ماذا نريد؟ وماذا يريد الناس؟

  • 5/29/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في حياتنا تتصادم مواقفنا وارائنا، بين ما نريده نحن في حياتنا، وما يريده الناس منا. ولعل هذا التصادم يحدث التناقضات والفجوات ويصنع عزلة حقيقية بين واقعنا الحقيقي والحياة المثالية التي ترضي الآخرين وتعطيهم انطباع جيد عنا. وقد لا تستطيع أن تصنع مزجا، أو خلطة سحرية، تحقق التوافق بين ما تريده أنت، وما يريده الناس، وقد تجد المسافة بعيدة وطويلة لا تحقق نقطة لقاء بينكما. في كثير من الناس يتنازلون عن قيمهم ومبادئهم وقناعتهم ليرضوا الناس، حتى وأن كان ذلك على حساب ما يؤمنون به أو يتجاوز قناعتهم، فالمهم لديهم أن يرضي ذلك الناس، وهذا الأمر يكلفهم كثيرا، بل قد يجلب لهم اشكاليات متعددة، فما يهواه الناس قد لا يتوافق مع هوى نفسك، أو ما تجزم أنت بصحته ويقينه. وعندما تكون قويا متمسكا برأيك الذي لا يرضي الناس على حساب نفسه، ويرفض التنازلات، ويمجد القناعات، حيث لا خطوة، إلا ما تقنع عقلك وتفكيرك، وما تؤمن أنت أنه حقيقة واجبة الإتباع، لا تقودك لاخفاقات، أو تنازلات، قد تجعل قناعات نفسك سراب، حينها فقط سوف تنتصر لنفسك، فالتجاهل ليس دائما مصيدة، أو فخ، أو سبيل للفشل، بل قد تكون أولى خطوات النجاح. عاشرت وعرفت بعضا من البشر الذين جعلوا رضا الناس أولوية، وقدموا قناعات الآخرين على قناعاتهم، دون إدراك لقيمة وأهمية أنفسهم ومحيطهم المقرب، فجنوا انتكاسات واخفاقات كتبت الفشل لكثير من مشاريع حياتهم. لن يشاركك الآخرين تفاصيلك الدقيقة، ولا لحظات وجعك، ولن يستوطنوا أماكنك المحببة، ولن يكونوا أوصياء على قراراتك، أو يتحملوا نتائجها، وحدك من ستواجه، ووحدك من سيتحمل تباعات كل شيء، فلا تنظر لما يتجاوز ظروفك وامكانيتك وحدودك وقراراتك. ليس للناس وصاية عليك إلا ما خالف دين أو عرف أو ثوابت، فكن ثابتا في رأيك ومبادئك، فقد دفع غيرك ثمنا باهظا مرتفع التكاليف لأنهم فقط فكروا بالناس ونسوا أنفسهم وخالفوا توافقهم ويقينهم. لا تحدث الفجوة بين ما تريد أنت، وما يريده غيرك ك، فلا شأن لأحد بك إذا كنت على صواب، ولا تجعل الأمعية تحكم حياتك، فهناك استقلالية واجبة، تجعلك مرتاح البال. كل التنازلات التي ترضي الناس لمجرد الرضا، صنعت تعاسات، وفشل ذريع، لا زال البعض يتجرع مرارته، ويدفع أيام العمر قيمة له.

مشاركة :