طرائف من التراث.. "طفل مرو البخيل" "8 - 30"

  • 5/25/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر الأدب العربي بأعمال تمزج بين التحليل الاجتماعي والنفسي والطرافة، ومن أشهر تلك الأعمال التراثية كتاب "البخلاء"، لـ "الجاحظ"، ذلك الكتاب الذي روى فيه عن البخلاء الذين قابلهم، وعرفهم في بيئته الخاصة التي عاش بها، خاصةً في بلدة "مرو" عاصمة خراسان، وصور من خلاله هؤلاء البخلاء تصويرًا واقعيًا وحسيًا على نحو فكاهي طريف، فأبرز للقرّاء حركاتهم، ونظراتهم القلقة أو المطمئنة، ونزعاتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم، وكشف المواضيع التي تدور حولها مختلف أحاديثهم، وعكس نفسياتهم وأحوالهم جميعًا، ولكنه في النهاية يدفع القاريء إلى التعاطف معهم رغم كل أوصافه. يقول الجاحظ في قصة "طفل مرو البخيل": عندما سمع أحمد بن رشيد حديث ديكة مرو البخيلة من ثمامة قال: كنت عند شيخ من أهل مرو، وله صبي صغير يلعب بين يديه، فقلت له، إما عابثًا، وإما مُمتحنًا: أطعمني من خبزكم حياك الله، أجاب: لا تريده هو مر، فقلت: فاسقني من مائكم، أجاب: لا تريده هو مالح. قلت: هات لي من كذا وكذا قال: لا تريده هو كذا وكذا، إلى أن أعددت أصنافًا كثيرة، فضحك أبوه وقال: ما ديننا؟ هذا من علمه ما تسمع؟ يعني: أن البخل طبع فيهم وفي أعراقهم وطينتهم.

مشاركة :