دبي- «الخليج» يفيد استطلاع «ديلويت» السنوي السابع حول الألفية، أن جيل الألفية و«الجيلZ» الذي يليه، وبعد التغييرات الجيوسياسية والاجتماعية المهمة التي شهدها العام الماضي، يتطلعان إلى التغيير الإيجابي، التي تعمد الشركات على إحداثه في العالم على مختلف الصعد وبشكل خاص المسائل الاجتماعية التي بدأ بعض القادة بمعالجتها.كما ويشير التقرير إلى عدم ارتياح جيل الألفية عموماً بدوافع الشركات، وفقاً لنتائج الاستطلاع الذي شمل 10455 فرداً من جيل الألفية في 36 دولة، إضافة إلى ما أظهرته آراء ما يقرب من 1850 فرداً من الجيل Z دخلوا سوق العمل مؤخراً في ستة دول شملها الاستطلاع.كذلك أفاد استطلاع هذا العام إلى انخفاض ثقة جيل الألفية بتأثير الشركات الإيجابي على المجتمع، خلافاً لما أشار إليه استطلاعا «ديلويت» السابقان؛ بحيث أفاد 48% من أبناء جيل الألفية- أي أقلّ من النصف- أن الشركات تلعب دوراً مهماً في تحسين المجتمع مقابل 65 % في العام 2017، كما أفاد 47% منهم أن قادتها يلتزمون بتحسين المجتمع مقابل 62% العام الماضي.وقد أظهرت السنوات الست الماضية تناغماً كبيراً بين جيل الألفية والجيل Z من ناحية، ودور الشركات في تحسين المجتمع من ناحية أخرى؛ حيث يعتقد كل من الجيلين أن نجاح الشركات لا يقاس فقط بأدائها المالي؛ بل يتعدى ذلك إلى الجهود التي توظفها الشركات لخلق فرص العمل، والابتكار، وتعزيز حياة الموظفين ومسيرتهم الوظيفية، وإحداث تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة. ولدى سؤالهم عن أولويات شركاتهم الحالية، أشاروا إلى زيادة الأرباح، وتفعيل الكفاءة، وإنتاج أو بيع السلع والخدمات، ثلاث مسائل ينبغي أن تحظى بأقل نسبة اهتمام ممكن. كما أنهم، ورغم إدراكهم لأهمية زيادة الشركات لأرباحها بهدف تحقيق الأولويات التي يصبو إليها جيل الألفية، إلا أنهم يشددون على ضرورة شروع الشركات في تحقيق توازن أشمل لأهدافها، إضافة إلى أدائها المالي.وأشار عمر الفاهوم، الرئيس التنفيذي في «ديلويت الشرق الأوسط» قائلاً: «تشير نتائج استطلاع هذا العام إلى أن التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والجيوسياسية السريعة التي شهدها العام الماضي قد أثّرت في نظرة جيل الألفية والجيل Z بالشركات. يشكل ذلك جرس إنذار لقادة الشركات في كل مكان؛ حيث يشعر الجيلان بأن قادة الشركات في الشرق الأوسط وعالمياً لربما ركزوا على أهمية تحقيق أجنداتهم من دون إيلاء المجتمع أولوية كافية أو مساهمة ذات قيمة. كما وتخبرنا هذه الدراسة أن الشركات تحتاج إلى تحديد المسائل التي من شأنها أن تؤثر إيجابياً في المجتمعات وأن تركز على مسائل التنوع وتعزيز شعور الانتماء لدى الموظفين والمرونة في أماكن العمل ودعم المجتمع، إذا كانت ترغب في كسب ثقة وولاء موظفيها من جيل الألفية والجيل Z.»ويدرك جيل الألفية والجيل Z التحول الجذري الذي يشهده سوق العمل مع الثورة الصناعية الرابعة (وهي الاتجاه الحالي للأتمتة وتبادل البيانات في تقنيات التصنيع بما في ذلك الأنظمة الإلكترونية الفيزيائية، إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية)، والتي ستمكن أبناء هذا الجيل من التحرر من الأنشطة الروتينية والتركيز بالمقابل على عمل أكثر إبداعاً. مع ذلك، فإن العديد منهم لا يشعر بالارتياح إزاء الثورة الصناعية الرابعة؛ إذ يشير استطلاع «ديلويت» إلى أن 17% من المستطلعين من جيل الألفية و32% من الذين يعملون في شركات تستخدم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على نطاق واسع، يخشون استبدال كافة أو بعض وظائفهم في إطار الثورة الصناعية الرابعة. كما أن أقل من 4 من 10 أفراد من جيل الألفية، و3 من 10 من العاملين من جيل Z يشعرون بأن لديهم المهارات الضرورية للنجاح، ويتوقعون مساهمة الشركات التي يعملون فيها لإعدادهم لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة والنجاح في العصر الجديد.وتوضح رنا غندور سلهب، الشريكة المسؤولة عن إدارة المواهب والتواصل في «ديلويت الشرق الأوسط»، قائلة: «تظهر مستويات الولاء المتقلبة فرصة فريدة للشركات لمضاعفة قدرتها في جذب المواهب واستبقائها، ويتعين على الشركات الاستماع إلى آراء جيل الألفية، وإعادة تصور النهج المتبع في إدارة المواهب في إطار الثورة الصناعية الرابعة، وتسليط الضوء من جديد على التعلم والتطوير؛ لمساعدة الجميع على الارتقاء في حياتهم المهنية».
مشاركة :