ميدل إيست مونيتور: السعودية الجديدة خطر على القضية الفلسطينية

  • 5/12/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال ثيمبيسا فاكود -الباحث بمركز الجزيرة للدراسات- إن صعود قيادة جديدة في المملكة العربية السعودية وانتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة أدى إلى تهميش القضية الفلسطينية، وابتعادها عن بؤرة الإعلام، وجعل جامعة الدول العربية والأردن ومصر وغيرهم أقل ارتباطاً بالفلسطينيين وقضيتهم، بما في ذلك المقاومة.وأشار الكاتب -في مقال بموقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني- إلى أن العرب كانوا وما زالوا مستقطبين في العديد من القضايا السياسية المتعلقة بمستقبل المنطقة، فعندما اندلع الربيع العربي في عام 2011، كانت قطر في مقدمة الدول التي أظهرت دعمها للثورات، لكن السعودية كانت لديها وجهة نظر مختلفة فيما يتعلق بإسقاط «الديكتاتوريين». وأضاف أن السعودية قدمت اللجوء السياسي للرئيس التونسي المعزول زين العابدين بن علي وعائلته، وكذلك الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، لافتاً إلى أن هذا هو الموقف السياسي المستقطب حول القضايا الرئيسية في العالم العربي. وتابع بالقول: «رغم هذا الاستقطاب، كان العرب بشكل عام متفقين في الماضي على الحق المشروع للفلسطينيين في مقاومة احتلال أرضهم من قبل إسرائيل، ورغم اختلافهم حول الشكل الذي يجب أن تتخذه المقاومة، فإن هناك إجماعاً ساحقاً على حق المقاومة، كما وفرت المقاومة الفلسطينية فرصة للعرب العاديين للتنفيس عن مظالمهم السياسية، وتحت راية المقاومة الفلسطينية في احتجاجات تضامنية، يمكن لمعظم الناس في العالم العربي التجمع فيها، والتظاهر بحرية». واستدرك الكاتب: «لكن انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، والصعود السريع لقيادة جديدة في السعودية، كان لهما تأثير كبير على المقاومة الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «ترمب نحى ما يسمى بعملية السلام إلى مكان هامشي في العملية السياسية، مع ما يترتب على ذلك من تحول في تركيز وسائل الإعلام، وهذا بدوره جعل جامعة الدول العربية والأردن ومصر وغيرهم أقل ارتباطاً بالفلسطينيين وقضيتهم، بما في ذلك المقاومة». واستطرد الباحث: «قدوم حاكم جديد بالمملكة، والتأييد الذي تلقته من الإدارة الجديدة لدونالد ترمب كان له تأثير سلبي على القضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن تعليقات الحاكم السعودي الجديد حول مستقبل فلسطين، والواقع في الشرق الأوسط ككل تهيمن الآن على المسارات السياسية الإقليمية، وصلاته بإسرائيل -التي يعتبرها كثيرون مركزية في علاقاته الدولية- عزلت الفاعلين السياسيين التقليديين والداعمين للمقاومة الفلسطينية في المنطقة. كما أشار الكاتب إلى أن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ذكرت أن القائد السعودي أخبر القادة اليهود في أميركا أنه في الواقع يجب على الفلسطينيين أن يصنعوا السلام مع إسرائيل أو «يصمتوا». واعتبر الكاتب أن هذا الكلام تحول كبير في السياسة الإقليمية المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية، وقد أثار غضب العديد من العرب، وليس أقلهم الفلسطينيين، ما وضع الكثيرين في حيرة بشأن ما سيحدث بعد ذلك. واختتم الكاتب مقاله بالقول: «إن ولي العهد السعودي حافظ على علاقة وثيقة مع جاريد كوشنر صهر ترمب والمستشار الخاص لشؤون الشرق الأوسط، بما في ذلك عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وهكذا فإن الإجماع الإقليمي منذ عقود حول فلسطين والمقاومة الفلسطينية قد تعرض لضربة خطيرة.;

مشاركة :