طرائف من التراث.. القاضي البخيل

  • 5/30/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر الأدب العربي بأعمال تمزج بين التحليل الاجتماعي والنفسي والطرافة، ومن أشهر تلك الأعمال التراثية كتاب "البخلاء" لـ"الجاحظ".ذلك الكتاب الذي روى فيه عن البخلاء الذين قابلهم وعرفهم في بيئته الخاصة التي عاش بها، خاصةً في بلدة "مرو" عاصمة خراسان، وصور من خلاله هؤلاء البخلاء تصويرًا واقعيا وحسيا على نحو فكاهي طريف، فأبرز للقرّاء حركاتهم، ونظراتهم القلقة أو المطمئنة، ونزعاتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم، وكشف المواضيع التي تدور حولها مختلف أحاديثهم، وعكس نفسياتهم وأحوالهم جميعًا، ولكنه في النهاية يدفع القارئ إلى التعاطف معهم رغم كل أوصافه.ويروي الجاحظ إحدى الحكايات قائلًا: "كان جحا في نزهة مع أصدقائه، وبعد الطعام انصرفوا إلى بركة كبيرة يغسلون بها أيديهم، فحدث أن انزلقت قدم القاضي فسقط في البركة، فتسابق الرفاق لانتشاله قائلين: هات يدك، هات يدك، فلم يمد القاضي يده، فصاح بهم جحا: لا تقولوا له هات فإنه لم يعتد سماعها، ثم تقدم منه وقال: خذ، خذ يدي، فأخذ القاضي يده وأمسك بيد جحا ونجا!".

مشاركة :