في عالمنا اليوم الذي بين أيدينا وفي أجهزة جوالاتنا وصفحات تواصلنا الاجتماعية أمثلة كثيرة نمر عليها من خلال مشهد حي أو قصة مصورة أو موقف مباشر ونحو ذلك، تثبت لنا أن: هناك نماذج من مشاهير الفن العالمي وقفوا بجانب مجاهيل الناس عندما علموا بأن لديهم (حالة اكتئاب) بل ودعموهم وأخرجوهم من دائرة الذعر لفسحة الضوء.بعض هذه الأمور حصلت في مسابقات الغناء وفي ميادين الشعر وفي حلقات الموسيقى وفي مجال الرياضة، وغير ذلك كثير.هم اقتنعوا بأن في مجالهم الذي يمارسونه فرصة سانحة نحو مسؤولية اجتماعية تجاه الإنسان أيا كان دون تصنيف ولا عنصرية سوى هدف نبيل هو مساهمة في صحة نفسية لحياة إنسان ما.نحن في مجتمعاتنا المسلمة والعربية ورغم ملكيتنا لمادة روحية عظيمة من ربنا تعالى هي قرآنه، لا يعنينا من قريب ولا من بعيد أن: - نمارس مهنية علمية في اكتشاف حالات الاكتئاب.- نتعامل مع المكتئب بموضوعية معالجة وتحسين.- نستقطب من يحتاج لدعم معنوي وإتاحة فرصة.- نتفهم حالة الاكتئاب ونتماشى معها كعارض ويزول.- نعلم أننا مصابون بحالة اكتئاب. ما وجدت منذ وعيت على هذه الدنيا مثالا عربيا أخرج نفسا بشرية من حالة اكتئاب أو ساعد في ذلك بنفس مجاله دون أن تختلط الأمور بين أهل التخصص وأهل الخير وأهل الدجل.بمجرد أن تصاب بحالة اكتئاب: - تجد نفسك داخل نفسك.- تجد نفسك في عين من يراك ذا جرب.- تجد نفسك دون معين.- تجد نفسك في مرمى سهام الأسئلة الاستفزازية.- تجد نفسك في فقر شديد أن يفهمك أحد.- تجد نفسك - بغير مال - لن يتفهم ما بك إنسان.- تجد نفسك مصنفا في قائمة (مرضى نفسيين).- وإن داعبوك قالوا: نفسية.. الله يحفظنا. متى يكون في مجتمعنارعاية وعناية ليس بالصحة النفسية بل (بالرعاية النفسية) ليس بمهرجان ولا زبرقة ولا يوم يقص شريطه سعادته أو حضرتها ولا ملصقات ذات ألوان ولا باستعراض في الفيس بوك ولا تويتر ولا بتدليس من مؤسسات تدعي التطوع ولا جهات تصبغ فشلها بألوان معارض.فقط نريد مجتمعا يتفهم (حالة الاكتئاب)، ورب الكعبة بعض المصابين بحالة الاكتئاب يحتاجون فقط لمن يسمع لهم بنَهم واهتمام دون فلسفة نصح ولا تصنع إرشاد.وبعضهم فقط يحتاجون لثقة أننا نقدر ما بهم ونتفهم وضعهم. وبعضهم فقط يحتاج لمن يبكي معه.وبعضهم فقط يحتاج لأن تثني عليه إذا أحسن في أي شيء ولو بكلمة (وااااااو). وبعضهم يحتاج فقط أن نبتسم في وجهه.لكن الطامة الكبرى أن الكل يمارس وصاية على الكل.
مشاركة :