لماذا توقف قطار التنمية الإدارية ؟ - يوسف القبلان

  • 9/10/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من قُدر له أن يزور بعض الدول العربية قبل عشرين سنة ثم يعود اليها الآن سوف يجد أنها لم تتغير ولم تتطور من حيث الادارة، والبنية التحتية، ومستوى النقل العام، ومستوى الخدمات بشكل عام وخاصة الخدمات الصحية والاجتماعية وعلى رأس القائمة مستوى التعليم الذى قد يفسر لنا سرعة السلحفاة في مسيرة التنمية والتطوير في البرامج والمشاريع المختلفة ومن أهمها برامج محو الأمية ومكافحة الفقر والجهل وتعزيز ثقافة العمل والانتاجية وتوفير فرص العمل. قد يعزو البعض هذا الوضع المتردي الى ضعف الامكانات المالية وهذا إسقاط غير واقعي وغير منطقي فهناك دول كان لديها امكانات مالية هائلة لكنها انشغلت بقضايا خارجية بعيدة عن احتياجات الوطن بل أضرت بالوطن، ودول أخرى أيضا لديها امكانات مادية وبشرية ومع ذلك لم تحقق التنمية المنشودة لأن أولوياتها غير محددة وصراعاتها السياسية أبعدت الكفاءات الادارية القادرة على احداث التغيير، ودول أخرى تحصل على اعانات خارجية لكن أثرها لا يلاحظ على أرض الواقع. إن الطريق الى التنمية الشاملة يمر عبر التنمية الادارية وحيث إن الحديث عن الدول العربية فلا بد من الاشارة الى المنظمة العربية للتنمية الادارية التى تأسست عام 1961 لكي تتولى مسؤولية التنمية الادارية في المنطقة العربية بما يخدم قضايا التنمية الشاملة. من أهداف هذه المنظمة وضع وتطوير استراتيجية قومية للتنمية الادارية في الوطن العربي، وتنمية الانسان العربي وتحرير قدراته الابداعية، واثراء الفكر الاداري العربي والممارسة الادارية العربية ودراسة ونشر التجارب الادارية المتميزة. تلك بعض أهداف المنظمة وهي أهداف جميلة لكن المسافة بينها وبين واقع الادارة العربية مسافة بعيدة فهناك فجوة لا تزال قائمة وهي فجوة ميدانية، ما يعني أهمية أن تعمل المنظمة على تقييم نتائج ما تقوم به وأن تفكر في التوجه نحو الأهداف العملية والتطبيق وتفعيل كل توصيات مؤتمراتها وندواتها واجتماعاتها المهنية السابقة كي تتحول الى ممارسات. وأخيراً نأمل من المنظمة مراجعة أهدافها بما يتفق مع الظروف والاحتياجات المتغيرة وقد قرأت ضمن أهداف المنظمة فقرة تقول : (اعتبار التطوير الاداري عملية مستمرة)، وفقرة أخرى تتكلم عن مساعدة الدول العربية على تعريب المصطلحات والمفاهيم والنماذج الادارية. ولا أعتقد أن مثل هذه الأهداف لها أولوية بل لا أظن أنها تنطبق عليها مواصفات الأهداف. أما الرؤية الاستراتيجية للمنظمة فهي رائعة لأنها تتحدث عن تعزيز الجودة والشراكة مع القطاع الخاص ومعاهد التنمية الادارية والانفتاح على المنظمات العالمية . وهذا يجعلني أقول إن المنظمة تتطور من الداخل ولكن هذا التطوير لا ينعكس على واقع الادارة العربية. واذا كان هذا الافتراض صحيحا فليت المنظمة توضح أسباب ذلك، أما اذا لم أوفق في هذا الاستنتاج فاني أعتذر للمنظمة وننتظر منها تفعيل التواصل مع المجتمع العربي للتعرف بوضوح على الانجازات العملية التى ساهمت وتساهم في تحقيق التنمية الادارية.

مشاركة :