جملة قرأتها تقول :نصبر إزاي ؟ زي ما بنصوم بالضبط ، القضية في يقين إن المغرب لازم هيأذنهذه الجملة جعلتني افكر ما هو الصبر وكيف يكون الصبر وهل هناك انواع للصبر ام هو صبر واحدالصبر هو احتمال وضع وحياة تكرهها مفروضه عليك ولم تكون لك الاختيارية لهذه الحياة التي تحياها والسبيل الوحيد لتغيير هذه الحياة سيكون على حساب التخلي عن اخلاق ومبادئ تؤمن بها.لذلك وضع الله بين شهور السنة شهرًا واحدًا لنسير على صراط الروح ، نتجنب فيه زينة الدنيا و نكمم فيه أفواه الجسد الصارخة لعلنا نتذكر ما فاتنا ، لعلنا نستفيق على حقيقة أن رمضان ليس مجرد شهر عابر نربط فيه على بطوننا و نتحمل كارهين إلى أن ينتهي في سلام.إنما رمضان أسلوب حياة و قاعدة راسخة لمن يريد أن يعلو بذاته إلى المعرفة الخالصة بالله ، لمن يبتغي الحصول على جوهر الحكمة المكنونة في ثنايا الفروض المنزلة من الإله الحكيم.إن أفضل الصبر الصبر الجميل الذي ذكره الله عز وجل في قصة يعقوب وابنه يوسف الصدّيق، وما حل به من فقده ليوسف وأخيه بنيامين، لكنه مع ذلك كله صبر صبرًا جميلًا لم يشْكُ فيه ربه لأحد، بل كان يكتفي ببث حزنه وضيقه إلى ربه حتى فقد بصره، ولم يكن من دعائه سوى ما رواه الله عنه في كتابه العزيز، حيث قال الله: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون"، دعاء عظيم من يقين راسخ لا تزلزله الحوادث أو تذهبه، ورغم ألم الفقد وشدة الشوق التي كادت أن تقتل يعقوب إلا أنه استمر في دعائه إلى أن رد الله عليه يوسف وأخاه وما أعقبه من رجوع بصره، الذي ما كان سيجزى به لولا صبره وشكره ورضاه بما كتب الله وقدر، إذ إن الله لا يقضي الأمور عبثًا إنما لحكمة وحده مَن يعلمها.الصبر هو السبيل لتحقيق المراد مع الثقة بالله عز وجل، فهذا زكريا (عليه السلام) بلغ به العمر مبلغه حتى جاوز التسعين بلا ولد ولا سند لكنه مع ذلك استمر يدعو الله في دعاء له خفي حتى لا تسمعه الناس فتلوم عليه ذلك؛ إذ كيف به هذا وقد بلغ من الكبر عتيًا، ورغم ذلك كله استمر زكريا يلهج بحاجته إلى ربه الذي أمره ما بين الكاف والنون إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون، حتى سمع الله النداء وكان الجواب: "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى"، وتمت البشارة وتحقق المطلوب بل وأكثر، فالصبي الذي انتظر سيكون نبيًا بعد ذلك، ثم ما زلزل به زكريا بإقدام بني إسرائيل على قتل يحيى وما قاموا به بتقديم رأسه على طبق لبغي من بغاياها، ومع هذا كله وجدناه صابرًا محتسبًا أمره لله وحده.وبذلك نجد بأن الصبر دأب الأنبياء والمرسلين من قبل ومن بعد، فالصبر عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه فيرضى بما قسم الله له راجيًا منه المغفرة والرفعة والخير الجزيل، وما للصبر من أجر عظيم في الدنيا والقبر الآخرة، ففي الدنيا يعطيه الله خيرًا مما أُخذ منه، أما في قبره فإن الصبر يأتي شفيعًا لصاحبه ويمنع عنه العذاب، حتى إذا ما جاء ويوم القيامة وفّاه الله جزاء صبره فأسكنه فسيح جنته. ولعل من ذلك كله وجدت ان الصبر هو كلمة السر ومفتاح الفرج .
مشاركة :