لندن - كشفت جمعية طب الأورام السريرية في أستراليا أن التوقف عن ممارسة الرياضة بعد تشخيص المرض أو أثناء خضوعه للعلاج يقلل فرص مرضى السرطان للبقاء على قيد الحياة. ودعا بيان الجمعية -الذي شاركت فيه أكثر من عشرين منظمة تعمل في مجال السرطان- إلى دمج النشاط البدني في كل خطة علاجية للسرطان. ونقلت صحيفة “إندبندنت” الإنكليزية عن رئيس جمعية طب الأورام السريرية في أستراليا البروفيسور برو كورمي قوله إن الأدلة تشير إلى أن التوقف عن الرياضة من قبل الأشخاص المصابين بالسرطان مضر. وأضاف أن الرياضة تساعد على تخفيف الآثار الجانبية لعلاج السرطان، وتبطئ تقدم السرطان، وتزيد جودة الحياة، وتعزّز فرص البقاء على قيد الحياة. وقال البيان إنه يجب أن يستمر كل شخص مصاب بالسرطان في تحقيق أهداف النشاط نفسها التي توصي بها هيئة الخدمات الصحية الوطنية وغيرها من الهيئات الصحية الوطنية، بما في ذلك إمضاء 150 دقيقة من التمارين ذات الكثافة المعتدلة، أو 75 دقيقة من التمارين الرياضية المكثّفة كل أسبوع على الأقل. كما يجب أن تكون لدى المصاب أيضا جلستان إلى ثلاث جلسات من رفع الأثقال أو رياضات القوة التي تستهدف مجموعات العضلات الرئيسية كل أسبوع. الرياضة تساعد على تخفيف الآثار الجانبية لعلاج السرطان وتبطئ تقدم السرطان وتعزز فرص البقاء على قيد الحياة وتوصل باحثون ألمان ودنماركيون إلى أن ممارسة الرياضة عامل مهم من عوامل القضاء على الخلايا السرطانية. واكتشف العلماء أن لهرمون الأدرينالين دورا كبيرا في القضاء على الخلايا السرطانية. وأثبتت دراسة من جامعة ميونيخ أن الرياضة يمكن أن تكون عاملا مهما مساعدا على محاربة السرطان. في ألمانيا يعتبر مرض السرطان أحد أكثر الأمراض انتشارا، بل من الأمراض المسببة للموت عند التقدم في السن وأحيانا في أعمار مبكرة نسبيا. الدراسة التي أشرف عليها البروفيسور مارتن هاله من جامعة ميونيخ التقنية تقول إن الحركة مهمة جدا للقضاء على الخلايا السرطانية بعد الإصابة وقبلها. يقول هاله “عدم النشاط سبب من أسباب الإصابة بالسرطان”. ويضيف “كلما انتقلنا من حالة الخمول إلى النشاط، قلّ عدد الخلايا السرطانية في الجسم، حسب ما أوضحته نتائج الدراسة التي أجريت على الخلايا السرطانية”. وأوضح الموقع الألماني دويتشه فيله أن المطلوب من المصابين بالسرطان ليس ممارسة رياضات قوية وعنيفة ككرة القدم أو المصارعة، كي يضعف لديهم نمو الخلايا السرطانية؛ فلكل مريض يتم تحديد برنامج رياضي خاص يتعود عليه تدريجيا ويدفعه إلى المزيد من التحرك والنشاط. ويجب أن يكون البرنامج ملائما لمرحلة العلاج الكيميائي أيضا، حسب قول البروفيسور هاله. ونشر باحثون من الدنمارك تقريرا في مجلة “سيل ميتالبولزم” العلمية يفيد بأن التجارب التي أجريت على فئران أوضحت أن الفئران المصابة التي تتحرك على الدولاب الخشبي انخفض لديها عدد الخلايا السرطانية إلى النصف مقارنة بنظيرتها التي بقيت خاملة لا تمارس نشاطا معينا. والسبب، حسب الباحثين، يعود إلى ارتفاع نسبة هرمون الأدرينالين في الجسم، والذي ينشّط الخلايا المضادة ويرسلها إلى المناطق المصابة عن طريق الدم. ويعتقد العلماء الألمان أن مثل هذه العمليات موجودة أيضا في جسم الإنسان. وقد توصل الباحثون من خلال ما أجروه من تحليلات إلى أن الفئران النشطة تحمل جينات تدفع إلى النشاط وتساعد على عمل نظام المناعة في الجسم. كما وجدوا أن عدد الخلايا القاتلة للخلايا السرطانية وكريّات الدم البيضاء عند الفئران النشطة أكبر من عدد الخلايا والكريات لدى الفئران غير النشطة، وأن هذه الخلايا القاتلة تقوم بالقضاء على الخلايا السرطانية بعد انتقالها إليها عن طريق الدم. الإنهاك المزمن يصيب حوالي 60 إلى 80 بالمئة من مرضى السرطان بعد الخضوع للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي الذي يعد علاجا شاقا لم يكن مهمّا خلال الدراسة ما إذا كان الأدرينالين ينتج في الجسم عن طريق الرياضة أو يحقن في الفئران، فالنتيجة هي نفسها. لكن نتيجة مهمة خلصت إليها الدراسة أيضا، وهي أنه في حال منع هرمون الأدرينالين من العمل لن يقل عدد الخلايا السرطانية، سواء مارست الفئران الرياضة أو لم تمارس، أي أن الأدرينالين عن طريق الرياضة له دور رئيسي في القضاء على الخلايا السرطانية في الجسم. وقال الأطباء الألمان إن محاربة الإنهاك المزمن المصاحب للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي للسرطان تكون أكثر نجاعة عبر ممارسة الرياضة، لا سيما رياضات قوة التحمل، مثل السباحة وركوب الدراجات، وتمارين تقوية العضلات، وكذلك اليوغا ورياضة التاي تشي. وشددوا على أن مرضى السرطان بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي لإثارة الدوافع اللازمة لممارسة الرياضة، وأشاروا إلى أن تمارين الانتباه والتأمل يمكن أن تكون مفيدة في هذا الشأن أيضا. ويصيب الإنهاك المزمن حوالي 60 إلى 80 بالمئة من مرضى السرطان بعد الخضوع للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي الذي يعد علاجا شاقا. وكشفت دراسة حديثة قام بها الطبيب الرياضي فريرك باومان مع فريق من الباحثين، أن الرياضة والحركة وسيلتان لمعالجة الآثار الجانبية لمرض السرطان، فخلال إدارة هذا الطبيب لمجموعة البحث في أحد المعاهد الرياضية بمدينة كولونيا، لاحظ تحسنا ناتجا عن ممارسة الرياضة، كما لاحظ أيضا انخفاض معدل الجسيمات المسؤولة عن شيخوخة الخلايا وتحفيز الخلايا السرطانية. لكن الخطوة الأولى نحو ممارسة الرياضة من قبل من يعالجون من السرطان صعبة جدا، لأن العقبة الرئيسية هي الخوف، والشعور بعدم الطمأنينة. وتشير الدراسات إلى أن نشاط المصابين بالسرطان ينخفض إلى 30 بالمئة بعد اكتشاف المرض. وأكد باومان بحسب دويتشه فيله أنه يجب أن تكون طبيعة التمارين الرياضية التي يقوم بها المصاب ملائمة أيضاً لنوع الإصابة بالسرطان.
مشاركة :