وقفات تحليلية لأحاديث قيادة البلاد في شهر رمضان المبارك (1)

  • 5/16/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في أبلغ وصف للفضائل الاجتماعية لشهر رمضان المبارك في مملكة البحرين قول صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى: «إن أجمل ما في هذا الشهر المبارك، بعد صيامه وقيامه، هو بركات التواصل التي يحرص على إدامتها أهل البحرين الكرام، تجسيدا لقيمهم الأصيلة في التواصل والتراحم فيما بينهم، وإحياء عادات عريقة ألفناها بيننا ونجد فيها سعادة اللقاء، وفرحة التقارب والمودة»، ففي هذا الشهر المبارك، تكاد تتفرد مملكة البحرين بظاهرة انتشار جموع المواطنين والمقيمين بعد أداء صلاة التراويح في المجالس الرمضانية، وفي مقدمة تلك الجموع قيادة البلاد الحكيمة متمثلة في جلالة الملك المفدى ورئيس مجلس وزرائه الموقر، وولي عهده الأمين، وأفراد الأسرة الخليفية الكريمة والوزراء والنواب والشوريين والمسؤولين على اختلاف مستوياتهم الإدارية والمهنية. وبعد تبادل التهاني والتبريكات تتحول تلك المجالس إلى مؤتمرات تناقش شتى المجالات والانشغالات الشعبية إضافة إلى أنها محطات للذاكرة التاريخية للمواطنين تعزز من صلتهم ببعضهم وبقيادتهم الوطنية، حيث كانت هذه المجالس أحد أهم عوامل قوة مجتمعهم ولحمته منذ زمن طويل، فقد كانت منصة أجدادهم وآبائهم للقاء والتشاور واتخاذ القرارات. وزخرت المجالس بأعراف وتقاليد تجسد قيم أهل البحرين وموروثهم الحضاري، حتى أضحت بحق مدارس تتعلم منها الأجيال، ومن تلك الأعراف التي اعتاد عليها أصحاب المجالس وروادها أن يفتتحوا أحاديثهم بالإصغاء إلى إيجاز يقدمه كبار زوارهم من قيادة البلاد الحكيمة وشيوخ الأسرة الخليفية الكريمة، يمهد للمداخلات وتبادل المرئيات، وهو تذكير وتأكيد للثوابت الوطنية والتوجهات السياسية والاقتصادية المرحلية. وفي سلسلة من المقالات وكما اعتدنا في كل عام، في هذا الشهر الفضيل، نسجل وقفات تحليلية لأحاديث وتوجيهات وطروحات قيادة البلاد في المجالس الرمضانية مبتدئين بتهنئة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للمواطنين والمقيمين، حيث وجه جلالته رسالة نصية على هواتفهم ليلة الأول من رمضان جاء فيها «نهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك، وكل عام وأنتم بخير، سائلين الله أن يحفظكم ويحفظ وطننا الغالي»، وهذه مبادرة عزيزة أثلجت صدور المواطنين والمقيمين، وعبرت أصدق تعبير عن محبة القائد حفظه الله ورعاه لشعبه وضيوفه الكرام. وفي مساء اليوم الأول من رمضان استقبل جلالته في قصر الصخير بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، كبار المسؤولين بالمملكة. حيث رحب في كلمة سامية بالمهنئين بشهر رمضان بقوله «يسعدنا أن نهنئكم بقدوم شهر رمضان المبارك (الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، وندعو الله بمناسبته الفضيلة أن يعيده علينا جميعا بالخير والبركات، شاكرين ومقدرين لكم مشاعركم الطيبة ودعواتكم الصادقة بحلول شهر الخير والإحسان». ثم أكد جلالته خصوصية استقبال الشهر الكريم في مملكة البحرين بالقول «في هذه الليالي المباركة تتجلى أسمى قيم التواصل والتكافل الإنساني بين الجميع على أرض البحرين، أرض الحضارة والريادة، سيرا على نهج الآباء المؤسسين ومواصلة الأبناء الأوفياء، مشكلين بذلك هوية وطنية جامعة ذات أصالة راسخة في عمق التاريخ» نعم هكذا هي البحرين كانت ولم تزل وستبقى برعاية الله جل في علاه، وسعي قيادة البلاد الحكيمة إلى الحفاظ على إرثها التاريخي الإسلامي المميز. وقد حرص جلالة الملك المفدى على تأكيد مواقف البحرين الثابتة من العمل مع أشقائها لما فيه خير المنطقة وأمنها واستقرارها، حيث أكد «التزام مملكة البحرين بمواقفها الراسخة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، المتمثلة في اتخاذ جميع الخطوات والإجراءات لصون أمن واستقرار المنطقة، وعلى رأسها أن تقوم قطر بوقف دعم وتمويل الإرهاب، وأن تفي بالشروط التي تم الإعلان عنها ونصت عليها الاتفاقيات التي أبرمت في هذا الإطار، وكل ما تزامن معها من مطالب عادلة». وعرفانا بالموقف الأخوي الصادق للمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات ودعمهم المتواصل لمملكة البحرين، فقد توجه جلالته بالشكر والتقدير، على دعمهم المستمر لجهود التنمية بمملكة البحرين، وهو ما يجسد عمق الروابط الأخوية التاريخية المستندة على وحدة الصف والمصير المشترك. كما أعرب جلالته عن الشكر والتقدير «لما تقوم به السلطة التشريعية من عمل دؤوب وجهد مقدر بتعاونها المستمر مع الحكومة، ويأتي إقرار مجلس النواب للميزانية العامة اليوم وما تم قبله من اجتماعات وتبادل للآراء، مؤكدا ومجسدا ثبات سياسات وخطى مملكة البحرين في سبيل ترسيخ أركان دولة المؤسسات والقانون». حفظ الله جلالة الملك الذي يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يجزِّئ، يقول ما ينبغي أن يقال، وفي قوله يتجسد العدل ويضيء الحق، وتتلاحم النفوس قبل الأيدي، وتلتقي المشاعر والعقول قبل الأبدان، وحفظ الله شعب البحرين، شعبا مخلصا أمينا وفيا، وإلى محطة أخرى بمقال آخر بعون الله وتوفيقه. ‭{‬ أكاديمي وخبير اقتصادي

مشاركة :