أكد المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، أن الوزارة تنفذ حاليًا خطة خمسية شاملة لتعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية تتوافق مع أهداف المحور الاقتصادي لاستراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 وتتماشى مع استراتيجية التنمية المستدامة العالمية الهادفة إلى تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، وتوفير العمل اللائق للجميع، وإنشاء بنية تحتية تدعم التصنيع المستدام وتشجع الابتكار، وتنشيط الشراكات العالمية بهدف تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر في مجالات الطاقة المستدامة والبنية الأساسية والنقل والمواصلات وتكنولوجيا المعلومات.وقال إن الخطة الخمسية المقبلة للوزارة (2021-2025) تستهدف التركيز على محاور زيادة التنافسية والتنوع والاعتماد على المعرفة والابتكار والتركيز على الصناعات والتكنولوجيات المتقدمة، مشيرًا إلى أهمية التحول إلى الاقتصاد القائم على الاستخدام الأمثل للموارد والمنتجات باعتباره أحد التوجهات التي تتطلب معايير بيئية وتكنولوجية وإبداعية.جاء ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها الوزير خلال فعاليات افتتاح المؤتمر الدولي الذي ينظمه معهد التخطيط القومي تحت عنوان "التصنيع والتنمية المستدامة" برعاية المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وبحضور اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والدكتور علاء زهران، رئيس معهد التخطيط القومي، وبمشاركة عدد كبير من أساتذة الجامعات والباحثين ورجال الصناعة المصرية.وأشار الوزير إلى أهمية الدور الذي يلعبه معهد التخطيط القومي في تعزيز فكر التخطيط العلمي من خلال تطوير الأنشطة البحثية والتدريبية والتعليمية، ودعم دور ومهام وزارة التخطيط، ونشر الفكر والعمل التخطيطي في جميع المؤسسات الوطنية، فضلًا عن نشر ثقافة التخطيط في المجتمع المصري، لافتًا إلى أن مؤتمر "التصنيع والتنمية المستدامة" يمثل فرصة كبيرة لزيادة الوعي بمستجدات التنمية المستدامة في العالم حتى تتكامل جهود الجهات المعنية بالتخطيط في مؤسسات الدولة للاستعداد لها والاستفادة من الفرص وتخفيف أثر التحديات.وأوضح "قابيل" أن وزارة التجارة والصناعة تطبق خلال المرحلة الحالية مفهوم التخطيط الشامل ودراسة المستقبل والعمل على الاستفادة من الفرص والاستعداد للتحديات، لافتًا إلى أن الوزارة تركز على رؤية مصر 2030 والتي حددت توجه الدولة بأن يتم تصنيف مصر كإحدى الدول ذات الدخل المتوسط المرتفع بحلول عام 2030، حيث تركز الوزارة حاليًا على زيادة مساهمة الناتج الصناعي في إجمالي الدخل القومي بمعدلات نمو سنوية من المتوقع أن تصل إلى 21% بحلول عام 2030، الأمر الذي يتطلب زيادة الناتج الصناعي بمعدلات لا تقل عن 8% بحلول 2030، إلى جانب نمو الاستثمارات الصناعية إلى ما يزيد على 150 مليار جنيه، فضلًا عن إتاحة أراضٍ صناعية لا تقل عن 60 مليون متر مربع، وكذا تحسين الميزان التجاري من خلال ترشيد الواردات وزيادة الصادرات بمعدلات نمو لا تقل عن 10% سنويًا.وأضاف أن هذه الأهداف تتطلب زيادة مساهمة القطاع الخاص وتشجيع ثقافة العمل الحر لزيادة المشروعات الناشئة ونمو المشروعات القائمة ولا سيما المشروعات متناهية الصغير والصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي سيسهم في تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام وتحسين مستوى العمالة وتوفير العمل اللائق للشباب. وأشار الوزير إلى أن أولويات الصناعة المصرية حاليًا تتمثل فى التحول من الاقتصاد الخطى إلى الاقتصاد الدائرى القائم على عمليات إعادة التدوير لتحقيق الاستخدام الأمثل لعناصر الإنتاج، مشيرًا إلى أن إستراتيجية الوزارة لتعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية تعتمد على 4 صناعات رئيسية تشمل الصناعات الكيماوية وصناعة الغزل والنسيج وصناعة مواد البناء والصناعات الهندسية.وتابع: "القرارات التجارية الأخيرة ساهمت فى تقليل عجز الميزان التجارى بحوالي 35%"، لافتًا إلى أن معدلات النمو الصناعى لمصر حققت أعلى معدلات نمو فى العالم خلال آخر 8 أشهر.وقال إن الوزارة أطلقت في هذا الصدد استراتيجيتها لتعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية 2020 والتي تركز على عدد من الأهداف التي تضمنت الإتاحة، والاستدامة، والشمولية، فضلًا عن الشراكة مع القطاع الخاص.وأضاف قابيل أن الوزارة تعمل حاليًا على توفير جميع مقومات تعزيز التنمية الصناعية والتي تشمل توفير أراضٍ ومجمعات صناعية، ووضع تشريعات جديدة وإقامة مؤسسات تدعم منظومة الصناعة إلى جانب إطلاق خريطة للاستثمار الصناعي تعتمد على دراسة جميع مؤشرات الحسابات القومية وتستهدف المحافظات الأكثر احتياجًا للتنمية وفقًا لمؤشراتها الاقتصادية والاجتماعية وثرواتها الطبيعية، كما تستهدف التصنيع المحلي للمكونات لتعميق الصناعة وترشيد الواردات، مشيرًا إلى أن الوزارة نجحت في إتاحة الأراضي والمجمعات الصناعية التي تتميز بالتكامل الصناعي على المستويين المحلي والعالمي، حيث تم طرح 32 مليون متر مربع من عام 2016 وحتى الآن ليتخطى بذلك ضعف إجمالي ما تم طرحه في الفترة منذ عام 2005 حتى عام 2015.وتابع: "الوزارة عملت أيضًا على إنشاء مدن صناعية تعكس مفهوم الاستدامة البيئية تضمنت مدينة الروبيكي للجلود ومدينة دمياط للأثاث، والتي تم الانتهاء من 90% منها، وجار العمل على إنشاء مدينة كوم أوشيم بالفيوم للصناعات المتقدمة ومدينة مان كاي للصناعات النسيجية بمدينة السادات والتي سيتم بدء العمل بها هذا الأسبوع"، لافتًا إلى أنه تم كذلك التوجه لتطوير مفهوم المجمعات الصناعية لدعم وتشجيع رواد الأعمال، حيث أطلقت الوزارة مبادرة "مصنعك جاهز بتراخيصه".
مشاركة :