حكايات مجهولة.. عبيد وغلمان يهزون عرش سلطان المماليك

  • 5/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا أحد يغفل الرقيق الأبيض الذين وصلوا إلى مصر فى عهد الدولة الأيوبية، حتى وصلوا إلى الحكم على يد الملكة شجرة الدر، ثم كان عصرهم الذى حفل بالعديد من الحوادث التى شغلت صفحات التاريخ وشغلت الباحثين فاشتهروا بالقتل والفتك فيما بينهم فضلا عن فروسيتهم فى ميدان القتال. والتاريخ لا ينسى شجاعة السلطان الغورى فى التصدى لغزو سليم الأول العثمانى، ويؤرخ لتلك المرحلة كتاب فى غاية الأهمية وهو من الذخائر النفيسة وهو كتاب «آخرة المماليك» لابن زومبل الرمال، وهو رجل منجم يعمل بضرب الرمل لاستطلاع المستقبل، كان شاهدا على تلك الأحداث فسجلها بطريقة غاية فى الروعة تثبت شجاعة المماليك فى الدفاع عن مصر التى تربوا فيها وشعروا بأنها وطنهم. والمتأمل لتلك الآثار الباقية من البنايات حيث القصور والقلاع والمساجد والمدارس يجد طرازًا معماريًا فريدًا يبرهن على تطور مصر ونهضتها فى الفنون على غاية كبيرة، والمتاحف تضم مخطوطات لمصاحف تم كتابتها وتلوينها ونقشها وتزيينها فى العهد المملوكى فى منتهى الجمال والروعة. وساد فى العصر المملوكى حالات كثيرة من الفوضى فنهب الجنود الأسواق، واستغل المحتسب منصبه فى جمع المال، وجمع كل مملوكى حوله مجموعة من الفرسان الشجعان ليجعل من كلمته قوة ولها سلطة، فى ذلك حدث وقائع كثيرة منها واقعة مؤلمة لكنها طريفة فى ذات الوقت، فالمقريزى شيخ المؤرخين يحكى أن طائفة من العبيد والغلمان توجهوا بخيول أساتذتهم لمكان ما، فأحبوا أن يلعبوا فاختاروا من بينهم سلطانا عليهم ورتبوا له أرباب الدولة والوظائف، ونصبوا له كرسيا بدلا من عرش السلطنة، وصار يحكم فيهم بما شاء دون أن يرده أحد، حتى اعترض عليه أحد العبيد، فاحتشدا وتقاتلا فانتصر الذى تسلطن، فقام بتوسيط المهزوم، والتوسيط عقوبة عرفها المماليك وهى من أكثر الطرق بشاعة حيث يقسم فيها الجسد نصفين من الرأس، وهى طريقة يحذر بها الوالى اللصوص وقطاع الطرق والعربان أن إذا ظفر بأحدهم أوسطه، وأيضا طريقة تستخدم عقب إخماد الثورات والفتن فى البلاد، وحين بلغ الأمر أستاذن العبد المقتول فذهب للعبد السلطان وقبل أن يأخذ ثمن المقتول، وحين بلغ الأمر سلطان البلاد لم يفعل شيئًا سوى أن قال: هذا أمر فشار. يقصد كذب وغير مصدق. ولما انقضى الربيع تفرق العبيد وتركوا لعبتهم.

مشاركة :