متحف قصر محمد على أحد قصور العهد الملكى فى مصر ذات الطابع المعمارى الخاص، ويُعد القصر تحفة معمارية فريدة كونه يضم فى معماره مجموعة من طرز الفنون الإسلامية بمختلف أنواعها بين الفاطمى والمملوكى والعثمانى والأندلسى والفارسى والشامى والتى تتزين من كل جوانبها بالآيات القرآنية والزجاج المزخرف بالألوان والرخام المشغول. وتعلو مدخل القصر عبارة مكتوبة بخط واضح ومضمونها كالآتى: «أنشأ هذا القصر الأمير محمد على نجل محمد توفيق إحياءً للفنون الإسلامية وإجلالاً لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفى، وتم ذلك عام ١٣٤٨ من الهجرة». بدأ بناء القصر عام ١٩٠١، على مساحة ٦١٧١١ متراً² منها ٥٠٠٠ متر تمثل مساحة المبانى. ويشتمل القصر على ثلاث سرايات هى سراى الإقامة، وسراى الاستقبال، وسراى العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات. كان القصر ملكاً للأمير محمد على الابن الثانى للخديوى توفيق، وشقيق الخديوى عباس حلمى الثانى، والذى شغل منصب ولى العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش فى الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولى ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية. اختار أرض القصر الأمير محمد على بنفسه، وأنشأ فى البداية سراى الإقامة ثم أكمل بعدها باقى السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، والإشراف على البناء، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف. سراى الاستقبال كان الغرض منها استقبال الضيوف الرسميين، وتحتوى على تحف نادرة منها سجاد وأثاث ومناضد عربية مزخرفة، وتتكون السراى من طابقين، الأول يضم حجرة التشريفة لاستقبال الشخصيات الرسمية وكبار رجال الدولة والسفراء وحجرة استقبال كبار المصلين مع الأمير فى مسجده بالقصر، والثانى العلوى يضم قاعتين كبيرتين صممت إحداهما على الطراز المغربى حيث كسيت جدرانها بالمرايا والبلاطات القيشانى، أما القاعة الأخرى فصممت على الطراز الشامى حيث كسيت الجدران ومعها السقف بأخشاب عليها زخارف هندسية ونباتية ملونة دقيقة التنفيذ بجانب كتابات قرآنية وأبيات من الشعر. سراى الإقامة هى السراى الرئيسية وأول المبانى التى تم تشييدها، وكانت مقرًا لإقامة الأمير وتتكون من طابقين يصل بينهما سلم دقيق الصنع. الطابق الأول يضم بهو النافورة، حجرة الحريم، الشكمة، حجرة المرايات، حجرة الصالون الأزرق، حجرة صالون الصدف، حجرة الطعام، حجرة المدفأة، ومكتب ومكتبة الأمير. وتختلف قاعات السراى فيما بينها بالنسبة للزخارف والمقتنيات من تحف ومعروضات ما بين أثاث وسجاد وصور ولوحات زيتية ومجوهرات، وتعتبر السراى متحفاً لأنواع البلاطات القيشانى التركى، وملحق بها برج يطل على أهم معالم القاهرة والجيزة سراى العرش تتكون السراى من طابقين، السفلى ويطلق عليه قاعة العرش، وهو عبارة عن قاعة كبيرة بها طاقم خشبى مذهب من الكنب والكراسى المكسو بالقطيفة، وبها صور كبيرة لبعض حكام مصر من أسرة محمد على، بجانب صور لمناظر طبيعية من القاهرة والجيزة، وكان الأمير يستقبل ضيوفه فى هذه القاعة فى المناسبات مثل الأعياد. أما الدور العلوى فمكون من قاعتين للجلسات الشتوية، وحجرة نادرة مخصصة لمقتنيات إلهامى باشا وهو جد الأمير محمد على لأمه، ويطلق عليها حجرة الأوبيسون لأن جميع جدرانها مغطاة بنسيج الأوبيسون الفرنسى. القاعة الذهبية ويُطلق عليها صالون الوصاية، وكانت تستخدم للاحتفالات الرسمية، ورغم خلوها من التحف إلا أنها تُعد تحفة فنية قائمة بذاتها لما نقش على جدرانها وسقفها من زخارف نباتية وهندسية مذهبة غاية فى الدقة. ونقل الأمير محمد على هذه القاعة من منزل جده إلهامى باشا والذى شيدها أساساً لتليق بشرف استقبال السلطان عبدالمجيد الأول الذى حضر لتكريم إلهامى باشا بعد انتصاره على الإمبراطورية الروسية فى حرب القرم. وأطلق عليها القاعة الذهبية بسبب تنفيذ زخارف جميع جدرانها وسقفها بالذهب على طراز الركوكو العثمانى والأعمدة على شكل نخيل ذات لمسة مصرية. المسجد شُيد المسجد على الطراز العثمانى ويعتبر من المنشآت المتميزة معمارياً وفنياً، ويتكون من إيوانين، نفذ سقف الإيوان الشرقى على شكل قباب صغيرة من الزجاج الأصفر فيما حلى الإيوان الغربى بزخرفة شعاع الشمس، أما المنبر والمحراب فمنفذان بالذهب فيما كسيت الجدران ببلاطات قيشانى على بعضها كتابات. برج الساعة شُيد على نمط الأبراج الأندلسية والمغربية التى كانت تستخدم للمراقبة وإرسال الرسائل بواسطة النار ليلاً والدخان نهاراً وأُلحق بها ساعة كبيرة، كتب علي البرج بالخط الكوفى، ويحتوى على ساعة من نفس طراز الساعة المثبتة فى واجهة محطة مصر، لكن مع اختلاف العقارب، حيث تتميز ساعته بأن عقاربها على هيئة أفاعى.