هل نزل القرآن الكريم بلغة قريش وحدها؟

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نزل القرآن الكريم على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد شغل الناس ذلك النص العظيم، ومن أجله نشأت علوم اللغة من نحو وبديع وبيان وعروض وصرف، ولأنه نص عربى فقد تضمن ظواهر لغوية على مستوى البناء والمعنى تؤكد أنه استقاها من لغة العرب كلها ولم يقتصر على لغة قريش وحدها.وكانت لغة قريش أتم اللغات لأنها كانت مركز الدائرة بالنسبة للعرب لما فيها من البيت الحرام وأسواق التجارة الرائجة وأيضا أسواق الشعر والخطابة والبلاغة، فجعل لغتها تسود، لكن القرآن أخذ من جميع اللهجات واختلاف الصحابة فى فهم المفردات يؤكد ذلك، وربما كانت المفردة تستخدم بمعنى فى قبيلة وبمعنى آخر فى قبيلة ثانية. لكن ذلك التباين لم يخلق صراعًا، ولم يكد يلتفت إليه أحد، وكل ما كان يجذب أنظار الصحابة هو السؤال عن معنى لفظ لا يُعرف معناه. ولقد وردت روايات فى الأثر تؤكد عدم معرفة الصحابة بتلك الألفاظ وتساءلوا هل عرفت العرب هذه الألفاظ أو تلك المعانى أم لا؟، ومن هذه الأمثلة الرواية التى تقول إن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لم يكن يعرف معنى كلمة «أبا» فى قوله تعالى «وفاكهة وأبا»، فلما وصل إليها فى القراءة قال: «قد عرفنا الفاكهة. فما الأب؟ ثم قال : لعمرك يا بن الخطاب إن هذا لهو التكلف. وقال: بحسبنا ما قد علمنا».وعندما نزلت الآية «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ» فهم منها عدى بن حاتم التمييز بين الخيطين بشكل حقيقى ومادى، فجعل تحت وسادته خيطين يرقبهما ليعرف متى يتوقف عن الطعام والشراب، ولما بلغ ذلك النبى قال: إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار. وقال لحاتم : إن وسادك إذا لعريض» وفى قول النبى بلاغة وفكر فكيف ياحاتم يحوى وسادك الصغير اتساع الكون فيشمل الليل والنهار!ولا أدل من تلك الرواية التى تحكى مجيء نافع بن الأزرق مع نجدة بن عويمر ونفر من الخوارج يسألون عبدالله بن عباس عن ألفاظ فى القرآن هل كانت تعرفها العرب قبل نزول الكتاب، ولقد أجابه ابن عباس عن كل مسألة مستشهدًا ببيت شعر على كل مفردة، ولم تكن الشعراء من قريش بل كانوا متفرقين من بطون العرب، واستشهد بهم ابن عباس مما يوضح توسع النص القرآنى فى الأخذ من لهجات القبائل الأخرى.. يتبع.

مشاركة :