قال الدكتور محمد حسن المريخي، في خطبة الجمعة أمس، بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، إنه لا يعكر فرحة الناس بالشهر الفضيل إلا هذه الأرحام المقطوعة، والأعراض المطعونة، والسب والشتم والعداوة المصنوعة، بسبب هذا الحصار الجائر الظالم، الذي تفتعله دول الحصار على إخوانها في قطر حكومة وشعباً، مواطنين ومقيمين، وأضاف أن هذه الدول تصر على بقاء الحصار وتتعاون عليه فيما بينها تعاوناً على الإثم والعدوان، وتجتمع على أذية إخوانها المسلمين في قطر.أضاف: حصار بدأ بكذبة، وطارت في الآفاق، وجاء الرد الرسمي الصريح بعدم صحة التصريحات، وأنها مفتراة مكذوبة، مصنوعة من أهل الكيد والحقد، لكنها لم تجد الآذان الصاغية، ولا القلوب المحبة للخير، بل وجدت من يتلقفها ويركض بها وينشرها، ويزيد عليها، ويدفع الأموال لنشرها، وجدت قلوباً حاقدة حانقة، ونفوساً متشيطنة، تريد الإجرام، وتحب المكر والخديعة، تسعى ليل نهار سعياً حثيثاً من أجل التضييق على قطر وأميرها وشعبها وناسها في كل المجالات، عداوة وحرصاً على الأذية، سعياً أعجب الكفار والأبعدين، حصار أنكره البعيد قبل القريب، والكافر قبل المسلم، تهم وأكاذيب لا مبرر لها، ولا دليل ولا برهان عليها، فقط غرور النفس الأمارة بالسوء، واتباع الشيطان، ونسيان الله والدين وأمره، وتعدٍ لحدوده، وجرأة على زواجره ونواهيه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق» رواه البخاري. وتابع المريخي: الحصار على بلادنا من قبل دول الحصار، أسس على الكذب والبهتان والمكر والحسد، حصار جائر. ممن؟ من عدو تقليدي: لا.. من بعيد مبغض؟ لا.. من إخوة الأمس، وشركاء، وأبناء عمومة، وأرحام، وأعضاء مجلس واحد، كتبنا المواثيق معهم والمعاهدات، التي كنا نظن ألا حاجة لنا بها، للرحم والأخوة والدم والمصير المشترك، فضربوا بها عرض الحائط، ونسوا حظاً مما ذكروا به، وقابلونا بالعداوة والبغضاء. وقال فضيلته « إن الذي يقف على آثار الحصار، وقد بلغ اليوم السنة كاملة، ويرى التفاخر فيما بينهم بحصارهم وإصرارهم واستكبارهم، يعلم أن أخلاق العرب تأباه وتمجّه وتلفظه، فضلاً عن أخلاق الإسلام، الأخلاق العربية والإسلامية تأبى هذا التصرف الساقط الذي لم تسلم منه حتى الحيوانات». وأوضح المريخي أن الحصار يمثل تعاوناً على الإثم والعدوان، واجتماع على قطع الأرحام، وإفساد في الأرض بعد إصلاحها «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها»، فهو إصرار على المعصية، بل على كبائر الذنوب، وقيام على العداوة والبغضاء. نوايا خبيثة.. ولا يحيق المكر السيئ الإ بأهله أوضح فضيلة الداعية الدكتور محمد حسن المريخي في خطبة الجمعة أن الحصار أسس على نوايا خبيثة، على شفا جرف هارٍ فانهار بهم وخاب وارتد عليهم، لأنه بُني على المكر والأذية «ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله». وقال: أيها المسلمون الحصار كبيرة من كبائر ذنوبهم، بدليل ما ترتب عليه من الذنوب والمعاصي، هذه الأرحام التي تقطعت وحيل بينها وبين بعضها البعض، فلا يتواصل الرجل مع أخيه، ولا الزوجة مع زوجها، ولا الأبناء مع آبائهم أو أمهاتهم، منعوا وهددوا وروقبوا وأخذوا وأوذوا وسجنوا.;
مشاركة :