«إخوان» ليبيا وعرقلة الانتخابات

  • 5/9/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فتح العليم الفكي تخطئ جماعات الإسلام السياسي في ليبيا خطأ فادحاً وجسيماً، إن ظنت أنها تستطيع تعطيل المسار الديمقراطي في ليبيا، وأن تبقيه رهناً لأجندتها السياسية الخاصة، كما تخطئ أيضاً إن ظنت أن ما تقوم به من عمليات إرهابية وتفجيرات تستهدف الأبرياء وممتلكات الشعب الليبي، ستحول بين الليبيين وتحقيق حلمهم في الأمن والاستقرار. خلال الأسابيع القليلة الماضية، كثّفت هذه الجماعات الإرهابية من نشاطاتها لتخويف الليبيين من الانتخابات المرتقبة بعد إعلان الأمم المتحدة عن خطتها لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ليبيا قبيل سبتمبر/أيلول المقبل، وشددت المجموعة الرباعية المعنية بليبيا، والتي تضم الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، في اجتماعها الأخير على أهمية إجراء الاستحقاق قبل نهاية العام الجاري، وأكدت أن إجراء مثل هذه الانتخابات يتطلب مناخاً سياسياً وأمنياً مؤاتياً، تتعهد فيه الأطراف كافة بشكل مسبق باحترام نتائجها والالتزام بها والسماح للناخبين بممارسة حقوقهم الديمقراطية في أنحاء البلاد كافة بشكل آمن ودون ترهيب أو تدخل. البداية كانت إطلاق شائعة مرض المشير خليفة حفتر ووفاته في العاصمة الفرنسية باريس، والتي تزامن بثّها مع إعلان الجيش الليبي إطلاق عملية عسكرية لتحرير مدينة درنة من إرهابيي «ما يسمى مجلس شورى درنة»، وكان الهدف من بث هذه الشائعة إضعاف الروح المعنوية للجيش، وإفشال الحملة، وكذّبت الفضائيات التي بثت صور وصول المشير إلى مدينة بنغازي سليماً معافى، الشائعة. ولم تمض أيام قليلة حتى قام ما يسمّى بالمجلس الأعلى للدولة الذي تسيطر عليه جماعة «الإخوان» بمغازلة البرلمان الشرعي في طبرق، وأعلن استعداده لتقديم تنازلات سياسية، تشمل تغيير كبار المسؤولين في السلطة التنفيذية، وإعادة هيكلة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بما في ذلك استبدال رئيسه فائز السراج، ولم تنطل هذه الحيلة «الإخوانية» السخيفة على البرلمان، فلم يتجاوب مع هذا الإعلان المخادع الذي هدفه تطويق الجيش والسيطرة عليه. وأخيراً، أقدمت هذه الجماعات الإرهابية يوم الأربعاء الماضي على مهاجمة مقر المفوضية العليا للانتخابات وتفجيره، لمحو سجلات الناخبين في عملية خلّفت أكثر من 15 قتيلاً، كان هدفها إيصال رسالة واضحة إلى الشعب الليبي، فحواها أنها ستقف بالمرصاد لإفشال أي انتخابات، لأنها لن تأتي بها إلى السلطة. لقد آن الأوان لسحق هذه الجماعات المتفلتة التي أضاعت فرصة تاريخية منحها إياها اتفاق الصخيرات للاندماج والتحوّل إلى حزب سياسي يؤمن بالديمقراطية وبالتبادل السلمي للسلطة، ولكنها آثرت ممارسة البلطجة والسباحة عكس التيار، والوقوف ضد إرادة الشعب الليبي. وهذا الوضع المختل لن يستمر إلى ما لا نهاية، وسيتم حسمه طال الزمن أم قصر. alzahraapress@yahoo.com

مشاركة :