ومضات من أحاديث قيادتنا في شهر رمضان المبارك (1)

  • 5/21/2018
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

نحمد الله العلي القدير الرحيم الكريم الذي أكرمنا وأمة الإسلام قاطبة ببلوغ شهر رمضان المبارك، الشهر الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن كتاب المسلمين ودستورهم الروحي ومصدر فكرهم وإعجازهم العلمي الذي لا يأتيه الباطل أبدا، فقد قال تعالى في كتابه العزيز (شهر رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185]. انه شهر الطاعات والمكرمات، شهر التوبة والمغفرة والعمل الصالح. شهر نعجز عن أن نعدد مكارمه. وفي مملكتنا الحبيبة لهذا الشهر الفضيل مكرمة اخرى نشأت في رحم التقاليد البحرينية الخالدة وحرص جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على استمرارها ورعايتها، ألا وهي ظاهرة المجالس الرمضانية والتزاور بين روادها، مسؤولين ومواطنين ومقيمين وضيوف على المملكة، بدءا من جلالة الملك المفدى، وما يدور فيها من احاديث ودية وتحاور بمختلف شؤون المواطنين والبلاد، من دون قيود أو بروتوكولات دبلوماسية أو غيرها من المحددات، سوى تلك التي تنبع من اخلاقنا وعرف مجالسنا، حوارات نابعة من القلوب المفعمة بالإيمان وحب الوطن والاخلاص والوفاء المتبادل بين الشعب والقيادة، حتى غدت مدرسة في التواصل والانفتاح بين القيادة والشعب، وآلية ديمقراطية جديدة تتفوق في كثير من معطياتها على الآليات الديمقراطية التقليدية، بما يعزز وحدتنا ونجسر الفجوة بين اختلاف مرئياتنا، لتعم الفرحة والسرور والازدهار ربوع وطننا بهذا الشهر الفضيل، حتى ان طقوسنا في هذا الشهر ودورها في ترسيخ وحدة اهلنا وسموهم وترابطهم وتكاملهم مثار اعجاب واعتزاز الامة العربية والإسلامية، فما إن يذكر اسم البحرين حتى تذكر مجالسه الشعبية وتفاعل قيادته مع تلك المجالس وحرصها على استمرارها. وكما اعتدنا في السنوات الماضية على متابعة وتحليل احاديث قيادة البلاد في الشهر المبارك نتواصل هذا العام بذات النهج لما تمثله هذه الاحاديث من محطات عفوية صادقة لمراجعة مسيرتنا الناهضة واستشراف لمستقبلنا الزاهر مبتدئين بتقديم أطيب التهاني وأسمى التبريكات بالشهر المبارك لجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد رعاه الله وسدد بالخير خطاه، ولصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء اطال الله في عمره وحفظه مجدا وعزا للوطن، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء سلمه الله وأعانه للانطلاق بمسيرة النهضة والتنمية نحو افاق المستقبل المنشود، ولشعب البحرين الوفي، ونسأل الله في علاه ان يعيده على الجميع والبحرين قيادة وشعبا ووطنا في عز وأمن راسخ وارتقاء متواصل نحو المجد والتقدم، وأمتنا العربية والإسلامية قد خرجت من كبوتها الراهنة. وقد ابتدأ مراسيم الاستقبالات في الشهر الفضيل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في قصر الصخير مساء يوم الخميس الأول، غرة رمضان المبارك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حيث استقبل كبار أفراد العائلة المالكة وعددا من الوزراء والمسؤولين في الدولة، والمواطنين والسفراء العرب والاجانب، حيث بادلهم جلالته اجمل التهاني والتبريكات وأطيب التمنيات بحلول شهر رمضان المبارك. وقد رحب جلالة الملك المفدى بضيوفه، معربا عن تقديره لهم جميعا ومذكرا إياهم بفضل شهر رمضان المبارك فهو «شهر تتجلى فيه أسمى قيم التواصل والتكافل الاجتماعي بين الجميع»، مؤكدا تقديره واعتزازه بالجهود المخلصة لرجالات البحرين وأبنائها الكرام وإسهاماتهم الفاعلة في دعم مساعي التنمية والبناء في كل مجالات العمل الوطني»، كما أكد جلالته على أن «أبناء البحرين كانوا دائمًا وسيبقون بعون الله تعالى مثالاً للأسرة الواحدة المتكافلة والمتضامنة، وستبقى مملكة البحرين واحة للأمن والاستقرار ووطنًا للتعايش والتسامح يمد جسور التواصل مع كل الحضارات والثقافات». إن هذه الثقة المطلقة التي يبديها عاهل البلاد بشعب البحرين هي قاعدة اليقين في امن واستقرار البلاد وتنامي رفاهها. وعلى ذات الرؤية جاء حديث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين اثناء زيارته مساء يوم الجمعة الثاني من رمضان المبارك لمجلس الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية حيث أكد أن للمجالس الشعبية «دورا مهما في ترسيخ التواصل الاجتماعي وروح الإخاء والمحبة التي استلهمها المجتمع البحريني من جوهر الدين الإسلامي الحنيف والمبادئ الوطنية الثابتة»، وأبدى سموه سروره لما يلقاه في مجالس أهل البحرين العامرة من الحضور من تواصل وتفاعل واستمراريتها كعادة أصيلة متوارثة. وفي ختام حديث سموه أعرب سموه عن «شكره وتقديره لجهود وزارة الداخلية ومنتسبيها وإسهامهم في الحفاظ على أمن وسلامة الوطن». حفظ الله البحرين خليفية خليجية عربية مسلمة. ‭{‬ أكاديمي وخبير اقتصادي

مشاركة :