حالة إدارية قاتلة! - يوسف القبلان

  • 10/19/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

وهي في الحقيقة حالة إنسانية بل مأساة على مستوى العائلة والمجتمع حين يموت طفل ووالده في خزان الصرف الصحي في شارع يعد من أفضل الشوارع في جدة. وقلت في العنوان إنها حالة إدارية لأنها تعبر بكل وضوح عن ضعف الجودة وعن ضعف عنصر المتابعة، وربما يكون ذلك ناتج عن عدم وضوح المسؤوليات أو الازدواجية التي تؤدي إلى الاتكالية. ورغم وجود لجنة للتحقيق في هذه الحادثة ويفترض أن ننتظر ما تتوصل إليه إلا أن تشكيلها يحتاج إلى إعادة نظر فلا تشارك فيها الجهات ذات العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بموضوع التحقيق. يضاف إلى ذلك البيان غير الموفق الصادر من أمانة محافظة جدة. وتلك أسباب دعتنا للكتابة حول هذه المأساة قبل ظهور نتائج التحقيق. يقول بيان أمانة جدة إن غرفة الصرف الصحي التي سقط فيها الطفل ووالده تقع داخل ملكية خاصة ولا تخضع للإشراف أو المراقبة من قبل الأمانة بل هي مسؤولية الجهة المالكة (المركز التجاري). هذا تبرير غير منطقي فعندما يتعلق الأمر بالسلامة فكل المدينة بشوارعها ومنشآتها تخضع لمعايير الأمانة وإشرافها ومتابعتها بما ذلك الملكيات الخاصة، خاصة المركز التجاري وهو مكان عام يرتاده الناس بأعداد كبيرة بشكل يومي. الأمانة ملزمة حسب نظامها ومسؤولياتها بالتأكد من شروط السلامة والمراقبة بصفة مستمرة. ونقول لأمانة جدة إن هذه المأساة حدثت في شارع يصنف من الشوارع الجيدة ولكن ماذا لو نطقت الشوارع الخلفية والأحياء القديمة، هل ستصادق على حصول الأمانة على جوائز عالمية؟ لا أعتقد ذلك لأنها تعاني من مستوى النظافة وسوء الخدمات وضعف المتابعة الميدانية. فتقصير صاحب الملكية الخاصة لا يعفي الأمانة أو الدفاع المدني من المسؤولية وهذا يعيدنا إلى دور لجنة التحقيق وكيفية تشكيلها وشروط المشاركة فيها، حتى لا يتجه اللوم إلى المركز التجاري أو الى الأب الذي لم يقيد ابنه بيده بالسلاسل! الأمر الآخر هو أهمية تفعيل العمل الميداني وايجاد أساليب واجراءات متطورة للمتابعة والمراقبة ومن ثم المحاسبة على الأخطاء بطريقة تمنع تكرارها، إذ من الواضح جداً أن العمل المكتبي يطغى على العمل الميداني، وفي حالة الأمانات والدفاع المدني يجب أن يكون العمل الميداني هو الأساس. وأخيراً أتمنى من أمانة محافظة جدة وغيرها من بلديات المحافظات الاعتذار عن أي جائزة محلية أو عالمية إلا أن تكون جديرة بذلك، كما أتمنى وضع خطة أولويات والتركيز أولاً على الخدمات الأساسية المرتبطة بحياة الناس وتأجيل الأمور الجمالية والكمالية.

مشاركة :