يُكتمل اليوم عقد الفرق الأربعة التي ستخوض مباراتي الدور نصف النهائي لأغلى البطولات على كأس سمو الأمير لكرة القدم وذلك من خلال رابع وآخر مباريات الدور ربع النهائي والتي تجمع بين فريقي الريان والعربي في القمة الجماهيرية المرتقبة التي يحتضنها ملعب حمد الكبير في النادي العربي عند الساعة الثامنة مساء.. وتذهب كل التوقعات إلى أن المباراة هذه ستكون مرشّحة لأعلى درجات القوة والإثارة، ليس فقط لأن الفائز فيها سيقطع شوطاً مهماً جداً في اتجاه التنافس على لقب هذه البطولة الكبيرة، وإنما أيضاً لأن الفريقين اعتادا أن يقدّما أفضل ما لديهما عندما يكونا في مواجهة بعضهما مثلما شهدنا في كل المناسبات بما فيها ما حدث خلال هذا الموسم حيث التقى الفريقان ثلاث مرات فتبادلا الفوز في الدوري بين القسمين الأول ( 4 - 2 للريان ) والثاني ( 3 - 1 للعربي ) وتعادلا سلباً في المواجهة الثالثة التي جمعت بينهما في كأس نجوم قطر .. فمع أن الفارق كان يبدو كبيراً على مستوى المراكز بين الفريقين في الدوري إلا أنهما قدّما معاً مباراتين كبيرتين في البطولة الأمر الذي يجعلنا نذهب إلى أنهما سيكونان اليوم في غاية الحرص على تقديم كل ما لديهما للظهور بالصورة التي تتفق مع طموحات كل منهما في هذه البطولة.. ولعل مما يزيد من حدة الترقب لإمكانية أن نشهد الفريقين وهما يتمسكان بفرصتيهما هو أن كلاً منهما يسعى للتعويض عما فاته في هذا الموسم من خلال مسك الختام الذي يتمثل بأغلى البطولات.. نقول إن لكل من الفريقين أوراقهما المهمة التي يمكن المراهنة عليها في مواجهة اليوم.. فالريان، الذي أنهى دوري هذا الموسم عند المركز الثالث، يمتلك الكثير من المقومات التي يمكن أن ترجّح كفته، وهي المقومات التي أهّلته أيضاً لتقديم مباراة كبيرة أمام السد في آخر مواجهة له الأسبوع الماضي وكانت في نصف نهائي كأس قطر وخسرها أمام السد بفارق ركلات الترجيح فقط .. ومع أن الفريق كان قد عانى كثيراً في في الجولات الأخيرة من الدوري ليفقد العديد من النقاط فيها إلا أنه أثبت في كأس قطر أنه مازال قادراً على قول كلمته بقوة مثلما فعل أمام السد رغم خسارته فيها .. وفي المقابل فإن العربي، الذي عانى كثيراً في القسم الأول من دوري هذا الموسم وحتى مع بداية القسم الثاني ليتراجع نحو المراكز المتأخرة في جدول الترتيب، عاد بعد ذلك لينتفض بقوة ويسجّل حضوراً رائعاً في الجولات الأخيرة التي سجّل خلالها أربعة انتصارات متتالية كان من بينها الفوز على الريان نفسه بثلاثة أهداف لهدف.. ثم واصل نجاحاته المتأخرة تلك في المرحلة السابقة من أغلى البطولات عندما ألحق بالوكرة تلك الهزيمة الرباعية القاسية ليضرب موعداً مع الريان هو الرابع لهما هذا الموسم .. وفي الحقيقة فإن العربي اليوم يمر بصحوة كبيرة يمكن أن تمنحه كل الحق في التطلع نحو تحقيق الفوز في هذه المواجهة تقابلها مساعي كبيرة لإعادة الروح إلى الريان الذي مر بفترة عصيبة خلال الجولات الأخيرة من عمر الدوري قبل أن يعود ويؤكد جدارته المتميزة أمام السد في كأس قطر على الرغم من خروجه منها بخسارته في نصف النهائي .. ومع أن الريان سيفتقد مجدداً لهدّافه المغربي الخطير عبدالرزاق حمدالله، الذي أبعدته الإصابة قبل نهاية الدوري، إلا أنه سيجرّب اليوم بديله الفرنسي يوهان مولو الذي سبق وأن لعب في صفوف موناكو وغرناطة ونانس وسانت إتيان الأمر الذي يجعله متكامل الصفوف مثلما هو الحال مع منافسه العربي الذي يخوض هذه المباراة بدون غيابات مؤثرة أيضاً.. في كل الأحوال نقول إن مباراة الفريقين هذه ترفض كل التكهنات وتفتح أبوابها أمام كل الاحتمالات إذ سيكون من الصعب جداً الجزم بأفضلية فريق على آخر فيها وهو ما يجعلها مرشّحة وبقوة لأن تشهد صراعاً شرساً بين الفريقين على وجه العموم وبين المدربين، الدنماركي لاودروب مدرب الريان والكرواتي لوكا مدرب العربي، على وجه الخصوص لا سيما أن كلاً منهما بات يدرك جيداً بأن استمراره مع الفريق يمكن أن يتوقف على مدى نجاحه في هذه البطولة تحديداً.. هكذا يلعب الريان .. في ظل غياب المغربي حمدالله بسبب الإصابة بات الريان ملزماً بالاعتماد على سبستيان كرأس حربة في الفريق مع الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الإسناد الهجومي هم تاباتا في العمق ومحسن متولي في اليمين والمحترف الفرنسي الجديد يوهان مولو الذي يمكن أن يزج به المدرب في مركز الجناح الأيسر.. وفي الحقيقة فإن الرباعي هذا يمكن أن يشكل تهديداً كبيراً لدفاعات العربي خصوصاً أنه سيكون مدعماً بحيوية وسط الفريق من خلال لاعبين بمستوى الكوري مايونجين كو وزميله أحمد عبدالمقصود وكلاهما يتميزان بميولهما الهجومية وبقدرتهما على لعب دور فاعل وكبير في سرعة التحول الهجومي. أما في الشق الدفاعي فإن الفريق يمتلك أسماء مهمة قادرة على أن تقف بصلابة أمام تحرّكات العربي الهجومية وذلك من خلال تواجد فييرا وأحمد ياسر في قلب الدفاع ومحمد علاء وعلي سند في الظهيرين وكلاهما يتميزان أيضاً بإسهاماتهما الهجومية من خلال توغلاتهما الجانبية المتواصلة.. هكذا يلعب العربي سيكون العربي على الأرجح متمسكاً بطريقته المعتادة في اللعب من خلال الاعتماد على خمسة لاعبين في خط الظهر خصوصاً أنه يُدرك حجم الصعوبة التي يمكن أن يواجهها أمام رباعي الهجوم الرياني.. وفي هذا الجانب يمكن أن نرى طلال البلوشي وهو يؤدي دور الليبرو وإلى جانبيه فوشتر وسعد ناطق في دور المسّاك مع الاعتماد على ظهيرين هما ياسين يعقوب في اليمين وحمد الحربي في اليسار.. أما في الارتكاز فيمكن للمدرّب لوكا أن يُراهن على أحمد فتحي وعبدالله معرفيه بينما يعتمد في الأمام على ثلاثة لاعبين يتقدّمهم كاريكاري كرأس حربة صريح ومن خلفه خلفان إبراهيم وجارديل .. ورغم أن العربي اعتاد التركيز على العمق في تحرّكاته ومن خلال الدور المتميز الذي يمكن أن يلعبه خلفان إبراهيم على وجه التحديد إلا أن ذلك لا يمنع من أن نشهد نشاطاً مهماً عند الجانبين من خلال توغلات حمد الحربي وياسين يعقوب وكلاهما يتمتعان بالسرعة في التحرك وفي البناء الهجومي .. لوكا بوناسيتش مدرب العربي: الريان يلعب تحت الضغط وخسارته للبطولات قد تكون حافزاً له أؤمن بحظوظ فريقي وقدراته لحسم اللقاء متابعة - أحمد سليم: أكد الكرواتي لوكا بوناسيتش مدرب العربي أن لديه ثقة كبيرة في فريقه لتحقيق الفوز اليوم والتأهل إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأمير. وأشار المدرب في حواره لـ الراية * إلى أنه لا يخشى مواجهة الريان ولا يخاف على العربي وقال: «أنا مدرب وأؤمن بنفسي كمدرب وبإمكانيات فريقي وقدراته على تحقيق الفوز وأقدّم احتراماً كبيراً لنادي الريان ممثلا في إدارته ومدربه ولاعبيه، ولكن لا ننسى أنه في النهاية 11 لاعباً سيواجهون 11 لاعباً، وبالتالي تبقى الحظوظ مفتوحة لدى الفريقين وأتمنى أن تترجم هذه الثقة في الملعب اليوم أمام الريان. وقال لوكا: إن الضغط سيكون أكثر على الريان في مواجهة اليوم في الوقت الذي سيخوض فيه فريقه المباراة بأريحية كبيرة وبدون ضغوط، صحيح أن الريان لعب مباريات قوية ولكننا أيضاً قدّمنا مباريات قوية، ولا ننسى أننا واجهناه الريان مرتين في الدوري فازوا علينا 4-2 وفزنا عليهم 3-1 والمباراة الثالثة أتمنى أن تكون لصالحنا. وعن خروج الريان من البطولة الآسيوية وعدم تحقيق بطولة كأس قطر قال: «الريان لم يحالفه الحظ في البطولة الآسيوية وخرج منها ولم ينافس على البطولات الأخرى، ولكن ربما يعطيهم هذا الأمر حافزاً أكثر بأن يقدّموا أفضل ما لديهم أمامنا والظروف التي مر بها نادي الريان قد يمثل تحدياً كبيراً للاعبين في هذه البطولة». وأشار لوكا إلى أن العربي بدأ يتطور في الفترة الأخيرة وهناك 3 أو 4 لاعبين في الفريق ارتفع مستواهم في الفترة الأخيرة خاصة خلفان إبراهيم ودييجو وكاري كاري وسيكون هؤلاء اللاعبون عاملاً مهماً في الفوز اليوم على الريان والانتقال إلى المرحلة المقبلة (الدور نصف النهائي). وعن الفوز الكبير أمام الوكرة قال: «لعبنا أمام الوكرة وحققنا الفوز 4/ صفر ولكننا لم نقدّم الأداء الخاص بنا والذي نطمح للوصول إليه، مشيراً إلى أن الفريق سيخوض مباراة اليوم بنفس الأسلوب الذي خاض به المباريات الماضية ولن يغير أسلوب وطريقة لعبه، ولكن تبقى لمباراة الريان خصوصيتها. وعن الغيابات في صفوف الفريق قال: «لدينا غيابات تتمثل في يوسف رمضان واللاعب اليمني مدير عبدربه ونتمنى أن نوفق اليوم ونتأهل لنصف نهائي البطولة». مسعود زراعي: أقول لجماهيرنا الوعد في الملعب قال مسعود زراعي حارس فريق العربي إن فريقه يخوض منافسات بطولة كأس الأمير وهي بطولة غالية علينا، وأمام فريق الريان وهو فريق متميز ولديه لاعبون جيدون في كافة المراكز، وبالتالي نتوقعها أن تكون مواجهة جماهيرية كبيرة. وتابع: «مبارياتنا مع الريان فيها ندية كبيرة بغض النظر عن مراكز الفريقين في الدوري، وبالتالي لها حسابات أخرى وخاصة، صحيح أننا فزنا على الوكرة برباعية نظيفة ومن الممكن أن تخدعنا هذه النتيجة، ولكننا نواجه الريان أحد أفضل الفرق، وستكون المباراة أمامهم مختلفة ونأمل أن نتقدّم في هذه البطولة وأن نتأهل إلى نصف النهائي. ووجّه زراعي رسالة إلى الجماهير العرباوية وقال: «جماهير العربي جماهير وفيّه ومتأكد من أن الجماهير ستقف معنا اليوم في هذه المباراة وأقول لهم - ننتظركم في الملعب اليوم». قدر موسى النجم الرياني السابق: الرهيب الرقم الصعب في أغلى الكؤوس حوار ـ سمير البحيري: أكد قدر موسى، لاعب الريان السابق، ثقته الكاملة بفوز الرهيب اليوم على العربي في دور الثمانية من بطولة كأس سمو الأمير، مشيراً إلى أنه يتمنى عودة العربي قوياً كما كان في السابق، لكن ليس على حساب الريان، خاصة أن المستويات عندما تكون متقاربة نشهد مزيداً من الإثارة والقوة بين الفريقين كمباراة ديربي، ودائماً ما يستمتع بها الجمهور.. وقال موسى أيضاً إن الريان الأفضل فنياً من العربي مع احترامنا للأخير، ولهذا تعد فرصة الريان كقوية. وواصل بقوله: «الريان معود جماهيره دائماً على اعتلاء منصّات التتويج وبطولة كأس سمو الأمير الأغلى على قلوب الجميع والفوز بها سيكون خير تعويض للجمهور الرياني.. موسى في هذا الحوار يكشف عن المزيد :- عودة العربي ولكن !مباراة كبيرة بين فريقين جماهيريين ماذا تراها ؟ - يرد موسى سريعاً ويقول: بالفعل مباراة كبيرة، وأنا كريانيّ أتمنى عودة العربي قوياً كما كان في السابق، لكن ليس على حساب الريان، ومنطقياً الريان أفضل من العربي في الوقت الحالي، ولم يوفق في المنافسة على الدوري ولا كأس قطر، وها هي الفرصة أن يعوّض جماهيره بأغلى البطولات. الحضور الذهنيكنت لاعباً سابقاً في الفريق ماذا كنتم تحضّرون لمثل هذه المباريات المصيرية؟ - مباريات الكؤوس دائماً ما يكون فيها التحضير الذهني قبل البدني، أي اللعب بحذر، فالخطأ يكلّف الفريق الخروج، وأرى أن اللاعبين عليهم أن يركّزوا في عدم الوقوع في خطأ، فالأخطاء في مثل هذه المباريات ممنوعة، حتى في مباريات الدوري عندما يكون هناك فريقان متقاربان في المستوى، ويلتقيان يُطلق عليها مباراة كؤوس.وماذا تقول للاعبي الريان قبل ساعات من المباراة اليوم؟ - أقول لهم المباراة لن تكون سهلة على الإطلاق وعليكم احترام الخصم مهما يكون مستواه، وعليكم أن تحضروا ذهنياً قبل بدنياً في اللقاء، واللعب على الفوز من البداية وإسعاد جماهيركم الوفية التي ما بخلت عن مساندة الفريق طوال الموسم، وتابع موسى قائلاً إن الريان سيكون رقماً صعباً في كأس سمو الأمير فالجماهير تنتظر من اللاعبين اللقب الغالي.وماذا تقول عن العربي؟ - مع احترامي له كفريق عريق إلا أنها ستكون آخر مباراة للفريق في أغلى الكؤوس، رغم تطور مستواه عن بداية الموسم، إلا أن الريان سيحسم اللقاء لصالحه ويحقق الفوز ويسعد جماهيره، وكما ذكرت أتمنى عودة العربي لكن ليس على حساب الريان. كلمة أخيرة... - أقول لجمهور الريان اليوم يومكم، عليكم الحضور لملعب حمد الكبير، وأنتم جمهور مثقف وواع، وعليكم أن توضّحوا للجميع أنكم تتقبلون الفوز والخسارة، وفالك الفوز. مايكل لاودروب مدرب الريان: مباريات الكؤوس مفتوحة على كل الاحتمالات قال الدنماركي مايكل لاودروب مدرب فريق الريان إن فريقه استعد جيداً لمواجهة اليوم في ربع نهائي كأس الأمير، وقال: «نعرف أنها مباراة كأس ومباراة الكؤوس تنتهي بفائز فقط، ومواجهة العربي اليوم ستكون مختلفة وليست سهلة خاصة أن العربي أيضاً لديه طموح للوصول للنهائي، ونحن وصلنا النهائي الموسم الماضي ولكننا خسرنا في الدقائق الأخيرة ونحن كناد ولاعبين وجماهير نريد أن نكرّر هذا الإنجاز بالوصول للمباراة النهائية مجدداً، وبالتالي الفريقان يريدان أن ينتقلا للمرحلة المقبلة ولذلك علينا التركيز على مباراة العربي في البداية من أجل العبور للدور قبل النهائي من ثم نفكر في المرحلة المقبلة. واستطرد قائلاً: «لا نتنبأ بالنتائج ونتطلع للفوز اليوم على العربي وقد رأينا مسيمير وشاهدنا مفاجآت هذا العام في البطولة، من كان يعتقد أن مسيمير سيفوز ويصل لهذه المرحلة من البطولة، ولا ننسى أن ليفربول وصل للنهائي دوري أبطال أوروبا وهذا ليس تقليلاً من ليفربول ولكن هناك فرقاً مثل مانشستر سيتي وبرشلونة لم نتأهل وستشاهد النهائي من المدرّجات أو خلف الشاشات، وبالتالي لا شيء غريباً في مباريات الكؤوس وكل شيء ممكن أن يحدث». وعن تعرّض لاعبيه للضغوط كما قال لوكا بوناسيتش مدرب العربي: «لو كنت مكان مدرب العربي لقلت نفس الكلام خاصة أنه مدرب يريد إبعاد الضغوط عن فريقه ووضعها على عاتق الخصم وبالتالي هو تصريح طبيعي». محمد علاء: نتمناها مباراة جماهيرية ممتعة أكد محمد علاء لاعب فريق الريان على صعوبة المواجهة التي تجمع فريقه اليوم أمام العربي وقال: «العربي ناد كبير ، ومهما كان ترتيبه في الدوري تبقى المواجهة أمامه صعبة، وإن شاء الله سنكون مستعدين لهذه المباراة خاصة أن كأس الأمير هو البطولة الأخيرة لنادي الريان وأتمنى أن نحقق لقبها. وأضاف: نتمنى أن نرى مباراة جماهيرية ممتعة اليوم، كعادة هذه المباريات دائماً، وهي كلاسيكو أو ديربي قوي ونتمنى أن ينتهي لصالحنا وأن نتأهل للدور نصف النهائي. وحول أدائه هذا الموسم قال: «دائماً أقوم بواجبي داخل الملعب وما أقدّمه نتيجة لمساعدة زملائي ولست راضياً عن أدائي هذا الموسم حيث كنت أطمح للأفضل ولكنني سأسعى للرفع من مستواي في هذه البطولة الغالية وأيضاً في الموسم المقبل».
مشاركة :