حكايات مجهولة.. هل تم الكشف عن حقيقة إخوان الصفا وخلان الوفا؟

  • 5/31/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ظهرت جماعة «إخوان الصفا وخلان الوفا» بالبصرة فى القرن الرابع الهجرى وقت حكم الدولة العباسية، وتعتبر مرحلة من مراحل نبوغ الفكر الفلسفى الإسلامى، وكانت الحركة تستهدف عملية التقريب بين الأديان والمذاهب، وتحاول تقديم تفسيرات دينية بفهم فلسفى عميق.وقضية التقريب بين الأديان والمصالحة بين الفلسفة والدين كانت من المسائل الشائكة، ولقد ضم التاريخ مساجلة طويلة بين أبى حامد الغزالى والفيلسوف ابن رشد، على إثر قضية تكفير الفلاسفة بسبب تأويلهم لبعض آيات القرآن الكريم، ويبقى كتاب «تهافت الفلاسفة» للغزالى يجاوره كتاب «تهافت التهافت» لابن رشد فى أرفف المكتبة العربية لمن يريد مطالعة تلك المسألة العجيبة والمثيرة للدهشة.ونهر الحكمة عند إخوان الصفا واحد، روافده حكماء وفلاسفة البشرية منذ أيام سقراط إلى اليوم، وكلها مقولات ومحاولات للارتقاء بالنفس الإنسانية من عوالمها السفلية إلى درجاتها العالية، لتكون محاولتهم هى «التظافر للسعى إلى سعادة النفس عن طريق العلوم التى تطهر النفس».وتنوع إنتاجهم واهتمامهم الفكرى، فألفوا فكرهم فى قرابة الـ٥٢ رسالة، تعتبر موسوعة فى العلوم الفلسفية والفكرية الإسلامية، منها رسائل تعليمية رياضية، تدور حول العدد والهندسة وعلم النجوم والجغرافيا والموسيقى والنسبية والأخلاق، والصورة والحركة والسماء والعالم والكون والفساد والآثار العلوية والمعادن والطبيعة والنبات والحيوان والجسد ومختلف المعارف، ثم رسائل حول النفس تتعلق بمبادئ الموجودات العقلية والفلسفية والعواطف الإنسانية كالعشق والألم واللذة، ورسائل فى الإلهيات والعقائد ورسائل حول النبوة والوحى وما إلى ذلك.ومن العجيب أن تلك الجماعة ظلت كما نشأت سرية، لم يعرف أمرها ولم يكتشف أفرادها، والمطالع لرسائلهم يدرك أنهم مجموعة متشاورة، يتفقون على تأليف تلك الموسوعة الضخمة، وليست من تأليف واحد كما يزعم أبوسليمان السجستانى، صاحب كتاب «صوان الحكمة» حين يؤكد أن مؤلف الرسائل أبوسليمان المقدسى، ولقد دارت حولهم الظنون، وحاول الكثير من الباحثين قديما وحديثا السعى للكشف عن الغموض الذى غلف أسماء تلك الجماعة فلم ينجح أحد. وظلت بعض الظنون التى تقترب من الحقيقة تحوم حول بعض الأسماء التى أوردت فى كتبها مدحا لهذه الجماعة من أبرزهم عبدالله بن المقفع صاحب «كليلة ودمنة» وأبوحيان التوحيدى صاحب «الإمتاع والمؤانسة»، وأبوسليمان محمد بن مشير البستى المشهور بالمقدسى، وأبوالحسن على ابن هارون الزنجانى، ومحمد بن أحمد النهرجورى، والعوفى، وزيد بن رفاعة، ويظل فصل المقال فى أسمائهم يرجع إلى الله سبحانه وتعالى.

مشاركة :