الغارات المجهولة تربك نظام الأسد وحلفاءه في سوريا

  • 5/25/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - اتهم الإعلام الرسمي السوري وحزب الله اللبناني التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بشن غارات على مواقع عسكرية سورية في شرق البلاد فجر الخميس أدت إلى مقتل 12 عنصرا، الأمر الذي نفاه الأخير. وتشهد المنطقة تنافسا بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي ضد داعش والقوات الموالية للنظام التي استقدمتها إيران. وحصلت في الأشهر الأخيرة حوادث عدة بين التحالف وتلك القوات بالرغم من وجود خط لفض الاشتباك بين واشنطن وروسيا الحليفة الأخرى لنظام الرئيس بشار الأسد. ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” الخميس، عن مصدر عسكري سوري أن “بعض مواقعنا العسكرية بين البوكمال وحميمية (ريف دير الزور الجنوبي الشرقي) تعرضت حوالي الساعة الواحدة إلا ثلثا فجر الخميس لعدوان شنه طيران التحالف الأميركي بالتزامن مع تحشيدات لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية”. من جهتها قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله إنه في ساعة مبكرة من صباح الخميس استهدفت طائرات حربية تابعة للتحالف موقعين للجيش السوري في صحراء شرق سوريا. وأضافت الوحدة الموالية لدمشق أن الضربات وقعت قرب منشأة تي 2 للطاقة التي تقع قرب الحدود مع العراق وعلى بعد نحو 100 كيلومتر غربي نهر الفرات حيث يدعم التحالف قوات سوريا الديمقراطية على الأرض في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. ونفت وزارة الدفاع الأميركية في وقت لاحق استهداف التحالف لمواقع القوات السورية. وقال المتحدث باسم البنتاغون كون فوكنر “هذه المعلومات خطأ”، مضيفا “التحالف لم يوجه أي ضربات لمواقع الجيش السوري في شرق سوريا”. ويرى مراقبون أن هناك حالة من الغموض تلف المشهد السوري، فقد تعددت في الفترة الأخيرة الهجمات على مواقع النظام والعناصر الإيرانية الموالية له خاصة في وسط سوريا وشرقها، وكان الأخير ينسبها تارة إلى إسرائيل وأخرى إلى التحالف، دون أن تتبنى أي جهة رسمية ذلك. ولئن يشكل صمت إسرائيل أمرا مألوفا حيث أنها نادرا ما تبنت غارات جوية شنتها في سوريا، بيد أن عدم مجاراة التحالف في الفترة الأخيرة لاتهامات النظام يثير الكثير من التساؤلات، عن من يقف حقيقة خلف تلك الغارات المجهولة. وما يزيد المشهد ضبابية وفق المراقبين، هو التجاهل الروسي اللافت لتلك الضربات، فعادة ما كانت وزارة الدفاع الروسية تسارع في السابق لكشف من يقف خلف الهجمات على مواقع النظام، بالنظر لامتلاكها من القدرات العسكرية والاستخبارية التي تجعلها قادرة على كشف مصدرها. تعددت الهجمات على مواقع النظام والعناصر الإيرانية الموالية له خاصة في وسط سوريا وشرقها، دون أن تتبنى أي جهة رسمية ذلك ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 12 عنصرا من المسلحين الموالين للنظام غير السوريين في الغارات، مشيرا إلى أنها أسفرت أيضا عن تدمير ثلاث آليات. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “المنطقة المستهدفة جنوب مدينة البوكمال الحدودية مع العراق تعرضت مرات عدة لهجمات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتواجد عناصره في جيب قريب في البادية السورية”. وشنّ التحالف الدولي خلال الأشهر الماضية ضربات عدة ضد الجيش السوري والموالين له في المنطقة. وفي فبراير الماضي، أعلنت القيادة المركزية للقوات الأميركية عن مقتل أكثر من مئة عنصر من القوات الموالية للنظام في ضربات شنها التحالف في شرق دير الزور. واتهمت واشنطن وقتها النظام بمحاولة التقدم باتجاه منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردي شرق نهر الفرات، الذي يقسم المحافظة إلى قسمين. وتخوض قوات سوريا الديمقراطية بغطاء جوي من التحالف حاليا معارك ضد التنظيم المتطرف في جيب لا يزال يسيطر عليه شرق الفرات على الجهة المقابلة من مدينة البوكمال. وخسر التنظيم الجزء الأكبر من محافظة دير الزور في العام 2017، على وقع هجومين منفصلين، الأول قاده الجيش السوري بدعم روسي عند الضفة الغربية للفرات، والثاني شنته قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي شرق الفرات. وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سوريا، لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يتواجد سوى في جيوب محدودة موزعة ما بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد. وكثف تنظيم الدولة الإسلامية، وفق المرصد السوري، خلال الفترة الأخيرة هجماته ضد الجيش السوري في البادية انطلاقا من جيب يتواجد فيه بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) والمنطقة المستهدفة جنوب البوكمال. وقال عبدالرحمن إن “قوات النظام أرسلت الخميس تعزيزات إلى المنطقة خشية من هجوم للتنظيم المتطرف على مدينة تدمر وللتصدي لهجماته المتتالية”. وقتل 26 عنصرا من الجيش السوري والمسلحين الموالين له الثلاثاء إثر هجوم شنه التنظيم المتطرف ضد مواقعهم شرق مدينة تدمر. وأتى ذلك غداة خروج آخر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من أحياء في جنوب دمشق أبرزها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وانتقالهم بموجب اتفاق إجلاء إلى هذا الجيب الصغير الذي يسيطر عليه الجهاديون في البادية. وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن إلى أن “مقاتلين ممن غادروا اليرموك شاركوا في هذا الهجوم شرق تدمر”.

مشاركة :