وهج الكتابة: الجوائز الأدبية هل هي نزيهة؟

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشهدُ الساحةُ الثقافية تهافتًا وربما حربًا خفية ومستعرة على الجوائز الأدبية، وخاصةً جوائز الرواية العربية مثل جائزة البوكر وجائزة كتارا، وهما الأكثر شهرةً في عالمنا العربي. يقول البعض إن هذه الجوائز مسيسة وتوظّف لأهداف سياسية لكي تربح الرواية التي تخدم أو تتحدث عن القضية الأشهر على الساحة الأدبية. ويقول آخرون إن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في اختيار الرواية الفائزة، غير الإبداع بحد ذاته، مثل شهرة الكاتب أحيانًا والبلد والانتماء السياسي وغيرها. يقول الشاعر الأردني أمجد ناصر: «دعونا نرى ماذا تقدّمه جوائز الرواية العربية.. تقريبًا لا جديد؛ فهي إعادة إنتاج ما يطفو على سطح الكتابة العربية. وعندما يدير أعضاء لجان التحكيم ظهورهم للنقد الروائي الذي طاول عملاً معينًا، أو أكثر، ويختارون من لا يستطيع الكتابة الصحيحة باللغة العربية، لا أقصد نحوا وصرفا وإملاء، وإنما التركيب النحوي للجملة، فهذه ليست أكثر من رسالةٍ كوميدية، أو إخراج لسان طويل لما يعنيه الأدب؛ أي ما يعنيه كعمل فني، تركيبي، وليس محاكاةً للواقع». ويضيف أمجد ناصر: (هنا نتذكّر صرخة محمود درويش: ارحمونا من هذا الحب القاسي! لا أسباب «تخفيفية» في العمل الإبداعي. هذا ما رفضه، بصرخة حادة، محمود درويش في ذروة صعود «شعر المقاومة» الفلسطيني. قال للعرب: الشعر شعر، والقضية قضية. يتذكّر القراء أن هناك رواية فلسطينية لاقت صدىً نقديا جيدًا، وأثارت جدلاً في نقدها النخبة الفلسطينية، وتجرأت على تابوهات، هي رواية: «جريمة في رام الله» للكاتب الفلسطيني الشاب عبّاد يحيى الذي تعرّض لدعاوى قضائية وهجوم سياسي من جماعة السلطة الفلسطينية. أين هذه الرواية في «الخيارات الفلسطينية»؟ لِمَ لم تكن بين خيارات اللجنة في القائمة الطويلة؟ يتحدث بعضهم عن تسييس الجائزة. شخصيا، لا أظن. لكن أكثر من واقعةٍ تشير إلى أن شيئًا من هذا حدث. ليس بالضرورة أن يكون دافع الإقصاء سياسيا محضًا. قد يكون جرأةً في الطرح). وأفاد البيان الذي أصدرته جائزة البوكر مؤخرًا بأنّه تقرّر تعديل النظام المعمول به بغرض تحقيق العدل في التعامل مع الناشرين. وبحسب النظام الجديد، سوف تعتمد حصة الروايات التي يقدمها الناشرون على عدد المرات التي وصلت فيها الكتب المقدّمة إلى القائمة الطويلة في السنوات الخمس السابقة، بحيث يتم تقديم رواية واحدة للناشرين الذين لم يسبق لهم الوصول إلى القائمة الطويلة، وروايتين للذين سبق وصولهم إلى القائمة الطويلة، وثلاث روايات للناشرين الذين سبق وصولهم إلى القائمة الطويلة أكثر من ثلاث مرّات، وأربع روايات للناشرين الذين وصلوا إلى القائمة الطويلة أكثر من خمس مرّات. والنظام الجديد يعني أنّ حصّة الروايات بالنسبة إلى الناشرين قد تختلف من عام إلى آخر، مع إبقاء الجائزة على مبدأ حق الناشرين في التقدم برواية إضافية أخرى فوق حصتهم، إذا كان كاتبها سبق أن وصل إلى القائمة القصيرة؛ وهذا يعني أنه ليس بإمكان الكاتب تقديم روايته مهما كان مستواها الإبداعي لنيل الجائزة إلاّ عن طريق دار النشر التي طبعت الرواية، ما يفرض على الكاتب التوجّه إلى دور النشر المعروفة لطبع روايته إذا كان يرغب في التقدم إلى الجائزة. وماذا إذا كان الكاتب قد طبع روايته في البحرين لدى إحدى دور النشر في البحرين التي لا صيت لها في الخارج، طبعًا سوف تضيع الرواية!! في هذه السنة أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر 2018، فوز رواية «حرب الكلب الثانية» للشاعر والكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله. يذكر أنه تنافست ست روايات في دورة 2018 ضمن القائمة القصيرة هي: رواية «زهور تأكلها النار» للكاتب السوداني أمير تاج السر، الصادرة عن دار الساقي، ورواية «الحالة الحرجة للمدعو ك» للكاتب السعودي عزيز محمد من المملكة العربية السعودية، ورواية «ساعة بغداد» للكاتبة العراقية شهد الراوي الصادرة عن دار الحكمة – لندن، ورواية «حرب الكلب الثانية» للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله الصادرة عن الدار العربية للعلوم (ناشرون)، ورواية «الخائفون» للكاتبة السورية ديمة ونّوس، ورواية «وارث الشواهد» للكاتب الفلسطيني وليد الشرفا. Alqaed2@gmail.com

مشاركة :