المؤلف المجهول لموسوعة رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا

  • 6/6/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب «رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا» في سلسلة جديدة بعنوان «تيسير التراث» لجيوم دوفو، حيث تتصدر الكتاب مقدمة عبارة عن فقرة من الرسائل تقول: «وبالجملة ينبغي لإخواننا، أيّدهم الله تعالى، ألا يعادوا علماً من العلوم، أو يهجروا كتاباً من الكتب، ولا يتعصّبوا على مذهب، من المذاهب، لأن رأينا ومذهبنا يستغرق المذاهب كلها، ويجمع العلوم جميعها، وذلك أنه هو النظر في جميع الموجودات بأسرها الحسية والعقلية، ومن أولها لآخرها، ظاهرها وباطنها، جليها وخفيها، بعين الحقيقة من حيث كلها من مبدأ واحد، وعلة واحدة وعالم واحد، ونفس واحدة، محيطة جواهرها المختلفة، وأجناسها المتباينة، وأنواعها المفننة وجزئياتها المتغايرة».تبين تلك الفقرة طمع إخوان الصفا في شمولية المعرفة، فالرسائل تنادي بالفضول المعرفي غير المحدود، وتشجعه بلا قيود تحصره داخل مجال علمي أو مذهب أو طائفة ما، فليست رسائل إخوان الصفا موسوعة علمية فحسب، لكنها تحوي في طياتها تفسير كتب سماوية ومجادلات دينية وسياسية وقصصاً على لسان الحيوانات وأبيات شعر، بالطريقة التي يمكن أن تجعلنا نقول عن مؤلف رسائل إخوان الصفا ما تقوله الرسائل عن الإنسان الكامل.تقول الرسائل: «فقام عند ذلك العالم الخبير الفاضل الذكي، العربي الدين، الحنفي المذهب، العراقي الآداب، العبراني المخبر، المسيحي المنهج، الشامي النسك، اليوناني العلوم، الهندي البصيرة، الصرفي السيرة، الملكي الأخلاق، الرباني الرأي، الإلهي المعارف».لكن من يقدر أن يجمع المعرفة كلها؟ وكيف لكتاب لا يتجاوز عدد صفحاته الألفين أن يشمل كتب الحكماء بأسرها؟ وكيف لمذهب أن يستغرق المذاهب كلها بتناقضاتها؟ لا ندري نحن شيئاً عن مدى إمكانية هذا، لكن الرسائل تقول إنه ضروري وواجب، فيجب أن تجمع العلوم كلها في مبدأ واحد كما تأتي المخلوقات كلها من خالق واحد.ولأنها تجمع كل المذاهب فقد استخدمت المذاهب كلها رسائل إخوان الصفا زاعمة أنها تنتمي إلى طائفتها، وحاولت أن تطبق نظريتها الفلسفية في مشروع علمي تارة و سياسي تارة أخرى، ولا ننسى دورها الكبير في تاريخ الأدب العربي الذي لعبته بفضل قصصها.لكن على الرغم من أهميتها الأدبية والعلمية، إلا أنها لا تزال لغزاً تاريخياً وفلسفياً، حيث إن مؤلفها مجهول، كما أنه لم يستطع إلى الآن تحديد تاريخ تأليفها، لكن «جيوم دوفو»، استطاع أن يتوصل إلى مقاربة حول تاريخ التأليف واسم المؤلف، ما قد يطرح رؤية جديدة حول فهم رسائل إخوان الصفا، حيث أثبت أن أحمد بن الطيب السرخسي تلميذ الكندي قد يكون المؤلف الحقيقي لرسائل إخوان الصفا، وقد كتبها عام 280 هجرية تقريبًا، وقد أسس السرخسي عمله على المجالس العلمية لجماعة إخوان الصفا، وهم مجموعة علماء وفلاسفة من مدرسة الكندي.

مشاركة :