المجرب سيجرب بمباركتكم ـ

  • 5/6/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المرجعية انتقدت الفساد وليس الفاسدين وايدت النزاهة وليس النزيهين، وعلى المواطن المسكين الذي يفتقر الى اليات تحديد الفساد والمفسدين وفرز النزيهين ان يفعل مداركه لترشيح النزيه ورفض الفاسد وهو شيء اشبه بالمستحيل. لقد مهدت مصادر بارزة في مكتب السيستاني قبل ايام لهذا الموقف الضبابي بقولها ان المرجعية لا تزج بنفسها في تفاصيل العملية الانتخابية بل هي توجه الناخب لاختيار الاصلح بشكل عام وبانها لا تدعم كتلة ضد كتلة، لذلك فان موقف المرجعية هذا لم يكن مفاجئا بل كان متوقعا منذ ايام. والسؤال هنا يكون: لماذا لم تتخذ المرجعية نفس الموقف في انتخابات 2006 و2010، ولماذا زجت بنفسها انذاك في تفاصيل العملية السياسية بتبنيها قائمة 55 في الاولى وقائمة الشمعة في الثانية، وتحجم اليوم بالخوض في تفاصيل العملية الانتخابية اليوم بعدما اشتد عود الفاسدين ولم يعد بامكان الشعب العراقي التخلص منهم، الم يكن موقفها حينها ايضا تدخلا في تفاصيل العملية السياسية وسببا مباشرا لسيطرة الفاسدين على مفاصل الدولة ومؤسساتها وتواطئا مباشرا معهم؟ يبدو ان المرجعية لا تعي الفرق بين ما هو ديني وما هو سياسي، والا فان محاربة الفاسدين (وليس الفساد فحسب) هو من صميم اختصاصات المرجعيات الدينية، ولا تعتبر تدخلا في السياسة لا من قريب ولا من بعيد، كي تتخذه المرجعية مبررا للنأي بنفسها عن محاربته. ان الهدف من هذا الموقف الضبابي هو ترك الفاسدين يعبثون باموال الدولة لاربع سنوات قادمة، واستكمال لما دأبت عليه المرجعية وجهات اقليمية في اضعاف العراق سياسيا واقتصاديا بل وحتى امنيا. فتبني الفاسدين وتبني قوائمهم الانتخابية في بداية العملية السياسية ثم تركهم دون محاسبة مثلما تفعل في هذه الانتخابات هو تدمير سياسي واقتصادي للعراق. اما التدمير الامني فكان باصدارها فتوى الجهاد الكفائي مع دخول داعش للعراق وتشكيل مليشيات الحشد الشعبي، التي اضحت اليوم بعد القضاء على داعش واغماض العين عن تبعات استمرارها، والاحجام عن اصدار فتوى جديدة تحل بموجبها هذه المليشيات، سببا من اسباب الدمار الامني والعسكري لهذا البلد. على هذا الاساس فنحن امام احتمالين: اما ان المرجعية تفتقر الى البصيرة والنظرة السياسية والدينية الصحيحة وهي مصيبة بحد ذاتها؛ او انها تعرف تماما ماذا تفعل لكنها تتقصده وهذه مصيبة اكبر. وفي كلا الحالتين فالساكت عن الحق شيطان اخرس.   انس محمود الشيخ مظهر كردستان العراق دهوك Portalin200@yahoo.com

مشاركة :