يحتضن ملعب حمد الكبير بالنادي العربي في تمام الساعة الثامنة من مساء اليوم القمة الكروية الجماهيرية، والتي تجمع بين العربي والريان في ربع نهائي كأس الأمير لكرة القدم، في مواجهة نارية ومرتقبة تحمل شعار (لا بديل عن الفوز)، بحثاً عن بطاقة التأهل للدور نصف النهائي، والتقدم خطوة مهمة نحو لقب البطولة الأغلى. وتحمل المباراة معها الكثير من الطموحات للفريقين مما يزيد من صعوبتها، حيث يتطلع كل فريق إلى إنقاذ موسمه الكروي من الضياع في آخر بطولات الموسم المحلي، وهو ما سيدفعهما إلى الاستبسال من أجل التمسك بفرصتهما الأخيرة لإحراز اللقب، أضف إلى ذلك أن المواجهات التي تجمعهما معاً تعد في حد ذاتها بطولة قائمة، باعتبارهما يمثلان أكبر قاعدة جماهيرية في قطر.وتشير جميع التوقعات إلى أن كفة الفريقين متساوية قبل تلك المباراة لذلك لا مجال للتوقعات، وهو ما يؤكد أن كل الاحتمالات ستبقى مفتوحة، لاسيما بعد أن تبادل الفريقان الفوز في مباراتي دوري النجوم، حيث فاز الريان بمباراة القسم الأول بنتيجة 4\2، وثأر العربي في مباراة القسم الثاني بنتيجة 3\1، وبالتأكيد فإن نتيجتي المباراتين تعبران بشكل واضح عن المنحنى البياني لمستوى الأداء لكل فريق. وبنظرة سريعة على استعدادات وجاهزية الفريقين للقاء، نجد أن فريق العربي يعيش أفضل حالاته من الناحية الفنية والمعنوية على حد سواء، لا سيما في أعقاب الفوز الكبير الذي حققه في المرحلة الثالثة من البطولة، بعدما تغلب على الوكرة برباعية نظيفة، وهو ما يؤكد أن الفريق بات يملك شخصية واضحة بفضل بصمات مدربه الكرواتي لوكا بوناسيتش، والذي نجح في العبور بالفريق من مرحلة مخاض صعبة واجهها في القسم الأول من الدوري. ويراهن الجهاز الفني للفريق على ما وصل إليه اللاعبون من مرحلة تجانس وانسجام ساهمت في تطور مستوى الأداء، وانعكست إيجاباً على تحسن مستوى غالبية اللاعبين وفي مقدمتهم البرازيلي دييجو جارديل والغاني كوامي كاريكاري، واللذين أصبحا من الأوراق الرابحة مع الفتى الأسمر خلفان إبراهيم نجم الفريق. في المقابل يبدو فريق الريان الأفضل والأوفر حظاً من الناحية النظرية، نظراً لامتلاكه العديد من العناصر المتميزة في صفوفه من لاعبين أصحاب خبرة ومهارة، لكن الإخفاقات المتتالية للفريق في الفترة الأخيرة والتي تمثلت في الخروج من الدور نصف النهائي من كأس قطر، أعقبها الإقصاء من دوري أبطال آسيا قد يلقي بظلاله الكثيفة على الحالة النفسية للاعبين، وهو ما حاول الدنماركي مايكل لاودروب معالجته على مدار الأيام الماضية. وسيكون الرهان الأساسي للرهيب الرياني في اللقاء على استثمار خبرة لاعبيه أمثال رودريجو تاباتا ومحسن متولي وسيباستيان سوريا وجوانزالو فييرا، إضافة إلى حماسة الشباب المتمثلة في أحمد ياسر وحسام كمال وعبدالرحمن الحرازي، بالإضافة إلى أن هذه المواجهة قد تكشف عن أول ظهور رسمي للفرنسي يوهان مولو الوافد الجديد، والذي تم التعاقد معه بدلاً من اللاعب المغربي عبدالرزاق حمدالله. لوكا: العربي تطور قال الكرواتي لوكا بوناسيتش -مدرب فريق العربي- إنه لا يخشى مواجهة الريان، مشيراً إلى أن فريقه استعد بقوة ولايعاني من أي إشكالات فنية. وأضاف لوكا: «نحن نؤمن بقدراتنا، ونحترم في المقابل نادي الريان، وهو فريق كبير جداً، ولكن الحظوظ تبقى مفتوحة للفريقين. ونتمنى أن تتجسّد الثقة على أرض الملعب». وتابع مدرب العربي: «الريان لعب مباريات قوية والضغط الأكبر على الريان، فيما نحن سنلعب بأريحية كبيرة، وقد واجهنا الريان في مناسبتين هذا الموسم، فتغلبوا علينا في القسم الأول بنتيجة 4-1، وفزنا في القسم الثاني بنتيجة 3-1، وبالتالي أملنا كبير في تحقيق الفوز». ونوه لوكا بوناسيتش إلى أن الريان لم يحالفه الحظ في دوري الأبطال ولم يوفّق في كأس قطر، ولكن ليس بالضرورة أن يؤثر سلباً عليهم، والظروف التي مر بها الريان ربما تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لهم. في المقابل العربي تطور في الآونة الأخيرة والآمال تعوّل على خلفان وكاريكاري وجارديل، وهم مفاتيح الفريق لتعزيز الأمل. «الأحلام».. لتجاوز الغريم التقليدي اختتم فريق العربي مساء أمس تدريباته تحضيراً لمواجهة الريان الليلة، في مباراة ربع نهائي كأس الأمير لكرة القدم في ملعب العربي، كما بدأ معسكراً مغلقاً في أحد فنادق الدوحة للدخول في أجواء المباراة والتركيز على المواجهة الحاسمة التي ستحدد مصير الفريق في آخر بطولات الموسم، سواء بالاستمرار أو المغادرة. الفريق خاض ثلاث حصص تدريبية منذ الثلاثاء الماضي، بعد المواجهة التي فاز فيها على الوكرة بأربعة أهداف لهدف يوم الأحد، في حين منح الجهاز الفني راحة للاعبين يوم الاثنين، مركزاً على عدد من الأمور الفنية والتكتيكية خلال الحصص الثلاثية لتصحيح عدد من نقاط الضعف وتحسين أداء الفريق دفاعياً وهجومياً، وإيجاد البديل المناسب ليوسف رمضان المصاب الوحيد في صفوف فريق الأحلام. سيعتمد الجهاز الفني على جميع اللاعبين المتواجدين في التشكيلة باستثناء يوسف رمضان الذي أجرى عملية في الكاحل قبل أيام، وبات خارج حسابات الفريق بعدما انتهى الموسم الرياضي بالنسبة له لصعوبة عودته في الأيام القليلة المتبقية، في انتظار عودته في الموسم المقبل. معنويات الفريق عالية بعد الفوز على الوكرة خصوصاً وأن المواجهة مع الريان تكتسي صبغة خاصة بالنسبة للفريقين معاً، باعتبارها كلاسيكو الكرة القطرية الأكثر جماهيرية وتزيد أهميتها عندما نعلم أن الأمر يتعلق بكأس الأمير وحاجة الفريقين إلى المضي قدماً في البطولة. ويتطلع فريق الأحلام إلى تحقيق الفوز على غريمه التقليدي والمضي قدماً في البطولة، من أجل بلوغ المربع الذهبي والمنافسة على فرصة حضور المباراة النهائية بعد غياب طويل عن منصات الألقاب، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره. تركيز الجهاز الفني بقيادة لوكا بوناسيتش منصب على بعض المعطيات التي أفرزتها المباراة الأخيرة، من أجل تحسين جوانبها الإيجابية خصوصاً في الشق الهجومي في الثلث الأخير من الملعب، وبناء العمليات بقيادة خلفان إبراهيم، ومراجعة عدد من الأمور في الشق الدفاعي تفادياً لمنح الفرصة لمهاجمي الريان من أجل بلوغ مرمى الفريق. رئيس النادي يحرص على حضور تدريبات الفريق الأخيرة من أجل رفع معنويات اللاعبين وتحفيزهم على تقديم الأداء المطلوب، وتجاوز مختلف العقبات التي مر بها الفريق طوال الموسم الحالي، سواء بالنسبة للنتائج حيث كان مهدداً بالهبوط حتى اللحظات الأخيرة أو باقي المشاكل الإدارية والمالية التي عقدت مهمة الإدارة في التركيز على الجانب الفني. محمد علاء: الكأس في «جيب» الرهيب أكد محمد علاء -مدافع فريق الريان- ثقته في قدرة الرهيب على تحقيق النتيجة التي تضع الرهيب في نصف النهائي. وأضاف علاء: «العربي نادٍ كبير بصرف النظر عن ترتيبه وموقفه في الدوري، وكأس الأمير ستكون في «جيب» الريان، والكل يسعى إلى تحقيق حضور قوي في مباراة اليوم». ولفت علاء إلى أن مباريات العربي والريان لها شعبيتها وجماهيريتها، وهناك ترقّب كبير لمشاهدة مباراة كبيرة في أرض الملعب. زراعي: ننتظر جماهير العربي قال مسعود زراعي -حارس مرمى فريق العربي- إن العربي سيدخل مواجهة الديربي اليوم لتحقيق نتيجة الفوز، وأضاف حارس العربي: «البطولة غالية علينا والريان فريق مكتمل، وأتوقع أن تكون مباراة جماهيرية، والترشيحات تصب في صالح الريان ولكن هذا لا يمنع أن نقدم مستوى يليق بسمعة العربي وبمكانة الكأس الغالية». ويرى حارس العربي أن المباراة ستُلعب بحسابات مختلفة؛ لأن مباريات الفريقين لها طابع خاص والريان من أفضل الفرق المحلية، والمباراة مفتوحة على كل الاحتمالات. ووجّه رسالة خاصة لجمهور العربي ليقف مع فريقه، وأن وفائه للعربي لا حدود له والكل ينتظرهم في الملعب اليوم».;