قال محمد بازي -أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك- إن قيام إدارة الرئيس دونالد ترمب بإنهاء أحد أهم عناصر المساعدة العسكرية الأميركية للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وهو إعادة تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود، هو جزء من رد البيت الأبيض على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ويلي نداءات لوقف إطلاق النار في الحرب الوحشية التي تشنّها الرياض وحلفاؤها ضد اليمنيين. وأضاف الكاتب -في مقال نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني- إن إنهاء إعادة التزود بالوقود في الجو للطائرات السعودية لا يكفي لوقف الصراع، فبالإضافة إلى تزويد الطائرات الحربية بالوقود وتقديم المساعدة الاستخبارية، قامت الولايات المتحدة ببيع الصواريخ والقنابل وقطع الغيار، لمساعدة الجيش السعودي في مواصلة حملة القصف. وأشار إلى أن الرياض تواجه الآن مزيداً من التدقيق تجاه أفعالها في اليمن، منذ أن قام عملاء سعوديون بقتل خاشقجي، مشيراً إلى أن الاحتجاج الدولي الذي أعقب الجريمة يجبر إدارة ترمب على إعادة النظر في تحالفها مع المملكة، وخاصة ولي العهد «القاسي الذي لا يعرف الرحمة الأمير محمد بن سلمان، مهندس حرب اليمن». واستدرك: «لكن دونالد ترمب ومساعديه الكبار أوضحوا أنهم ما زالوا يدعمون الأمير ولن يحاولوا عزله»، ورجّح الكاتب أن يأتي الضغط الأكثر حدة على السعوديين من الكونجرس الأميركي، حيث حاول كل من الديمقراطيين والجمهوريين تقليص المساعدات العسكرية الأميركية للسعوديين وحلفائهم. ورأى أنه مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي في 6 نوفمبر، سيتمكن المشرّعون الديمقراطيون من ممارسة رقابة أكبر على التدخل العسكري الأميركي في اليمن عندما يتولون السلطة في يناير. ولفت الكاتب إلى أنه قبل مقتل خاشقجي، أبدت إدارة ترمب القليل من الاستعداد للضغط على الرياض بسبب اليمن، وبعد مقتله كتب سبعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى مايك بومبيو، متسائلين عن قراره بالتصديق على أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يقومان بما يكفي لمنع وقوع إصابات بين المدنيين، واقترحوا فرض قيود على المساعدات العسكرية وصفقات الأسلحة المستقبلية. وقال الكاتب، إن القادة السعوديين يعتقدون أنهم يستطيعون تحمل رد الفعل الدولي على مقتل خاشقجي وحربهم في اليمن، مشيراً إلى أن إدارة ترمب تحاول احتواء الغضب من خلال الحد من بعض عناصر المساعدة العسكرية الأميركية، ولكن مع الحفاظ على مبيعات الأسلحة والسماح للحرب بالاستمرار. ورجّح الكاتب أن تقبل المملكة وحلفاؤها وقف إطلاق النار ومحادثات السلام، إذا أوضحت واشنطن أنها لن تدعم حرباً مفتوحة في اليمن. وختم بالقول: «إذا استمر ترمب في تجنب اتخاذ إجراءات قاسية ضد ولي العهد، سيتعين على الكونجرس أخذ زمام المبادرة بدلاً من ذلك».;
مشاركة :