د.فتحي حسين يكتب: مؤتمرات كليات الاعلام للشو الإعلامي

  • 5/4/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تسابقت كليات ومعاهد الاعلام الحكومية منها والخاصة في إقامة المؤتمرات السنوية لمناقشة العديد من القضايا الاعلامية والتي تعتقد انها تمثل عائقا في سبيل تنمية المجتمع الذي يحتاج الي مناقشة قضاياه في الاعلام وقضايا الاعلام نفسه الذي اصبح دوره مؤثرا في استقرار المجتمعات من عدمه علي اعتبار ان هذه المؤتمرات التي تعقد بشكل دوري بهدف إعادة المسار الصحيح للاعلام الوطني والخاص علي السواء او من اجل نشر مجموعة من الابحاث العلمية في مجلات دورية تصدر في الغالب عن الجهة المنظمة للمؤتمر كالكلية او المعهد او الجامعة وفي الحقيقة هذه الابحاث لا يقرؤها أحد من الجماهير والمواطنين والخبراء الا الباحثون المتخصصون فقط الذين يسعون الي اعداد رسائل ماجستير ودكتوراه لنيل الدرجة العلمية والسلام.والابحاث المقدمة في هذه المؤتمرات يسعي خلالها الباحثون الي التقدم للترقية الجامعية فقط ويقومون بمناقشة البحث اثناء المؤتمر وربما يضعون توصيات ولكنها في الحقيقة لا تنفذ في الواقع كما ان الهدف الحقيقي من هذه المؤتمرات لا تطبق بل توضع علي ارفف المكتبات و تذهب أدراج الرياح انتظارا لمؤتمر جديد.ربما كان من اهداف المؤتمرات الدورية لكليات الاعلام من اجل الدعاية الاعلامية للكلية او المعهد الخاص او الحكومي لجذب الانظار نحوه واظهار مدي اهتمامه بالبحث العلمي والجدية وليس مجرد كيان "سبوبة" الهدف منه مادي اكثر منه تقديم رسالة تعليمية بل لجلب اكبر عدد من الطلاب في السنة الدراسية الجديدة لذا فتحرص كل جهة خاصة او حكومية الي عقد المؤتمر وتخصيص ميزانية ما للانفاق علي المؤتمر والضيوف الحضور وفي الحقيقة تجد ان هذه المؤتمرات لا تقدم شيئا يذكر للمجتمع سوي شو اعلامي وتصوير اعضاء هيئة التدريس بابتسامات فاترة ومجاملة وربما ساخرة اثناء المؤتمر وينتهي الامر دون ان يحدث شيء او ربما كأن شيئا لم يكن،فهذه المؤتمرات قد اصبحت باي حال من الاحوال مجرد امر غير مستساغ وربما مهين لكل من يستجيب له ويطرح العديد من التساؤلات حول جدوي إجراء مؤتمرات الاعلام في مصر ما دام ليس هناك جديد يقدم في الاعلام علي غرار كليات الطب علي اختلافها التي من المنطقي والضروري ان تعقد مؤتمرات تقدم فيه الجديد في العلاج والعمليات وغيرها من الكليات العملية كالهندسة والعلوم والصيدلة ولكن الاعلام لا يحتاج الي كل هذه المؤتمرات التي اصابتنا "بالريالة" الاعلامية وليس الريادة كما نبتغي زورا وبهتانا والتي ينفق عليها الكثير دون جدوي حقيقية ودون وجود قواعد وضوابط حقيقية وصارمة للاعلام بل هي في الواقع قواعد بسيطة ومحدودة وليس فيه مسائل "مجعلصة " علي غرار تجارب وابحاث كليات الطب التي تحتاج فعلا الي مؤتمرات ربما بصفة يومية . ومن ناحية اخري فانه حتي الان لا يوجد نظرية اعلامية عربية او مصرية او بحرانية حتي الان يتم الاعتماد عليها في بحوثنا الاعلامية فكل النظريات الاعلامية غربية واجنبية ونكتفي نحن هنا فقط بترجمة هذه النظريات فقط ونقدمها لطلابنا والغريب اننا نطبقها علي مجتمعتنا ونحصل من خلال هذا علي درجات علمية من قبل نفس الدكاترة الذين حصلوا علي الاستاذية ليمنحونا الدكتوراه والماجستير ويحكمون ويقيمون ابحاث الترقية الجامعية والامر الاكثر غرابة عندما تسمع كلمات في مقالات من قبل قامات اعلامية او اكاديمية ثم تفاجأ ان هذه القامات الكبيرة وهم كثيرون في الجامعات والاعلام والسوشيال ميديا , لم يقدموا نظرية اعلامية واحدة مصرية جدا -بإعلامه وسلاطاته وبابا غنوجه- لذر الرماد في العيون بالرغم من مرور اكثر من 80 سنة علي ظهور كليات الاعلام في مصر حيث يرجع تاريخ الدراسات الإعلامية الجامعية فى مصر إلى عام 1939، حينما تم إنشاء معهد الصحافة العالى الذى عرف فيما بعد باسم معهد التحرير والترجمة والصحافة فى كلية الآداب جامعة القاهرة، وفى 19 ديسمبر 1969 تم تحويل القسم إلى معهد مستقل للإعلام فى مارس 1971، وفى 1974 تحول معهد الإعلام إلى كلية الإعلام، لتكون أول كلية مستقلة للإعلام فى الشرق الأوسط، كان مكانها بالدور الرابع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة, توالى على رئاسة معهد التحرير والترجمة والصحافة، ثم قسم الصحافة، ومعهد الإعلام، وكلية الإعلام بجامعة القاهرة والان في عدد من المحافظات مثل بني سويف والسويس والازهر واقسام الاعلام في كليات الاداب وكليات التربية النوعية ومعاهد اعلام الطفل والبيئة ناهيك عن كليات الاعلام والمعاهد العليا الخاصة ورغم كل هذا وما يعقد من مؤتمرات لكليات الاعلام ليس له جدوي سوي الجدل البيزنطي والمناقشات وتناول الاطعمة الشهية والتصوير والتوصية دون التطبيق واقعيا بينما واقع الاعلام لا يزال يعيش في فوضي عارمة وعدم وجود تنظيم جيد له ويحتاج الي ثورة حقيقية تعيد مسيرته بشكل صحيح حتي يثق الناس في الاعلام وهو الهدف المنشود والمبتغي.

مشاركة :