د.فتحي حسين يكتب: مؤتمرات كليات الإعلام للشو الإعلامي!

  • 5/3/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تسابقت كليات ومعاهد الإعلام الحكومية منها والخاصة في إقامة المؤتمرات السنوية لمناقشة العديد من القضايا الإعلامية والتي تعتقد أنها تمثل عائقا في سبيل تنمية المجتمع الذي يحتاج الي مناقشة قضاياه في الإعلام وقضايا الإعلام نفسه الذي أصبح دوره مؤثرا في استقرار المجتمعات من عدمه ! علي اعتبار أن هذه المؤتمرات التي تعقد بشكل دوري بهدف إعادة المسار الصحيح للإعلام الوطني والخاص علي السواء أو من أجل نشر مجموعة من الأبحاث العلمية في مجلات دورية تصدر في الغالب عن الجهة المنظمة للمؤتمر كالكلية أو المعهد أو الجامعة وفي الحقيقة هذه الابحاث لا يقرأها أحد من الجماهير والمواطنين والخبراء إلا الباحثون المتخصصون فقط الذين يسعون إلي إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه لنيل الدرجة العلمية والسلام !والأبحاث المقدمة في هذه المؤتمرات يسعي خلالها الباحثون إلي التقدم للترقية الجامعية فقط ويقومون بمناقشة البحث أثناء المؤتمر وربما يضعون توصيات ولكنها في الحقيقة لا تنفذ في الواقع كما أن الهدف الحقيقي من هذه المؤتمرات لا تطبق بل توضع علي أرفف المكتبات و تذهب أدراج الرياح انتظارا لمؤتمر جديد !ربما كان من أهداف المؤتمرات الدورية لكليات الإعلام من اجل الدعاية الاعلامية للكلية أو المعهد الخاص أو الحكومي لجذب الأنظار نحوه وإظهار مدي اهتمامه بالبحث العلمي والجدية وليس مجرد كيان "سبوبة" الهدف منه مادي أكثر منه تقديم رسالة تعليمية بل لجلب أكبر عدد من الطلاب في السنة الدراسية الجديدة لذا فتحرص كل جهة خاصة أو حكومية الي عقد المؤتمر وتخصيص ميزانية ما للإنفاق علي المؤتمر والضيوف الحضور وفي الحقيقة تجد أن هذه المؤتمرات لا تقدم شيء يذكر للمجتمع سوي شو إعلامي وتصوير أعضاء هيئة التدريس بابتسامات فاترة ومجاملة وربما ساخرة أثناء المؤتمر وينتهي الأمر دون أن يحدث شيء أو ربما كأن شيئا لم يكن !فهذه المؤتمرات قد أصبحت بأي حال من الأحوال مجرد أمر غير مستساغ وربما مهين لكل من يستجيب له ويطرح العديد من التساؤلات حول جدوي إجراء مؤتمرات الإعلام في مصر ما دام ليس هناك جديد يقدم في الإعلام علي غرار كليات الطب علي اختلافها التي من المنطقي والضروري أن تعقد مؤتمرات تقدم فيه الجديد في العلاج والعمليات وغيرها من الكليات العملية كالهندسة والعلوم والصيدلة ولكن الإعلام لا يحتاج الي كل هذه المؤتمرات التي أصابتنا "بالريالة" الإعلامية وليس الريادة كما نبتغي زورا وبهتانا ! والتي ينفق عليها الكثير دون جدوي حقيقية ودون وجود قواعد وضوابط حقيقية وصارمة للإعلام بل هي في الواقع قواعد بسيطة ومحدودة وليس فيه مسائل "مجعلصة " علي غرار تجارب وأبحاث كليات الطب التي تحتاج فعلا الي مؤتمرات ربما بصفة يومية . ومن ناحية أخرى فإنه حتي الآن لا يوجد نظرية إعلامية عربية أو مصرية أو بحرانية حتي الان يتم الاعتماد عليها في بحوثنا الاعلامية فكل النظريات الإعلامية غربية وأجنبية ونكتفي نحن هنا فقط بترجمة هذه النظريات فقط ونقدمها لطلابنا والغريب اننا نطبقها علي مجتمعتنا ونحصل من خلال هذا علي درجات علمية من قبل نفس الدكاترة الذين حصلوا علي الأستاذية ليمنحونا الدكتوراه والماجستير ويحكمون ويقيمون أبحاث الترقية الجامعية ! والأمر الأكثر غرابة عندما تسمع كلمات في مقالات من قبل قامات إعلامية أو أكاديمية ثم تفاجأ أن هذه القامات الكبيرة وهم كثيرون في الجامعات والإعلام والسوشيال ميديا , لم يقدموا نظرية إعلامية واحدة مصرية جدا -بإعلامه وسلاطاته وبابا غنوجه- لذرأ الرماد في العيون بالرغم من مرور أكثر من 80 سنة علي ظهور كليات الاعلام في مصر حيث يرجع تاريخ الدراسات الإعلامية الجامعية فى مصر إلى عام 1939، حينما تم إنشاء معهد الصحافة العالى الذى عرف فيما بعد باسم معهد التحرير والترجمة والصحافة فى كلية الآداب جامعة القاهرة! وفى 19 ديسمبر 1969 تم تحويل القسم إلى معهد مستقل للإعلام فى مارس 1971، وفى 1974 تحول معهد الإعلام إلى كلية الإعلام، لتكون أول كلية مستقلة للإعلام فى الشرق الأوسط، كان مكانها بالدور الرابع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة, توالى على رئاسة معهد التحرير والترجمة والصحافة، ثم قسم الصحافة، ومعهد الإعلام، وكلية الإعلام بجامعة القاهرة والآن في عدد من المحافظات مثل بني سويف والسويس والازهر واقسام الإعلام في كليات الآداب وكليات التربية النوعية ومعاهد إعلام الطفل والبيئة ناهيك عن كليات الإعلام والمعاهد العليا الخاصة ورغم كل هذا وما يعقد من مؤتمرات لكليات الاعلام ليس له جدوي سوي الجدل البيزنطي والمناقشات وتناول الاطعمة الشهية والتصوير والتوصية دون التطبيق واقعيا بينما واقع الإعلام لا يزال يعيش في فوضي عارمة وعدم وجود تنظيم جيد له ويحتاج الي ثورة حقيقية تعيد مسيرته بشكل صحيح حتي يثق الناس في الاعلام وهو الهدف المنشود والمبتغي !

مشاركة :