متابعة - صفاء العبد:يحتضن ملعب حمد الكبير في النادي العربي اليوم القمة الجماهيرية المرتقبة التي تجمع بين القطبين الكبيرين الريان والعربي عند الساعة السادسة وعشر دقائق مساء وذلك في خاتمة منافسات الجولة الثامنة لدوري نجوم QNB لكرة القدم. وتحظى هذه المباراة بالكثير من الاهتمام على المستويين الإعلامي والجماهيري على الرغم من الفارق الشاسع بين مركزي الفريقين في جدول الترتيب حيث يشغل الريان المركز الثاني برصيد ( 18 ) نقطة وبفارق نقطة واحدة خلف الدحيل المتصدر بينما يشغل العربي المركز التاسع برصيد خمس نقاط فقط. ويأتي هذا الاهتمام من كون الفريقين قد اعتادا أن يقدما أفضل ما لديهما في المواجهات التي تجمع بينهما وهو ما يجعلنا نذهب إلى أن مثل هذه المباراة تكاد تكون أقرب إلى بطولة قائمة بذاتها منها إلى مجرد مباراة في الدوري .. فعلى امتداد اللقاءات التي سبق أن جمعت بين الفريقين في مختلف المناسبات في السنوات الماضية كانت الإثارة والحماسة والقوة هي العنوان حيث يحرص كل منهما على تقديم أفضل ما لديهما يدفعهما في ذلك الزخم الجماهيري الكبير الذي كان حاضراً باستمرار في كل مباراة تجمع بينهما وهو ما يجعل المؤشرات تذهب إلى أن الفريقين يمكن أن يقدما اليوم مباراة تليق باسميهما وترتقي إلى مكانة كل منهما بعيداً عن أي انطباعات أولية عن إمكاناتهما الفنية الحالية.. فنحن هنا نتحدث عن قمة جماهيرية حقيقية، نتحدث عن فريقين يقف خلف كل منهما جمع كبير من عشاقهما وذلك وحده يشكل حافزاً كبيراً يمكن أن يدفع بلاعبي الفريقين إلى الارتقاء إلى أفضل صورة ممكنة بعيداً عن أي توقعات مسبقة بشأن النتيجة التي يمكن أن تنتهي إليها المباراة. ولعل مما يرفع من درجة الترقب هو أن كلاً من الفريقين كانا في حالة الإنذار بدرجته القصوى خلال الأيام الماضية تحضيراً لهذه المواجهة حيث يحرص كل منهما على الوصول إلى أعلى جاهزية ممكنة للظهور بالمستوى الذي يبحث عنه جمهورهما وهو ما يبشر بإمكانية مشاهدة مباراة حافلة بالإثارة فعلاً وتشكل بالتالي امتداداً طبيعياً لكل ما سبقها من مواجهات جمعت بين فريقين يحرصان على التعامل مع مثل هذه المواجهة تحديداً على أنها مواجهة من طراز خاص. ورغم الفارق بين الفريقين على مستوى المتحقق من نتائج في الدوري بنسخته الحالية إلا أن هناك ما يشبه الإجماع على أن المباراة يمكن أن تشهد صراعاً شرساً جداً بينهما حيث يبحث الريان عن فوز سابع يعزز به سعيه لمزاحمة المتصدر بينما يتطلع العربي إلى تصحيح مساره المتعثر وتسجيل بداية جديدة مختلفة تحت قيادة مدربه الجديد الكرواتي لوكا الذي سيسجل أول ظهور له مع الفريق في هذه المواجهة خلفا للتونسي المقال قيس اليعقوبي .. ومع أننا نؤكد على أن مباراة اليوم هذه قد لا يكون لها أي علاقة بما سبقها لكل من الفريقين في دوري هذا الموسم إلا أن المنطق هنا يدعونا الى مراجعة ما تحقق لكل منهما لاعتبارات فنية .. وفي الواقع فإن المنطق هنا يصب في مصلحة الريان الذي سجل حضوراً أقوى وأهم في دوري هذا الموسم حتى الآن .. فقد تمكن الريان من أن يحقق ستة انتصارات من أصل سبع مباريات تغلب فيها على الخور والخريطيات والمرخية والسيلية والسد وقطر في مقابل خسارة وحيدة كانت أمام حامل اللقب فريق الدحيل في تلك المباراة المثيرة والعامرة بالأهداف والتي انتهت بفوز الأخير بخمسة أهداف لثلاثة. وفي المقابل فإن نتائج العربي، الذي يشغل المركز التاسع بخمس نقاط فقط ، تبدو مختلفة كثيرا حيث لم يحقق حتى الآن سوى فوز وحيد كان على قطر في مقابل أربع هزائم كانت امام السيلية والدحيل وأم صلال والسد إلى جانب تعادلين مع الأهلي والخريطيات في آخر مواجهتين في الجولتين السابقتين. وليس من شك طبعا في أن الواقع هذا يؤشر أرجحية كبيرة للريان وهو ما يدفع بالكثيرين إلى ترجيح كفته في مواجهة الفريقين اليوم لكننا نعود هنا لنؤكد أن القمة الجماهيرية هذه قد لا تخضع لمثل هذه المقاييس وأنها يمكن أن تخرج عن مثل هذه السياقات الامر الذي يجعلنا نتوقع صورة أخرى مختلفة وخصوصا من جانب العربي الذي يهمه كثيرا أن يمحو الكثير من الخدوش التي شوهت صورته هذا الموسم وأدت به إلى مركز متأخر لا يليق أبداً بفريق مثله. في كل الأحوال نقول إن الملامح الرئيسية هذه للقمة الجماهيرية ترجح الكفة الريانية لكن ذلك قد لا يصلح للحكم المسبق على ما يمكن أن تنتهي إليه لأننا سنكون أمام مواجهة لا تقبل التكهن أبداً وهو ما يرفع كثيراً من سقف التوقعات بإمكانية مشاهدة مباراة كبيرة فعلاً بين الفريقين.
مشاركة :