إن «اللقاءات مع رجالات البحرين وأبنائها الأوفياء خلال شهر رمضان المبارك تأتي في إطار العادات العربية الأصيلة للتواصل والتلاحم وتعزيز قيم الترابط الاجتماعي الوثيقة التي يتميز بها المجتمع البحريني منذ القدم». بهذه الكلمات السامية اختصر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى العلاقة بين الاصالة والتراث والمعاصرة وذلك اثناء استقباله المهنئين من ابناء المحافظة الجنوبية في مساء يوم الاحد 20/ مايو/2018، حيث يقصد بالأصالة تأكيد الهوية والوعي بالتراث، فيما يمثل التراث محصلة النتاج الفكري والمادي للحضارات السابقة، والتي يتم توريثها من السلف للخلف، وهي نتاج سلوك وتجارب الآباء والاجداد ورغباتهم وأحاسيسهم وممارساتهم الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والادبية والفلكلورية، ليس هذا فحسب، بل تمتد لتشمل جميع النواحي المادية والوجدانية للمجتمع من فلسفة ودين وفن وعمران وتراث فلكلوري واقتصادي وغيرها، وكلما كان التراث اصيلا وساميا كلما امتد وانتقل من جيل إلى جيل مخترقا المكان والزمان، لذا فإن الشعوب الحية تتمسك بتراثها تمسكها بتاريخها الحافز وهويتها الوطنية الشاملة، وتحرص على ان يكون ذلك نهجا يستقي منه الأبناء الدروس ليعبروا بها من الحاضر إلى المستقبل بكل ثقة واطمئنان، ويتضح ذلك بجلاء في ربط جلالة الملك المفدى إنجازات الحاضر بإرث الماضي المجيد حيث أكد جلالته في حديثه الثر لأبناء المحافظة الجنوبية «أن ما تشهده المملكة اليوم من بناء وتنمية هو ثمرة السياسات الحكيمة التي أرسى دعائمها الآباء والأجداد بجهودهم المخلصة وحبهم لوطنهم وتفانيهم في خدمته»، كما أكد جلالته أن «البحرين ستواصل مسيرتها في البناء والتطوير مستندة على إرثها الحضاري العريق وتطلعات أبنائها لمستقبل مشرق وتكاتفهم لتحقيق النجاح المنشود للنهضة الوطنية الشاملة، داعيًا الله عز وجل أن يعيد شهر رمضان المبارك على الجميع بالخير والبركة وعلى مملكة البحرين وأهلها الكرام بالأمن والازدهار»، وعليه فإن تمسك شعب البحرين بعاداته الرمضانية المتوارثة التي تقوي وتأصل العلاقات الاجتماعية بين أبنائه وقيادته في الوقت الحاضر وتمنحها تدفقا سنويا جديدا ضرورة قصوى حرص جلالة الملك رعاه الله على استمرارها ودعمها واحتضانها لأجل تعزيز الوعي بالتاريخ وحضوره الشعوري في الكيان الفردي والجمعي لأجيالنا الراهنة. والتصدي الوقائي لتداعيات بعض الافكار والابتكارات الفكرية والمادية كالعولمة وثورة المعلومات والاتصالات والتقنيات المعاصرة التي من نتائجها السلبية سيادة التقوقع الفردي وغلبة الانا والابتعاد عن الاخرين. وفي مساء الاربعاء الثالث والعشرين من شهر مايو 2018 استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى المهنئين من أهالي محافظة العاصمة، وأكد على أسماعهم الكريمة ذات المعاني الجليلة والدروس التي ينبغي ان تعتز بها مجالس البحرين الرمضانية حيث قال جلالته «إن شهر رمضان المبارك يعُد مناسبة طيبة تتعزّز خلالها قيم التواصل والمحبة والتآلف من خلال تبادل الزيارات الأخوية، وعقد المجالس الرمضانية التي امتاز بها أهل البحرين الكرام عبر تاريخهم العريق القائم على التكافل والتعايش والتسامح الإنساني». كما أكد جلالته على «أهمية تهيئة كل الظروف للجيل الجديد ليكون واعيا بمسؤولياته وواجباته تجاه وطنه وأسرته ومجتمعه، وليتمكن من البناء على ما حققه الآباء والأجداد من إنجازات حضارية وتاريخية»، وختم جلالته حديثه بدعوة الله عز وجل أن يحفظ البحرين ويديم عليها نعمة الأمن والأمان وأن يعيد شهر رمضان المبارك على أهلها بالخير والبركة. حفظ الله جلالة الملك رمزا لعز البلاد ووحدتها وأمنها واستقرارها، فجلالته صمام الامان لكرامة الشعب واستقرار الوطن وتقدمه، وتحية للشعب الوفي المتمسك بقيم الآباء والاجداد فهو العون والسند وهو الذي يجسد صلة الماضي بالحاضر، انه شعب اقل ما يقال عنه انه خير خلف لخير سلف حيث يفي بالوعد ويصدق العهد ويقف صفا واحدا خلف القيادة، وليس ذلك بمستغرب على اهل البحرين، فقد ورثوا هذا النبل من آبائهم وأجدادهم، وإنهم له لحافظون، وبالتالي فإنهم بارقة الامل وبوابة الغد الجميل التي يسعى جلالته إلى تأمينها لأجيالنا الراهنة والآتية لينعم الجميع بالأمن والمحبة والسرور والاستقرار في ظل عهد جلالته الميمون والمشروع الإصلاحي الثر وما يتبعه من إنجازات لا تقف عند حد.
مشاركة :