طرائف من التراث.. البخيل والمصباح

  • 6/1/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر الأدب العربي بأعمال تمزج بين التحليل الاجتماعي والنفسي والطرافة، ومن أشهر تلك الأعمال التراثية كتاب "البخلاء" لـ"الجاحظ".ذلك الكتاب الذي روى فيه عن البخلاء الذين قابلهم، وعرفهم في بيئته الخاصة التي عاش بها، خاصةً في بلدة "مرو" عاصمة خراسان، وصوّر من خلاله هؤلاء البخلاء تصويرًا واقعيا وحسيا على نحو فكاهي طريف، فأبرز للقرّاء حركاتهم، ونظراتهم القلقة أو المطمئنة، ونزعاتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم، وكشف المواضيع التي تدور حولها مختلف أحاديثهم، وعكس نفسياتهم وأحوالهم جميعًا، ولكنه في النهاية يدفع القارئ إلى التعاطف معهم رغم كل أوصافه.وفي إحدى حكايات الجاحظ يقول: خرج أحد البخلاء رفقة ابنه في المساء لقضاء السهرة عند أحد الأصدقاء، وفي منتصف الطريق عرف الرجل أن ابنه نسى المصباح مضيئًا ولم يطفئه عند مغادرة المنزل، فالتفت إليه وقال: لقد خسرنا بإهمالك هذا درهمًا، وأمره بالعودة إلى المنزل ليطفئ المصباح. استجاب له الولد وعاد إلى المنزل فأطفأ المصباح، ثم رجع إلى أبيه، فتوجه له أبوه قائلا: إن خسارتنا هذه المرة أكبر من خسارتنا في المرة السابقة، فقد أبليت من حذائك ما يساوي درهمين. فأجاب الولد قائلا: اطمئن يا أبي، فقد ذهبت إلى المنزل وعدت حافيًا.

مشاركة :