلا .ولم يكتف بذلك بل يقوم بنشر الفيديو بنفسه.. ووجدنا بعض الحوادث كأن تقع الفتاة فى الشارع أثناء الرقص أو أثناء نزولها من السيارة مع ضحكات الزوج أو الخطيب عليها. والسؤال هنا: أين ذهب احترام الرجل للأنثى ورقيُه فى التعامل معها !! فمثلا كنا نرى فى الماضى الرجل يفتح باب السيارة لزوجته أو خطيبته ويقوم بسحب الكرسي لها قبل الجلوس فى المطاعم والكافيهات وغيرها من المواقف الراقيه كيف وصلنا لهذه الدرجه من السطحيه والغوغائيه واللامبالاه وتدنى القيم والأخلاق. هل تنساينا اننا مجتمع شرقى تحكمه تقاليد واعراف ..هل انتهت كل مشاكلنا أاصبح الهدف الاسمى لشبابنا هو الرقص على كيكي هل هذا هو التحدى الأسمى والأهم لشبابنا اليس من الأهم أن يتحدوا بعضهم البعض فى المجال العلمى أو فى التفوق فى المجالات المختلفه ولماذا بيتم تقليد الغرب فقط فى التفاهات والتقاليع الغريبه ولا نقوم بمحاكاتهم وتقليدهم فيما يخص تفانيهم بالعمل وتفوقهم العلمى والنهوض ببلادهم .. هل هى مشكلة تعليم ولا مشكلة تربيه ولا خطه ممنهجه من الغرب بتصدير التفاهات والسطحيه لشبابنا العربي .أطنن أننا نحتاج لبعض المتخصصين للاجابه عن هذه الأسئله ومحاولة إيجاد الحلول لها، اعتقد أن المنظومة بأكملها تحتاج إلى إعاده تأهيل لنرتقى بفكر شبابنا والنهوض ببلدنا.وفى النهايه يجب التوضيح أنه ليس من العيب أن يقوم الشباب بالأنشطة الترفيهية والترويحية وان يمارس حياته بمنتهى الحريه ولكن يجب ان نُذكره دائما أن حريته تنتهى عندما تتسبب فى إيذاء الأخرين وقد رأينا الكثير من الحوادث حدثت بسبب هذه الظاهرة وغيرها بل كانت السبب أحيانا فى إيذاء من يقوم بها وتسببت بالفعل بموت احد الفنانات الاجانب. أعتقد اننا بمجتماعاتنا العربيه لا نفهم حدود الحريه بالشكل الصحيح ولا نعرف كيفية استخدام هذه الحريه فيما يفيد ولا يضر ولذلك يجب أن يُفعل دور الأسرة ووسائل الإعلام والمؤسسات التربوية للاهتمام بتوعية أطفالنا وشبابنا وشرح مفاهيم الحريه واحترام الأخر وكيفية استغلال الوقت والجهد فيما يفيد المجتمع فأبدا لن تنهض أمه شبابها لا يعرف معنى المسئوليه ولا يقدر قيمة الوقت ولا يحترم غيرهباختصار؛ "ابدا لم ولن تنهض شعوب كيكي".

مشاركة :