صداقة الآباء والأبناء تسد الطريق أمام رفاق السوء

  • 5/10/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في زمن الفضاء المفتوح والأصدقاء الواقعيين الذين يعرفهم الأهل، وغيرهم الافتراضيين والذين يعتبرون أشخاصا مجهولين وربما خطرين أيضا، مازالت قضية رفاق السوء قضية اجتماعية وتربوية تشغل أذهان المربين والتربويين والآباء، وتسبب لهم دائما نوعا من الخوف على أبنائهم والبحث عن وسائل كثيرة لحماية الأبناء من رفاق السوء حتى أن بعض الأسر تضطر إلى الانتقال من سكنها بحثا عن مكان آخر أكثر أمنا واطمئنانا خوفا على أبنائها. وتقول الدكتورة أميمة عزيز المستشارة التربوية في المركز القومي للبحوث التربوية في مصر: أهم ما يمكن أن نولي اهتمامنا له هو التربية والتنشئة الصحية للابن أو الفتاة داخل الأسرة؛ فالشخصية الأخلاقية للطفل تتحدد في سن الثانية عشرة، وخلال هذه المرحلة يخضع لأي تأثير، حيث يجرب ويختبر طرقا مختلفة، إلا أن مبادئه الأخلاقية والتي تربى عليها داخل أسرته هي التي تتحكم في هذا التغير في شخصيته. وتضيف “إن كانت التربية قوامها الشعور بانتماء قوي للأسرة وتعزيز كل المواقف الإيجابية والعادات والسلوكيات في حياته كان محيط التأثير الخارجي عليه أقل، والعكس في ذلك صحيح”. وأوضحت عزيز قائلة “عادة ما يدرك الأطفال أن صديقا بعينه أو جماعة ما لها تأثير سيء عليهم، لكنهم يستمرون في علاقتهم هذه لعدة أسباب كالاهتمام الخاص والشعور بالانتماء الذي يحصلون عليه مع هذا الصديق أو شلة الأصدقاء، والذي لا يجدونه في المنزل والشعور بالمرح والإثارة والتشابه في الاهتمامات الخاصة، أو الوضع أو المكانة الاجتماعية أو الحاجة المؤقتة للتمرد وتأكيد الاستقلالية على الوالدين أو انعدام الثقة بالنفس الذي يجعل الطفل يرتبط بأصدقاء أصغر أو أقبح أو أقل كفاءة منه”. ونبه الدكتور سعيد مصطفى أستاذ الدراسات النفسية إلى أنه يجب أن نحدد أولا من هم رفاق السوء؟ وأين يتواجدون؟ وهنا علينا أن نعلم أنهم حول أبنائك في كل مكان وقد يكون بعضهم من الأقارب وزملاء المدرسة أو المنطقة التي يسكن فيها، وهنا علينا أن نتعرف على أصدقاء أبنائنا ونتقرب منهم ونعرف شيئا عن عائلاتهم حتى نستطيع أن نكوّن عنهم فكرة واضحة. ولحماية الشباب من رفاق السوء ينصح مصطفى أن نكون أكثر قربا من أبنائنا ونتعرف على مشاكلهم ونتعرف على أصدقائهم، وكذلك يمكن دراسة احتياجات الشاب لتحديد تلك التي يحصل عليها من رفاق السوء كالإثارة أو المغامرة أو الشعور بالانتماء أو الاهتمام أو المكانة الاجتماعية وتدبير بدائل تسد هذه الاحتياجات، فإذا ما كان الشاب يهوى المغامرة يمكن تنظيم رحلات تخييم في البراري أو غيرها من الأنشطة التي يدخل فيها عنصر المغامرة.

مشاركة :